"اللاعبون رجال وأبطال خاضوا اللقاء وهم مجهدين للغاية وتحاملوا على أنفسهم، لدرجة أن كوبر لم يجد ما يقوله لهم داخل الملعب". هكذا كانت تصريحات محمود فايز محلل الأداء والمدرب بالجهاز الفني للفراعنة عقب المباراة.
نعم كانوا رجالا وقدموا أكثر مما كنا نتوقع بالوصول إلى المباراة النهائية في البطولة في انتظار الفائز من غانا والكاميرون، ولكن الآن سقف الطموح ارتفع وبقي خطوة واحدة لتحقيق اللقب.
أما عما دار خلال الـ90 دقيقة أمام منتخب بوركينا فاسو فقدم المدير الفني باولو دوارتي العديد من الأفكار للسيطرة على المباراة، حيث اعتمد البرتغالي دوارتي على 4-1-4-1 في الحالة الدفاعية لفرض رقابة لصيقة على عبد الله السعيد العقل المفكر للمنتخب المصري عن طريق قائد الخيول كابوريه لاعب الارتكاز المدافع.
والضغط من الأمام بالثنائي عبد الرزاق وتوريه على حامد وإبراهيم وكذلك ناكولما وتراوري على فتحي والمحمدي وبانسيه مع ثنائي الدفاع.
أما عند امتلاكه للكرة والهجوم فقد أعطى دوارتي حرية كبيرة للاعبيه في الثلث الهجومي، تحرر ثنائي الوسط توريه وعبد الرزاق وقدما دعما هجوميا كبيرا، لاحظ الخريطة الحرارية لتحركات الثنائي في جميع أنحاء منتصف ملعب الفراعنة.
وخاصة توريه الذي كثيرا ما كان يتحرك في المساحات بين خطي الوسط والدفاع لمصر.
وكان مصدر الخطورة من العمق مع ناكولما الذي كان يترك الجانب الأيسر ويدخل للعمق في تلك المساحات أيضا، وبل وكثيرا ما كان ينضم لتراوري على الجبهة اليمنى.
لاحظ مناطق استلامه الكرة.
وحالة مثل تلك كانت تجمع بين كل ماسبق من تحرر لثنائي الوسط رزاق وتوريه وكذلك دخول ناكولما للعمق وضرب ضغط منتخب مصر بكل سلاسة.
ظهر أيضا في إحدى الحالات النادرة التي يتم فيها اختراق العمق الدفاعي للمنتخب (بالتمرير خلف حجازي وعلي جبر) ماقام به حجازي لتغطية الثغرة خلف لاعبي الوسط حاول التقدم لرقابة ناكولما، فظهرت خلفه المساحة وتم التمرير فيها للمهاجم بانسي الذي حولها عرضية أبعدها إبراهيم صلاح بشكل رائع.
وظهر أيضا الاعتماد على اللاعب بانسي في التشكيلة الأساسية بعد دخوله كبديل في المباراة السابقة أمام تونس من أجل الاعتماد على الكرات الطولية في ظل امتلاك اللاعب القوة البدنية للتعامل مع الثنائي حجازي وعلي جبر، والغريب أنه كان كثيرا مايتسلم الكرات الطولية خلف لاعبي الوسط دون أية مضايقات.
ورغم كل تلك الأمور والسيطرة على وسط الملعب واختراقه إلا أن الفريق لم يسجل سوى من حالة عشوائية، فحينما أصيب اللاعب تراوري الجناح الأيمن المهاري بعد التواء قدمه وخروجه من الملعب من أجل العلاج انطلق الفريق للهجوم وتحول لاعب الارتكاز المدافع كابوريه (الذي لا يتقدم للهجوم إلا نادرا) إلى جناح أيمن وهو من أرسل عرضية الهدف (ربما هذا السبب وراء عدم ارتداد تريزيجيه للمساندة الدفاعية معتمدا على عدم وجود الجناح تراوري في الملعب) فاللاعب الذي انطلق خلف فتحي وأعاد الكرة للخلف كان الظهير الأيمن والذي أرسل العرضية كان الارتكاز المدافع.
أما عن المنتخب المصري فظهر هجوميا جملة تكررت على الجانب الأيمن أكثر من مرة بين الثلاثي عبد الله السعيد وكهربا ومحمد صلاح حيث يتبادلون الكرة وكذلك المراكز.
وتسببت في أخطر فرص الفراعنة في الشوط الأول من تصويبة تريزيجيه.
حتى أثمرت عن الهدف الأول والوحيد للمنتخب حيث تحول السعيد للعمق الهجومي وانتقل كهربا للجانب الأيمن لمساندة صلاح وعمل تمريرات ثنائية معه ثم الانطلاق للمنطقة لاستلام عرضية المحمدي وتهيئة الكرة لصلاح ليسددها في الشباك.
أمر آخر يظهر منذ بداية البطولة وكان سببا غير مباشر في الفوز على غانا حينما ضغط محمد صلاح في العمق الهجومي واستخلص الكرة ومررها للسعيد (الذي تحصل على خطأ أحرز منه صلاح هدف الفوز) رغم تواجد مروان محسن في الملعب.
ففي حالة رميات التماس على الجهة اليمنى يحدث تحرك عكسي بين صلاح والمهاجم حيث يخرج الأخير للخط ويدخل صلاح للعمق الهجومي، لاحظ تلك الحالة.
وكادت تتسبب في هدفا لو مرر صلاح لتريزيجيه في هذه الحالة وليس كهربا.
ربما هو أمر بسيط بالنسبة لك ولكنها من الممكن أن تحسم البطولة وليس مباراة فقط إذا أتقن اللاعبون تنفيذها.