كتب : عمر ناصف
سبعة انتصارات متتالية لإنتر ميلان رفقة المدرب ستيفانو بيولي آخرها ثلاثية على حساب بيسكارا ليصعد إلى المركز الرابع على سلم ترتيب الدوري الإيطالي كمنافس شرس على بطاقات التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
انتفاضة الأفاعي جاءت بعد خسارة مذلة من نابولي بثلاثية نظيفة تلتها سلسلة من النتائج المميزة والجيدة التي لم تحدث للنيراتزوري منذ نوفمبر 2012.
المدرب الإيطالي الذي جاء خلفا لفرانك دي بور قام بتصحيح أخطاء الفريق المتكررة والتي كان أبرزها المشكلة الدفاعية خاصة بين الظهير الأيمن دانيلو دي أمبروزيو وقلب الدفاع القريب منه والمتغير دائما.
ولم تهتز شباك الفريق في أخر سبع مباريات سوى في مناسبتين فقط مقارنة ب21 هدف في الـ15 مباراة الأولى في الدوري.
المعدل التهديفي للفريق تحسن فسجل الفريق 15 هدف بمعدل هدفين في المباراة مقابل 22 هدف في الأسابيع ال15 الأولى أيضا قبل وصول بيولي.
رباعي هجومي
في البداية كان العمل على الجانب الهجومي والإعتماد على طريقة 4-2-3-1 والضغط العالي المبكر على دفاعات الخصوم من الرباعي الهجومي وذلك لإجبارهم على ارتكاب الأخطاء.
وقام المدرب الإيطالي بتثبيت أنطونيو كاندريفا على الجانب الأيمن من خط الوسط مستغلا قدراته على إرسال الكرات العرضية وعلى اليسار الجناح الهداف إيفان بيرسيتش بينما خلف المهاجم اعتمد على البرتغالي جواو ماريو على حساب الأرجنتيني المجتهد بانيجا وذلك خلف نجم وهداف الفريق ماورو إيكاردي.
الرباعي قدم مستويات مميزة هجوميا فأصبح إنتر أكثر شراسة هجومية وأكثر قدرة على الوصول لمرمى الخصم بدون الاعتماد الكلي على إيكاردي الذي سجل هدفين فقط ولكنه صنع ثلاثة أهداف أخرى لزملائه.
إيكاردي ساهم بالمشاركة في ثلث الأهداف للنيراتزوري في المباريات الأخيرة مقابل نصف الأهداف خلال الفترة ما قبل بيولي التي كان الاعتماد فيها كليا عليه وإيقاف إنتر يأتي بإيقاف إيكاردي فقط.
الدفاع من الوسط
حل المشكلة الكبرى في الخط الخلفي لم يكن فقط بتغيير المدافعين بل بداية الحل في خط الوسط والمركز الذي بجانب بروزوفيتش المميز هذا الموسم، كوندوجبيا فشل في استغلال الفرص التي حصل عليها وفيليبي ميلو تعرض للطرد ليفقد ثقة المدرب ويتم التخلي عنه.
وجاء التعاقد مع الإيطالي الشاب روبيرتو جاليارديني ليحل تلك المشكلة وسريعا حصل صاحب الـ22 عاما القادم من أتلانتا على مكان أساسي في أخر ثلاث مباريات للنيراتزوري حيث ثبت نفسه كمايسترو في خط الوسط.
وقام اللاعب بـ15 تدخل على المنافسين في المباريات الثلاث نجح في 11 منهم وقام باعتراض الكرة في ثماني مناسبات ولم يرتكب سوى خمسة أخطاء فقط ليغطي على المشاكل الدفاعية التي خلفها سابقيه للمشاركة في ذاك المركز في وسط إنتر ميلان.
وجاءت نسبة تمريراته الصحيحة 89.1% خلال تلك المشاركات ليعطي لخط وسط النيراتزوري ما كان ينقصه من هدوء وقدرة على التمرير والسيطرة على خط الوسط بدون استعجال أو تمريرات كثيرة مقطوعة.
وجود جاليارديني في الملعب رغم صغر سنه وخبرته القليلة وتواجد بيولي على دكة البدلاء مدربا أعطى النيراتزوري ثقة وشخصية في الملعب كان يفتقدها الفريق في السنوات الماضية.
تحسن كبير شهده إنتر ميلان في الفترة الماضية يحسب للمدرب بيولي العمل الكبير الذي قام به ولكن لا يزال أمامه الكثير خصوصا أن الفترة المقبلة ستشهد صدامات قوية للفريق فلم يواجه بعد يوفنتوس أو روما أو نابولي أو ميلان.
عدم مواجهة منافسين أقوياء ساعد الفريق بشدة في تحضير شكل ولإنترميلان الذي لم يواجه يشكل تهديد حقيقي أو منافس للفريق سوى لاتسيو وانتصر بثلاثية ما أعطى الفريق الثقة وزرعها في نفوس اللاعبين والجماهير.