كتب : عمر ناصف
أعلن روما استعارته للاعب ليون كليمنت جرينييه مجانا مع أحقية الشراء بنهاية الموسم مقابل 3.5 ملايين يورو فقط تدفع للنادي الفرنسي للتعاقد مع صاحب الـ26 عاما.
أحد المواهب الفرنسية المميزة منذ نشأته في أكاديمية ليون، جرينييه دائما ما كان محط أنظار كشافي مواهب الأندية الكبرى مع تشبيهه بريكاردو كاكا صانع ألعاب ميلان لتشابه أسلوب اللعب بينهم.
ولم يهتم لاعب الوسط بالمتابعين من الكشافين خصوصا أن بيئة ليون حينها كانت تدعو اللاعب للاستمرار داخل جدران الفريق الذي كان مهيمنا على الكرة الفرنسية حينها بجانب شهرته بتطوير المواهب وبيعها خارج فرنسا.
وقع جرينييه صاحب الـ17 عاما حينها في 2008 على أول عقد احترافي له وعينه على ظهور مميز يضعه في خانة النجوم الشابة مع كريم بنزيمة وحاتم بن عرفة نجمي الفريق في ذلك الوقت.
جرينييه صانع ألعاب كلاسيكي يتمركز خلف المهاجمين ويتمتع بمهارة كبيرة وقدرة على تكسير أي تكتل دفاعي بتمريراته الذكية أو تسديداته المتقنة.
وانتظر الشاب الفرنسي حتى سبتمبر 2009 ليشارك لأول مرة مع الفريق الأول لليون في الدوري وذلك أمام تولوز ولكنه لم ينجح في حجز مركزه الأساسي حتى موسم 2011-2012 عندما شدت مستوياته انتباه أرسنال ولكنه قرر تجديد تعاقده والاستمرار في فرنسا.
ظل جرينييه لمدة موسمين أحد الأسماء الأساسية والمهمة في تشكيلة ليون الذي تحول مع الأيام من البطل المغوار إلى أسد جريح يحاول جرينييه إنقاذه وفي مارس 2014 تعرض اللاعب لإصابة في الفخذ أبعدته عن الملاعب لنهاية ذلك الموسم.
وقبل بداية الموسم التالي تعرض جرينييه لانتكاسة كبرى حيث أن إصابته القديمة قد تعرضت لإلتهاب جديد وهذه المرة الغياب أستمر لمدة تجاوزت ال235 يوما عن الملاعب.
"افتقدت استخدام قدمي خلال تلك الفترة" كان ذلك تعليق جرينييه عن إصابته الطويلة.
وبعد عودته بنهاية مارس 2015 لم يقدم مستواه المعهود وعانى كثيرا بعد ذلك بسبب إصابات عضلية مستمرة فلم تزد مشاركاته في المواسم الثلاث الماضية عن 36 مباراة فقط سجل خلالهم 3 أهداف.
إذا المقامرة الأولى في معاناة اللاعب المتكررة مع الإصابات العضلية ولكن روما تعامل سابقا مع حالة كيفين ستروتمان الذي تعرض لقطعين متتاليين في الرباط الصليبي ولكن أطباء الفريق نجحوا في تأهيله ليعود للملاعب بشكل مميز.
المقامرة الثانية هي في حالة اللاعب البدنية فجرينييه ليس صاحب بنية قوية ولا سرعة فائقة فأسلوبه هو اللعب الهادئ وبتأني مما يجعله بطيئا مقارنة بزملائه ولكنه يعوض عن ذلك بتمريراته الذكية.
وهنا تأتي المقامرة الثالثة فجرينييه الذي تعاقد معه روما ليس هو جرينييه الذي أراده أرسين فينجر ولا الذي تابعه كشافي ريال مدريد وأطلق عليه كشافي إنتر ميلان "كاكا الجديد" ولكنه لاعب متراجع تخلص منه ناديه مجانا لفترة تجريبية ويريد بيعه بأقل سعر ممكن في محاولة للإستفادة المادية منه.
فلماذا تعاقد معه روما؟
قام المدرب لوتشيانو سباليتي بتعديل طريقه لعبه مع غياب نجمه محمد صلاح عن الفريق سواء للإصابة أو بعدها لمشاركته في كأس ا الأمم الإفريقية فاستخدم طريقة 3-5-2 بدلا من 4-3-3.
أدى ذلك إلى تغير في مهام لاعبي الوسط مع الحاجة إلى لاعب وسط بمهام هجومية أكثر وقدرة على التمرير وصناعة اللعب خصوصا كدعم على دكة البدلاء في ظل تراجع مردود البرازيلي جيرسون واقتراب ليوناردو باريديس من الرحيل عن العاصمة الإيطالية.
جرينييه أتى كبديل إستراتيجي لإعطاء حلول هجومية جديدة لسباليتي فلا يوجد في روما من يقارع جرينييه كصانع لعب ولكنه يظل أقل الخيارات من ناحية الجاهزية والقدرات البدنية.
ويستطيع اللاعب المشاركة بديلا لرادجا ناينجولان خلف المهاجمين في حال تعرض أحد لاعبي خط الوسط ستروتمان أو دي روسي للإصابة ويستطيع تعويض ديجو بيروتي وإن كان ليس بجناح صريح.
إضافة إلى ذلك يمكن إستخدامه في ثنائية خط الوسط ولكن ذلك سيعني أن سباليتي قد ضحى بأحد الأسماء الدفاعية في الوسط ولكنه دعم صناعة اللعب والجانب الهجومي للفريق.
كما سيكون للاعب دور أكبر مع عودة صلاح وعودة طريقة 4-3-3 ولكن كبديل أيضا للثلاثي خط الوسط.
مقامرة روما في التعاقد مع جرينييه لا تبدو خاسرة بشكل كبير فهو قادر على صنع الفارق بتمريراته ورؤيته للملعب كصانع ألعاب خلاق وهو ما يعطي جانب هجومي جديد لفريق روما ولكنه بعيد كل البعد عن التنظيم الدفاعي.
نجاح جرينييه مع روما سيعطي الفريق وإدارته والمدرب الإضافة بنجاحهم في إعادة الثقة وتذكير اللاعب بكرة القدم التي لعبها في صغره وفشله لن يغير الكثير والكلفة لن تدعو للندم.