كتب : محمد يسري
يدين أنطونيو كونتي لأرسين فينجر بالشكر، لأنه –وربما- لولا خسارة تشيلسي بثلاثية دون رد أمام أرسنال في الجولة السادسة وتراجعه للمركز الثامن، ما كان ليتغير أزرق لندن ويصل للجولة الـ24 أمام مدفعجية العاصمة الإنجليزية في صدارة جدول الدوري برصيد 56 نقطة.
الخسارة القاسية على ملعب الإمارات حولت تشيلسي 180 درجة، فانتصر في 13 مباراة متتالية، واستطاع أن يتلغب على أرسنال في لقاء الإياب في الدوري بنتيجة 3-1 ويرفع رصيده لـ59 نقطة ويجعل الفارق بينه وبين منافسه –بعد صعود البلوز لمكانة الكبار في الدوري- على زعامة لندن إلى 12 نقطة حيث تجمد رصيد المدفعجية عند النقطة 47 في المركز الثالث، بينما يحتل القطب اللندني الآخر توتنام المركز الثاني برصيد 50 نقطة.
Filgoal.com يوضح أبرز ملامح لقاء تشيلسي وآرسنال الذي أقيم على ملعب "ستامفورد بريدج" في السطور التالية
الاستحواذ السلبي مفتاح الفوز
بدأ أرسنال المباراة بضغط قوي على عناصر تشيلسي الدفاعية من على حدود منطقة جزاء الأخير ومنعهم من الخروج بالكرة عن طريق أليكسيس سانشيز وميسوت أوزيل وثيو والكوت وأليكس أيوبي وأوكسليد تشامبرلين في الدقائق الأولى من المباراة.
ضغط أرسنال منع تشيلسي من اللعب بأريحية، حتى أخطأ كورتوا ولويز وكاد أيوبي يسجل الهدف الأول لأرسنال لكن تصويبته تحولت لركنية.
وعليه، قرر كونتي أن يتراجع للخلف ويترك الكرة لأرسنال على أن يغلق كل المساحات، خصوصا وأن المدفعجية افتقدوا للاعب يستطيع صناعة الفرص من منتصف الملعب والتمرير المحكم برغم دفع فينجر بتشامبرلين إلى جوار فرانسيس كوكلين.
اللقطات الماضية توضح عودة تشيلسي للعب خلف الكرة باستثناء كوستا الذي تمركز في منتصف ملعب أرسنال للعب كمحطة واستغلال قدرته في الاستلام تحت ضغط للصعود لمرمى بتر تشك عن طريق المرتدات.
جملة مكررة وخطأ مكرر
في الصيف الماضي استبعد كونتي من قائمة المنتخب الإيطالي لليورو أسماء رنانة مقابل ضم أسماء أقلشهرة والهدف لم يكن من أجل السيطرة على التشكيل بقدر اللعب بمجموعة من اللاعبين تلتزم بتعليمات مدرب يوفنتوس السابق بالحرف. وهذا ما فعله في تشيلسي أيضا، بضمه لماركوس ألونسو وفيكتور موزيس.
دور الثنائي يظهر جليا في أهداف تشيلسي مؤخرا، بسبب تطبيق الثنائي لتعليمات كونتي.
أيا كان مكان الكرة، فسيتم نقلها للجبهة اليمنى لموزيس الذي سيكسب بعضا من الوقت حتى يدخل ألونسو لمنطقة الجزاء من الناحية اليسرى ليصبح مهاجما ثانيا بجوار كوستا قبل إرسال الكرة العرضية.
الجملة تكررت كثيرا هذا الموسم وأخرها كان هدف كوستا في هال سيتي في الجولة قبل الماضية.
نفس الجملة كانت السبب في هدف تشيلسي الأول أمام أرسنال.
ألونسو إلى منطقة الجزاء، خلف كوستا، في انتظار العرضية؛ وهدف.
جملة تشيلسي لم تكن الوحيدة المكررة، بل كان هناك خطأ مكرر أيضا من أرسنال، فدخول ألونسو لمنطقة جزاء المدفعجية بدون رقابة مشابهة لهدف تشارلي دانيالز لاعب بورنموث الذي سجله في مرمى تشيك في الجولة 20.
السبب يعود لعدم التزام جناح أرسنال الأيمن في تقديم الدور الدفاعي، أو في بطئ العودة للتغطية خلف هيكتور بيلليرين، حيث يدخل بيلليرين لمنطقة الجزاء وكأنه قلب دفاع للعب بجوار قلب الدفاع الأيمن الذي انتقل للجانب الأيسر للتغطية خلف قلب الدفاع الأيسر الذي يقوم بالتغطية خلف الظهير الأيسر!
العامل المشترك في الهدفين أيضا هو عدم قيام الجناح الأيسر بالواجب الدفاعي، ما يسمح للخصم بتنفيذ هذه الخدعة في أرسنال، فأمام بورنموث كان أليكسيس هو الجناح أما أمام تشيلسي فكان أوزيل هو الذي يشغل الجناح الأيسر قبل الهدف، وعلى فينجر سد هذه الثغرة حتى لا يقبل أهدافا أخرى بهذه الطريقة.
عزل خطوط أرسنال
بعد الهدف الأول، أصبح تشيلسي هو من يقوم بالضغط على أرسنال.
وعلى الرغم من عدم وجود ممول كرات لتشيلسي في منتصف الملعب، إلا أن كونتي لم يدفع بسيسك فابريجاس بسبب ضغط كانتي وماتيتش على وسط أرسنال، بالتحديد ماتيتش الذي كان يضغط مبكرا على حامل الكرة لمنعه من التقدم وإجباره على التمرير السلبي.
وربما كانت لتختلف نتيجة المباراة إذا أعطى كونتي فابريجاس أكثر من 10 دقائق في الملعب، خصوصا بعد خروج كوكلين ونزول أوليفييه جيرو، فبخروج ارتكاز الآرسنال الذي لم يكن موفقا، زادت المساحات في وسط الملعب، لكن رغبة كونتي في الحفاظ على النتيجة وعدم الهجوم منعت تشيلسي من الخروج بنتيجة كبيرة.
فبدلا من الضغط على أرسنال بماتيتش، كان لكونتي فرصة للاستحواذ على مجريات اللعب في وسط الميدان عن طريق فابريجاس الذي يجيد التحكم بإيقاع اللعب في مثل هذه المباريات، خصوصا وأن تشيلسي افتقد للاعب وسط هجومي يجيد التواجد في الثلث الأخير من ملعب الخصم وتهديد مرماه بشكل حقيقي، فرغم قيام كانتي بهذه الدور إلا أن الفرنسي مازال يفتقد الدقة في اللمسة الأخيرة واتخاذ القرار.
قاطعو الكرات يصنعون الفارق
من بين ما ساهم في نتيجة اللقاء أيضا كان أماكن قطع أرسنال وتشيلسي الكرة.
فنجد أن الصور التالية توضح أن أرسنال عانى في قطع الكرة في وسط الملعب وكان يقوم بعملية الافتكاك من أمام منطقة جزاءه في أغلب الوقت كما افتكها من داخل منطقة جزاءه كثيرا، على عكس تشيلسي الذي لم يفتك الكرة من داخل منطقة جزاءه سوى مرتين فقط واستخلص الكرة من وسط ملعبه بسبب نجاح في تطبيق الضغط.