بالطبع المنافسة في بطولات الناشئين والشباب تكون مختلفة كثيرا عن منافسات المستوى الأول، من حيث القوة والاحتياج إلى الخبرات وخلافه.
سليماني كوليبالي
النادي : كارميوتيسا
لكن مما لا شك فيه أن بطولات كأس العالم للناشئين والشباب تفرز العديد من المواهب التي تتألق فيما بعد.
ولكن الكثير يعتقدون أن من يتألق في بطولة تحت 20 عاما يكون عمره أطول في الملاعب عن نظرائهم في بطولات تحت 17 عاما.
خافيير سافيولا واسماعيل مطر وليونيل ميسي وسيرجيو أجويرو وصولا لبول بوجبا في 2013، هي أسماء خرجت من بطولات كأس العالم للشباب ولا زالت تلمع رفقة أنديتها ومنتخبات بلادها.
حين نعود 6 أعوام إلى الوراء، نجد الإيفواري سليماني كوليبالي هدافا لكأس العالم للناشئين 2011 في المكسيك. منذ ذلك الحين مر بأكثر من تجربة أوروبية غير مستقرة، والآن يحط الرحال في الأهلي المصري.
مسيرة كتلك تدفع للتساؤل.. أين تذهب مواهب بطولات تحت 17 عاما؟ وهل حقا يكون تألقا مؤقتا ثم تختفي سريعا؟
سنسرد في هذا التقرير أين ذهبت تلك المواهب بداية من نسخة 1999 وما هو مصيرها، وسيكون للقارئ تحديد الإجابة.
نيوزلندا 1999
أُقيمت نسخة عام 1999 من البطولة في نيوزلندا. تُوجت البرازيل باللقب، ولكن أفضل لاعب في البطولة كان الأمريكي لاندون دونوفان.
مسيرة دونوفان كانت مميزة بانتقاله لأندية بايرن ليفركوزن وبايرن ميونيخ الألمانيين وإيفرتون الإنجليزي بجانب العديد من الأندية الأمريكية.
لا زال دونوفان بوصوله لعمر الـ34 يلعب رفقة نادي لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي، ولكن ما يميز مسيرته حقا هو ما قدمه لمنتخب بلاده طوال السنوات وقيادتهم بشكل مميز في بطولات كأس العالم. ولكن الوصول لنهائي كأس القارات في 2009 يظل الإنجاز الأبرز بجانب التأهل لربع نهائي مونديال 2002، حيث كان دونوفان شريكا في الإنجازين.
هداف البطولة كان الغاني إسماعيل أدو برصيد 7 أهداف، وعلى الرغم من لمعان الكرة الغانية في تلك الفترة، لم يجد أدو المسيرة المميزة، فظل يتنقل بين أندية أوروبية ذات مستوى منخفض وأندية آسيوية لم يتألق معها بشكل كبير، قبل أن يعود إلى الدوري الغاني من جديد.
ترينداد وتوباجو 2001
نسخة 2001 والتي أُقيمت في دولة ترينداد وتوباجو التي تقع في أمريكا الشمالية كانت فرنسية بامتياز.
توجت فرنسا بالبطولة، بينما كان فلورنت سيناما بونجولي أفضل لاعب في البطولة وهدافها الأبرز برصيد 9 أهداف كرقم قياسي في ذلك الحين.
تألق بونجولي الكبير نقله إلى ليفربول الإنجليزي، ولكنه لم يجد الطريق المناسب معهم مع خروجه لأكثر من إعارة، قبل أن ينتقل في عام 2006 لريكرياتيفو الإسباني، وخلال 3 مواسم ينجح في تسجيل 22 هدفا أعادوه للأنظار من جديد، فانتقل إلى أتليتكو مدريد، ولكنها لم تكن مسيرة ناجحة حيث سجل 5 أهداف فقط في 40 مباراة بالليجا خلال 3 مواسم.
انتقل بونجولي بعد ذلك لسبورتنج لشبونة، وخاض 5 مباريات فقط معهم خلال 33 مواسم، وخرج خلال نفس المواسم الـ3 على سبيل الإعارة لأندية ريال سرقسطة في إسبانيا وسانت إيتيان في فرنسا.
انحدرت بعد ذلك مسيرة بونجولي، ولكن في عام 2016 استقر الفرنسي بعمر الـ32 عاما في الدوري التايلاندي مع فريق "شاينات هورنبيل"، والذي على الرغم من هبوطه للدرجة الثانية ما زال مستقرا معهم، حيث سجل 13 هدفا خلال 10 مباريات.
يمتلك بونجولي مباراة دولية واحدة رفقة المنتخب الفرنسي الأول كانت ضد تونس في 2008.
فنلندا 2003
أحرزت البرازيل لقبها الثالث في نسخة فنلندا 2003. ولكن هل تعلم من كان أفضل لاعب وهداف البطولة في هذه النسخة؟
برصيد 5 أهداف فقط، تصدر الإسباني سيسك فابريجاس قائمة هدافي البطولة رغم كونه لاعب وسط ملعب، ليصبح أفضل لاعب في البطولة.
مسيرة فابريجاس بدأت من ناشئي برشلونة، ثم الانتقال لأرسنال الذي تألق معه لأكثر من موسم، قبل أن يعود لبرشلونة لعدة مواسم، ثم يعود إلى إنجلترا من خلال بوابة تشيلسي، حيث يستمر هناك حتى الآن.
مسيرة فابريجاس وتفاصيلها غنية عن التعريف، ولكن ها قد وجدنا اسما تألق في بطولة تحت 17 عاما واستمر في اللمعان.
بيرو 2005
حققت المكسيك لقبها الأول في 2005، وكان هداف البطولة هو المكسيكي كارلوس فيلا برصيد 5 أهداف.
كارلوس فيلا لا زال ضمن الأسماء المعروفة، فرغم بدايته غير المستقرة في أرسنال وإعارته لعدة أندية في البريمييرليج، استقر فيلا ووجد ضالته مع نادي ريال سوسيداد في عام 2011، حيث ما زال مستمرا معهم حتى الآن وسجل 67 هدفا مع فريق ملعب الأنويتا خلال 211 مباراة في مختلف البطولات.
بعمر الـ27، يتميز فيلا في مسيرته مع منتخب بلاده، حيث سجل 15 هدفا خلال 48 مباراة دولية خاضها، وقادهم للفوز بالكأس الذهبية في عامي 2009 و2015.
أفضل لاعب في البطولة ذاتها ذلك العام كان البرازيلي أندرسون.
بداية أندرسون كانت مميزة مع فريق جريميو البرازيلي ثم الانتقال لبورتو البرتغالي وتقديم مستويات مميزة خلال موسم 2006/2007، فكان قرار سير أليكس فيرجسون باستقطاب اللاعب إلى "أولد ترافورد" من أجل تقديم خدماته لمانشستر يونايتد.
وجد أندرسون صعوبات كبيرة في أن يكون الأفضل وخيب التوقعات، ولكن استمر سير فيرجسون في الاعتماد عليه. ولكن مع قدوم ديفيد مويس، استغنى الفريق عن اللاعب في البداية على سبيل الإعارة لفيورنتينا الإيطالي، ثم استغناء نهائي في عهد لويس فان جال، حيث رحل اللاعب إلى بلاده من جديد رفقة فريق انترناسيونال.
لم تكن مسيرة مميزة للبرازيلي الذي يمتلك 8 مباريات دولية رفقة منتخب بلاده.
كوريا الجنوبية 2007
حققت نيجيريا لقبها الثالث تاريخيا في هذه النسخة، وكان هداف البطولة هو مكاولي كريسانتوس برصيد 7 أهداف ساهم بها بتتويج منتخب بلاده باللقب.
مسيرة كريسانتوس الذي وصل لعامه الـ26 تتمركز في الدوري الألماني. حيث تتدرج في مراحل مختلفة رفقة فريق هامبورج، ولكن تألقه الأكبر كان رفقة فريق كارلسروه الذي انتقل إليه على سبيل الإعارة، وكذلك الأمر حين انتقل لآينتراخنت فرانكفورت على سبيل الإعارة كذلك.
في 2012، قرر كريسانتوس الانتقال إلى لاس بالماس الإسباني الذي كان ينافس في الدرجة الثانية حينها، وسجل 20 هدفا في 67 مباراة. وفي 2014 قرر الانتقال في خطوة غير ناجحة لسيفاسبور التركي، قبل أن ينتقل لآيك آثينا اليوناني في 2015، وفي 2016 يقرر العودة للدرجة الثانية الإسبانية من خلال فريق ريوس.
لا يمتلك كريستانتوس أي مباراة دولية رفقة منتخب نيجيريا الأول.
لكن من كان أفضل لاعب في تلك البطولة؟
لقد كان الألماني توني كروس. نجم ريال مدريد الحالي قدم بطولة مميزة رفقة منتخب بلاده، وتألق بعدها مع بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا الأول الذي تُوج معه بكأس العالم 2014، قبل أن ينتقل لريال مدريد ويحقق معه دوري أبطال أوروبا في العام الماضي.
نيجيريا 2009
كانت تلك الفترة هي فترة إسناد تنظيم بطولات كأس العالم لدول أفريقيا. نيجيريا الأفضل تاريخيا في التتويج بكأس العالم للناشئين لم تتمكن من حصد اللقب على أرضها، والذي ذهب إلى سويسرا للمرة الأولى في تاريخها.
النيجيري ساني إيمانويل كان أفضل لاعب في البطولة.
من هو ساني إيمانويل بعد تلك البطولة؟ لا توجد إجابة.
أفضل مراحله كانت الانتقال للاتسيو الإيطالي في 2012، ولكن لم يخوض أي مباراة رفقتهم، قبل أن ينتقل إلى عدة أندية مجهولة في أوروبا دون أي تألق يُذكر.
لا زال اللاعب بعمر الـ24، وقد تكون أمامه فرصة لتعديل مسيرته إن أمكن.
هداف البطولة كان الإسباني بورخا باستون. وهو اسم معلوم قليلا خاصة في الانتقالات الصيفية الأخيرة.
بدأ بورخا بعد تلك البطولة في اللعب في رديف أتليتكو مدريد، وبعد تألق تم تصعيده للفريق الأول في 2011 مع بدايات دييجو سيميوني. ولكن فرصة اللعب كانت صعبة، فخرج في إعارات متكررة، كانت أفضلها مع ريال سرقسطة في الموسم قبل الماضي، ثم تألق كبير مع فريق إيبار في الموسم الماضي بتسجيل 18 هدفا خلال ذلك الموسم.
التألق مع إيبار جعله محط أنظار فريق سوانزي سيتي الذي ينافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، فتمت صفقة الشراء من أتليتكو مدريد بمبلغ قياسي قيمته 15.5 مليون جنيه استرليني. ولكنه لم ينجح في التسجيل حتى الآن.
المكسيك 2011
حققت المكسيك لقبها الثاني على أرضها في 2011. وكان أفضل لاعبي البطولة هو المكسيكي خوليو جوناليز.
ما زالت مسيرة المكسيكي الشاب بعمر الـ22 عاما متمركزة في الدوري المكسيكي. فقد انتقل لفريق باتشوكا ولكن لم يحجز مكانه الأساسي بعد، فلا يزال تتم إعارة الجناح وصانع الألعاب الشاب لعدة أندية من أجل إثبات نفسه.
هداف البطولة هو لاعب الأهلي المصري الجديد، الأيفواري سليماني كوليبالي، برصيد 9 أهداف، عادل بها رقم بونجولي القياسي في 2001.
مسيرة متذبذبة لكوليبالي بدأت مع رديف توتنهام ثم الانتقال لعدة محطات إنجليزية في درجات أدنى وإيطالية وأسكتلندية، كانت أفضلها في بيتربوره يونايتد الإنجليزي وكيلمارنوك الأسكلتندي، والتي كانت آخر محطاته قبل الانتقال للأهلي، حيث سجل رفقتهم 11 هدفا خلال 26 مباراة في مختلف البطولات.
سيحاول كوليبالي تعديل مسار مسيرته رفقة الأهلي، وقد يكون يوما ما "دروجبا الجديد" ولكن لا زال الوقت مبكرا.
الإمارات 2013
أُقيمت نسخة 2013 في دولة الإمارات، وشهدت تتويجا تاريخيا رابعا لنيجيريا بالبطولة.
أفضل لاعبي البطولة كان النيجيري كليتشي إيهانتشو، والذي يستقر منذ ذلك الحين مع فريق مانشستر سيتي بداية من الأكاديمية وصولا للفريق الأول وتعويض غياب الأرجنتيني سيرجيو أجويرو في أكثر من مناسبة.
سجل إيهانيتشو 20 هدفا في 54 مباراة خاضها مع السيتي في مختلف البطولات، ويمتلك 7 مباريات دولية سجل خلالها 4 أهداف.
هداف البطولة كان السويدي فالمير بريشا برصيد 7 أهداف.
اللاعب ذو الأصول الألبانية تألق بشكل كبير في البطولة لينضم لنادي روما، ولكنه لم يشارك رفقتهم في أي مباراة. لتنحدر مسيرته سريعا وينضم لكامبور الهولندي الذي شارك معهم في 6 مباريات دون تسجيل أي أهداف.
في الانتقالات الحالية، عاد بريشا إلى السويد لينضم لنادي أوسترسوندز من أجل تحسين مسيرته وإنقاذها.
تشيلي 2015
نسخة 2015 في تشيلي كانت نيجيرية بامتياز.
تُوجت نيجيريا بلقبها الخامس تاريخيا لتنفرد بالصدارة، بينما كان هداف البطولة هو النيجيري فيكتور أوسيمين الذي كسر رقم بونجولي وكوليبالي وسجل 10 أهداف خلال تلك النسخة.
لا يزال أوسيمين بعمر الـ18، ورغم تألقه في مونديال الناشئين استمر في نيجيريا، ولكن في وقت مبكر هذا الشهر انتقل إلى فولفسبورج الألماني مقابل 3.5 مليون يورو قادما من "ألتيميت سترايكرز" النيجيري.
قد تكون الفترة القادمة هي فترة فيكتور أوسيمين.
أفضل لاعب في البطولة كان لاعب وسط نيجيريا، كليتشي نواكالي الذي سجل 3 أهداف خلال البطولة.
انضم نواكالي بعد البطولة لأكاديمية أرسنال، ولكنه انتقل على سبيل الإعارة إلى فريق ماستريخت الهولندي في الموسم الماضي، وسجل هدفا خلال 12 مباراة خاضها.
هذا الشهر، انتهت إعارة صاحب الـ18 عاما، ليعود إلى شباب أرسنال من أجل البحث عن محطته القادمة.