"هي مباريات تلعب على جزئيات صغيرة، دائما ما تحسمها مثل تلك الأمور من كرات من ثابتة أو أخطاء دفاعية، ولكن على الجميع الحذر الآن، لقد عاد المنتخب المصري".
هكذا كان تعقيب إيرفي رينار المدير الفني الفرنسي لمنتخب المغرب عقب هزيمة فريقه أمام المنتخب المصري.
سد الثغرات
هل تعلم كيف أوقف إيرفي رينار خطورة عبد الله السعيد العقل المفكر للمنتخب المصري؟
أفكار رائعة قدمها رينار في المباراة، بدأها بتغيير طريقة اللعب في بعض الحالات إلى 5-1-3-1 بتواجد الأحمدي ساقطا خلف لاعبي الوسط لرقابة السعيد وغلق الثغرة بين خطوطه.
لكن لاحظ عند رغبته في الضغط على وسط ودفاع المنتخب المصري يتقدم الأحمدي للضغط على طارق حامد معاونا مبارك بوصوفة الذي يضغط على فتحي وعلى الطرفين يوجد فيصل فجر والنصيري أمام أحمد المحمدي وكريم حافظ، هنا يبقى السعيد حرا خلف لاعبي الوسط بلا رقابة.
لاحظ كيف تم حل الأزمة وسد تلك الثغرة، تقدم أحد ثلاثي قلب الدفاع لمواجهة السعيد عقب استلامه الكرة تذكر جيدا تلك الكلمات (عقب استلامه للكرة).
واستمر الأمر هكذا طوال الشوط الأول الكرة معك والسعيد حر مرر له الكرة وقبل أن يتسلمها سيكون تقدم له أحد ثلاثي قلب الدفاع.
ربما تتساءل ولماذا لا يتقدم أحدهم لفرض رقابة لصيقة على السعيد؟
الإجابة واضحة خوفا من ظهور المساحات في عمق الدفاع في ظل البطء الذي يعاني منه الثلاثي، ولكن هل لا تظهر المساحات بعد تقدم قلب الدفاع لمواجهة السعيد؟
نعم تظهر ولكن تظهر بعد أن يتم تمرير الكرة لأن المدافع لا يراقب السعيد بل يتأهب حتى يتم التمرير وقتها ينطلق للضغط عليه وهو يتسلم الكرة وظهره للمرمى فيرتكب الخطأ أو يستخلصها وبالتأكيد تتذكر كم الأخطاء التي تحصل عليه اللاعب في الشوط الأول.
أما كوبر استطاع سد الثغرة في جبهته اليسرى بتغيير أحمد فتحي بعد 15 دقيقة من بداية الشوط الثاني، وللعلم الفريق لم يعاني من أية ثغرات دفاعية بهذا القدر منذ تولى كوبر المسؤولية، نعم يعاني أحيانا على الجانب الآخر من عدم ارتداد صلاح ولكن لم يحدث أن تم اختراق الجبهة اليمنى خلف فتحي أو المحمدي أو عمر جابر وإرسال العرضيات من أخر حدود الملعب كما حدث خلف كريم حافظ وتريزيجيه وضع تحت الأخير ألف خط، فكان بعيدا عن أدائه المعهود.
رهانات كوبر:
أنت تواجه خصما يلعب بطريقة 3-4-3، فريق لديه جناحين على كل جانب في الملعب، ولكن لا تهتم لهذا الأمر، مازال عمق الملعب هو الأهم بالنسبة لهيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة لإجبار الخصوم على استغلال الأطراف وقتها سنرى قوة قلبي الدفاع علي جبر وأحمد حجازي في التعامل مع الكرات العرضية، الثنائي يحظى بثقة كبيرة من مديرهم الفني الذي يراهن على قدرتهم في التعامل مع تلك الكرات.
وبالفعل قرر كوبر عدم إلزام صلاح بالارتداد الدفاعي وترك المجال في تلك الجبهة للمحمدي ويميل معه فتحي من وسط الملعب للمساندة.
ليعطي صلاح حرية هجومية أكبرلاستغلال المساحات خلف اللاعب حمزة منديل الجناح المدافع الأيسر للمغرب وبالفعل كاد يخطف هدفا.
رهانات إيرفي رينار
راهن المدير الفني للمغرب على جناحيه المدافعين حمزة منديل ونبيل درار خاصة الأخير الذي شكل خطورة كبيرة من الجبهة اليمنى له اليسرى للفراعنة، كما راهن على عملية الضغط العالي مع ترك الكرة للمنتخب المصري أغلب فترات الشوط الأول تحديدا.
أخيرا إشادة بما فعله هيكتور كوبر في الكرات الثابتة للتصدي لخطورة المنتخب المغربي، كوبر طبّق أسلوبي الدفاع معا في تلك الحالات بين رقابة رجل لرجل defense man to man(4 لاعبين من مصر يراقبون 4 لاعبين من المغرب) بالإضافة إلى رقابة المناطق zone defense بتواجد مروان محسن على الزاوية القريبة وأحمد حجازي في العمق وكريم حافظ على البعيدة.
هل كوبر تفوق أم رينار الذي تفوق؟ المؤكد أن الثنائي لم يخطئ في التعامل مع نقاط قوة وضعف الآخر ولكن في النهاية الخطأ الأعظم كان للاعبي المغرب.