كتب : علي أبو طبل | الخميس، 26 يناير 2017 - 17:31
مورينيو.. الطريق إلى إعادة إثبات الذات
دائما ما عُرف عنه طبع المشاكسة والصدام. وصل الأمر أحيانا إلى الغرور غير المُبرر، ولكنها طبيعة بشرية على كل حال، ومع مرور السنوات يتعلم الأشخاص من أخطائهم.
هذا ما يفعله جوزيه مورينيو في استقباله لعامه الـ54، والذي يخوض خلاله غمار تجربة جديدة يسعى من خلالها لمحو "كوارثه" التي فعلها في عامه الـ52 وامتدت إلى عامه الـ53 قليلا.
سقوط انتظره الجميع..
لا يمكن نكران تاريخ كبير قدمه مورينيو كمدير فني مع أندية بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وحتى ريال مدريد، أثبت فيه قدراته الكبيرة كمدير فني صعب المراس وتؤخد الكثير من الاعتبارات من أجل مواجهته، ليس فقط فنيا داخل الملعب، ولكن الأمر قد يمتد لحرب نفسية خارج الملعب من خلال الصحافة والتصريحات.
لكن الأمر لا يستمر دائما بالطريقة القديمة. دائما ما يظهر منافسون أقوياء قد يطيحوا بك من على القمة. وإن كان مصيرك مكان ما كنت فيه قديما وأصررت على أسلوبك القديم، فستصبح المهمة سهلة للخصوم. لا بد من التجديد.
الأخطاء الفنية ليست وحدها فقط ما وقع فيه مورينيو في عامه الأخير رفقة البلوز. بل كذلك دخل في معركة خفية مع لاعبي الفريق، فخسر ثقتهم وخسروا ثقته.
يظن البعض أن اللاعبين قد تآمروا على مديرهم الفني من أجل رحيله، وأن الأمر قد يكون غير أخلاقي. ولكن بالتأكيد المدير الفني هنا يتحمل جزء من المشكلة.
هذا ما لم يكن يعلمه الرجل البرتغالي في ولايته الأخيرة مع تشيلسي، ورغم كونه بطل الدوري مع البلوز في الموسم قبل الماضي، لم يشفع ذلك من أجل بقاءه لفترة أطول، فاستقبل عيد مولده الـ53 بأول إقالة في تاريخه المهني.
قد نخرج عن السياق قليلا هنا، ولكن ماورو إيكاردي لاعب إنتر ميلان له تصريح في وقت مبكر هذا الموسم بعد إقالة فرانك دي بور من تدريب الفريق يقول فيه: "قد يبذل المدير الفني أقصى مجهوده ولكن قد يخذله اللاعبون. لا يمكنك عقاب اللاعبين، ولكن ستختار الحل الأسهل وتُحمل المسؤولية للمدير الفني".
المدرب الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا في مناسبتين مع أندية بورتو وإنتر ميلان، والمدرب الذي نجح في تحقيق بطولات الدوري المحلي في كل بلد وطأت فيها قدماه وقدم العديد من العروض الرائعة والمباريات التي لا تُنسى، أصبحت قدراته مثارا للشك.
ومع سقوطه، بسهولة قد تدرك أن العديدين كانوا في انتظار تلك اللحظة.
ربما بعض المحبين كانوا في انتظار ذلك السقوط أيضا من أجل أن يعيد الرجل حساباته.
بعد الإقالة، أمضى "السبيشيال وان" وقتا استمر إلى نهاية الموسم دون عمل، ربما كان وقتا مناسبا لمراقبة المشهد من بعيد، مراجعة النفس، التعلم من الأخطاء التي وقع بها، والدراسة بتأني شديد قبل اختيار المحطة الجديدة.
ربما وصل إلى مرحلة الشك بالذات، فاحتاج إلى محطة جديدة يُعيد من خلالها اثبات نفسه من جديد.
بداية جديدة ..
مع بداية الموسم الحالي، أعلن مانشستر يونايتد عن رحيل الهولندي المخضرم لويس فان خال بعد فترات غير مُوفقة خلال موسمين أدار فيهما الأمور الفنية للشياطين الحمر، وأعلن بعدها بساعات قليلة جوزيه مورينيو مديرا فنيا للفريق.
إنجلترا ليست بغريبة تماما على مورينيو، ولكنها المرة الأولى التي يخوض فيها التحديات في تلك البلاد مع فريق آخر غير البلوز.
مرحلة يحتاج فيها الطرفان لبعضهما البعض.
يظن الجميع أن اختيار مدير فني بحجم واسم جوزيه مورينيو قد تأخر قليلا بعد اعتزال سير أليكس فيرجسون. أعوام ليست بالجيدة قضاها الفريق بعد تلك اللحظة الفارقة، قبل أن يهتدوا لمورينيو في النهاية.
ولكن كما يُقال: "كل تأخيرة وفيها خيرة"، فربما كان من الأفضل لمانشستر يونايتد أن يأتي مورينيو الحالي عن أن يأتي مورينيو الذي كان عليه قبل 3 أعوام.
رجل في مرحلة انكسار في تاريخه المهني، يريد اثبات نفسه من جديد، يختار المحطة المناسبة حيث فريق كبير تغيب عنه النجاحات الكُبرى منذ فترة، ويفشل حتى في الاستقرار بدوري أبطال أوروبا، البطولة التي حاذها الفريق مرة ووصل إلى النهائي مرتين خلال العقد الأخير.
يبدو مورينيو مع مانشستر يونايتد أكثر انفتاحا، أكثر مرونة فنيا، أقل تصادما في التصريحات، وإن كانت لا تخلُ من المشاكسات.
الهزيمة الأخيرة كانت قبل حوالي 3 أشهر أمام فريقه السابق، تشيلسي، وكانت هزيمة مهينة برباعية نظيفة.
ولكن منذ ذلك الحين، وقطار مورينيو لا يتوقف –محليا- فقد حقق مسيرة طويلة من اللاهزيمة في مختلف البطولات الإنجليزية.
ومع استقباله لعامه الـ54، يأمل المو في مهاداة جماهير يونايتد بالتأهل لنهائي كأس رابطة المحترفين على حساب هال سيتي.
يبدو يونايتد قريبا من ذلك بعدما تفوق ذهابا بهدفين نظيفين. ومورينيو الذي يستقبل عامه الجديد بقصة شعر جديدة يبدو فيها حليق الرأس بدرجة كبيرة، أكد أنه يريد الوصول للنهائي والتتويج بالبطولة.
بطولة الدوري الأوروبي التي يشارك فيها الفريق تبدو كذلك من طموحات مورينيو هذا الموسم.
عودة الهيبة الأوروبية في مهمة قد تبدو في المتناول وقد تصبح طريقا مختصرا من أجل التأهل لدوري الأبطال بعيدا عن الحسابات المعقدة والمنافسة القوية في البريمييرليج، هو ما يأمل فيه مورينيو.
على كل حال، مورينيو أكد مرارا أنه يريد إنهاء الموسم في المربع الذهبي. هذا هو مكانه الذي يعتقده، وهو مكان مانشستر يونايتد كذلك الذي اعتاد عليه لعديد من السنوات رفقة السير فيرجسون.
بدرجة كبيرة، يضع مورينيو بصمات مميزة على فريق يونايتد، ويأمل في أن يكون عامه الجديد مميزا للغاية، ومليئا بما يكفي لمحو خيبات تجربته الأخيرة.
ربما بشخصية جديدة، مُعدلة، ولكن شغفه ما زال نفسه. فلا يمكن التشكيك في شغف رجل أمضى كل تلك الأعوام في التدريب باحثا عن النجاح المستمر.
شغفه يتمحور حول إثبات كونه الأفضل، وأن فريقه يجب أن يكون الأفضل.
مقالات أخرى للكاتب
-
كيف أهدرت البرازيل انتصارا في المتناول على سويسرا؟ الأحد، 17 يونيو 2018 - 23:07
-
كيف تهزم بطل العالم؟ المكسيك تقدم درسا من 3 خطوات الأحد، 17 يونيو 2018 - 20:51
-
ملامح بيرو والدنمارك.. كيف أنقذ شمايكل بلاده من الطوفان البيروفي السبت، 16 يونيو 2018 - 21:10
-
النهائي الأول لليفربول منذ 11 عاما .. في ليلة استحق روما فيها الإشادة الأربعاء، 02 مايو 2018 - 23:54