كتب : مراسل في الجول
"منتخب الكاميرون هو المرشح للفوز بالطبع".. "كيف نكون المرشح الأول للقب في وجود مصر وغانا والكونجو الديمقراطية".. نعم، هكذا جاءت تصريحات أليو سيسيه المدير الفني لمنتخب السنغال في حواره مع FilGoal.com.
منتخب السنغال ظهرا قويا للغاية في بطولة أمم إفريقيا، الجابون 2017.
نجح في حجز بطاقة التأهل كأول منتخب يضمن ذلك. بطاقة تصدر جاءت على حساب تونس والجزائر وزيمبابوي.
لكن، كتيبة سيسيه الآن ينتظرها موقعة مثيرة للغاية يوم السبت أمام الكاميرون في ربع نهائي أمم إفريقيا.
FilGoal.com أجرى حوارا مطولا مع مدرب السنغال، رد من خلاله على ترشيح منتخب بلاده على التتويج باللقب وكذلك أجواء البطولة و"الندم الأكبر".وهذا نص الحوار
- في البداية أجعلنا نبدأ بالحديث عن مباراة الكاميرون. قبل مباراتكم أمامهم، تصب الترشيحات في جانبكم لتحقيق الفوز. كيف ترى ذلك؟
الكاميرون هي المرشحة للفوز بالطبع وليس نحن. حصدوا 4 ألقاب كأس الأمم 4 مرات، بينما نحن لم نفز بها من قبل. لو كان هناك فريق يعد مرشحا للفوز فهو الكاميرون بكل تأكيد.
لديهم لاعبون رائعون ومدرب ذو خبرة كبيرة. سيكون لي شرف اللعب أمامهم.
لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم. اللاعبون سيقاتلون أمام الكاميرون. نحن مستعدون لكل الصراعات التي سنواجهها في المباراة، بدنياً وفنياً وذهنياً.
يجب أن نتحلى بواقعية أكبر وألا نفرط في الفرص التي تتاح لنا. لدينا ثقة كبيرة في أنفسنا.
- لكن فريقك هو المرشح الأول للفوز، ليس فقط في هذه المباراة ولكن بالبطولة.
كيف نكون نحن المرشح الأكبر للقب في وجود فرق مثل غانا والكاميرون والمغرب والكونغو الديمقراطية ومصر؟
غانا وصلت النهائي في النسخة الأخيرة، المغرب أظهرت قوة كبيرة، الكونغو الديمقراطية فريق مبهر، وتاريخ مصر والكاميرون لا يخفى على أحد.
نعم لدينا طموح كبير للغاية في هذه البطولة لكننا لسنا المرشح الأكبر للقب.
- هل يعني هذا أنك حققتم هدفكم بالفعل في البطولة؟
السنغال لم تتأهل للدور التالي منذ بطولة 2006. لذلك نشعر بالارتياح لأننا تجاوزنا عقبة كبيرة من الناحية النفسية. منذ هذا التاريخ مر على الفريق أجيال عديدة دون أن تحقق شيئاً.
بالنسبة لي التأهل لربع النهائي كان هدفنا الأول، وهذه المهمة تمت بنجاح. الآن هدفنا هو نصف النهائي، ثم لنر ما سيحدث بعد ذلك.
- الكل يتحدث عن مباراة نهائي 2002 بين الكاميرون والسنغال وخسارتكم بركلات الترجيح.
أعرف أن الجميع يتحدث عن نهائي 2002، لكن هذا ماضي بعيد. تشكيلتنا الموجودة هنا كانوا صغار للغاية وقتها، وأعتقد أنهم حتى لا يتذكروا هذه المباراة من الأساس.
- بعيدًا عن اللاعبين، كيف تنظر أنت شخصيا لهذه المباراة كونك كنت قائدا للفريق في مالي 2002؟
لدينا عمل لم ينته بعد منذ 2002. في كل يوم هنا أقول للاعبين لا تكرروا الخطأ الذي ارتكبناه في مالي. حينما تكون أمامك فرصة لكتابة التاريخ افعل ذلك الآن وليس غدا.
في 2002 قلنا لأنفسنا "ليس هناك مشكلة، سنفوز في 2004"، وحتى اليوم لم نفز. هذا هو الندم الأكبر في حياتنا.
- لماذا اخترت العمل في مجال التدريب رغم أن أغلب لاعبي جيلك لم يطرقوا هذا المجال؟
عندما تكون لاعبا دوليا وتعتزل يصبح أمامك خيار من اثنين: أن تحتفظ بمعرفتك لنفسك حتى تموت، أو أن تنقلها للجيل الذي يأتي بعدك. أنا اخترت الثانية. السنغال منحتني هذه الفرصة، وأنا سعيد بذلك.
- أنت واحد من بين 4 مدربين وطنيين فقط في البطولة، وواحد من اثنين في ربع النهائي. كيف ترى هذا الأمر؟
لدينا في السنغال مثل يقول " ابن البلد فقط هو من يمكنه أن يبنيها". أنا أؤمن بهذا المثل. نحن نحب بلدنا ونرغب في أن نساهم في تطورها. بالنسبة لي يمكنني أن أفعل ذلك فقط في كرة القدم، لذا لم أتردد للحظة في قبول مهمة تدريب بلادي.
أعرف أن هناك 4 مدربين محليين فقط، وهذا رقم قليل للغاية. أنا إفريقي، حتى لو كنت نشأت في فرنسا، وأنحاز لأبناء قارتي، ولدي قناعة أن هناك مدربين رائعين في قارتنا. لكن يجب أن تثق الفرق الأفريقية أكثر في أبناء القارة.
- السنغال منتخب ملئ بالنجوم. من في رأيك كان الأفضل في الدور الأول؟
حينما يتحدث الكل عن الأداء الجماعي للفريق هذا يسعدني، وأعتبره نجاح كبير لي شخصياً. السنغال هي النجم الأفضل في فريقنا.
- كثر الحديث حول مستوى التنظيم والملاعب في البطولة. ما رأيك؟
ما يمكن أن أقوله هو ما رأيناه. في فرانسفيل استقبلنا الجميع بطريقة مثالية.
الملاعب والمنشآت بالنسبة لي جيدة للغاية. أتمنى ألا يؤثر خروج الجابون على الحضور الجماهيري في الأدوار التالية. يجب أن يستمر الاحتفال حتى النهاية.
- وماذا عن مستوى البطولة فنيا؟
مستوى البطولة قوي للغاية، وكما أصبح الكل يعلم لا توجد فرق صغيرة في أفريقيا. في الماضي لم تكن هناك إثارة كبيرة، الآن لا يمكنك الاستهانة بأي فريق. أعتقد أن هذا بسبب الاحترافية الكبيرة للكرة الأفريقية التي تنطلق في الاتجاه الصحيح.
- في كل بطولة كأس أمم أفريقية تشكو الأندية في أوروبا من غياب لاعبيها. أنت كنت محترفاً في أوروبا كلاعب، كيف تنظر لهذا الأمر؟
لا أفهم لماذا تثير الأندية الأوروبية كل هذه الضجة حول كأس الأمم الأفريقية.
اللاعب يمكنه أن يلعب لعشرة أندية أو أكثر في مشواره، لكنه يلعب لمنتخب واحد ويجب أن يتشرف بهذا الأمر.
حين يذهب اللاعبون البرازيليون مثلا لمنتخباتهم لا يتحدث أحد عن الأمر.
يجب أن تحترموا قارتنا واتحادها بشكل أكبر. كأس الأمم الأفريقية بطولة لها احترامها.
- تعرضت لنقد كبير قبل البطولة خاصة بعد التعثر في تصفيات كأس العالم.
النقد جزء من عملي وأي مدرب يعرف ذلك وعليه أن يتعايش معه. أسعى جاهداً لخدمة بلدي بالعمل الذي أقدمه. لازلت مدرباً صغيراً وأمامي مستقبل طويل وأنا أتقبل أي نقد يوجه لي بدون ضغوط.
- أخيراً ما هي رسالتك لجمهور السنغال
أطلب من جمهور السنغال الدعم والدعاء لأننا نلعب من أجل البلاد.