على الرغم من أن مظهره لم يكن يوحي أبدا أنه أسطورة حية قادمة في الطريق، من بعيد تراه أي شيء عدا لاعب كرة قدم لا تتوقع أبدا ما سيقدمه، لكن رغم ذلك إنه أهم لاعب ستكون قد شاهدته طيلة حياتك، الحديث هنا عن تشابي هيرنانديز أسطورة برشلونة الحية.
شابي شكل العقل والقلب النابض سواء لمنتخب إسبانيا وبرشلونة، كان عازف الألحان الجميلة في وقت جلس العالم يستمع لما يقدمه فريقه ومنتخب بلاده.
حينما تولى فرانك ريكارد المهمة في 2004، فريق برشلونة بالكامل كان قد أعيد تشكيله من أجل منافسة قوة وهيمنة ريال مدريد، في ذلك الوقت كانت هناك العديد من التقارير الصحفية في إسبانيا تتساءل هل تشابي لديه مستقبل في ناديه؟
في تلك الفترة شابي كان يلعب كصانع العب متقدم، لكن دوره قد اختفى أمام عملاقين لديهما من الخبرة والموهبة ما يكفي هما رونالدينيو وديكو، وفي نفس الوقت كان هناك موهبة جديدة تشق طريقها هي أندريس إنيستا ظهر في الفريق الأول.
ذلك العام لم يكن أفضل أعوام شابي على الإطلاق، النادي كان سيتخلص من خدماته، قاوم كل ذلك وحجز مكانا في الفريق الأول، كان أحد دعائمه الأساسية، وشارك في 2004-2005 في 45 مباراة بكل المسابقات سجل خلالها 3 أهداف وصنع 11 هدفا أخرين.
قال عنه هريستو ستويشكوف نجم برشلونة السابق إنه سيقسم الزمن إلى نصفين نصف باسمه وأخر ما بعده :"أتذكر هذا اللاعب ووجهه الصغير، كان كالطفل، انضم لبرشلونة قادما من بلد الوليد، وسجل هدفا من رأسية، تلك الرأسية أنقذت عنق لويس فان جال في ذلك الوقت، إن كنا نتحدث عن تشابي فنحن نتحدث عن أسطورة في عالم كرة القدم".
وأضاف "من أول مباراة له لأخر دقيقة له في برشلونة كان لاعبا رائعا، اللاعب الذي قدم لبرشلونة أكثر مما قدم أي لاعب أخر أو سيقدم".
وتابع "اللاعب الذي حمل العديد من الألقاب أكثر من أي شخص، إنه شابي هيرنانديز، سيكون هناك وقت على برشلونة يحتكم فيه التاريخ إلى ما قبل تشابي وما بعده، الأمر ليس عادلا لأنه لم يفز بالكرة الذهبية، لكنه لم يكن محظوظا بتواجد ميسي، لازلت واثقا أنه يوما ما سيدرب برشلونة، لن يكون هناك لاعبا مثله أبدا".
بإمكاننا أن نحصي سويا عدد الأسماء الكبيرة التي ضمها برشلونة وتوج بطلا للدوري الإسباني في 2005، ووقتها بدأ العالم يلحظ وجود لاعب متميز في خط الوسط.
فيما بعد الموسم التالي 2005-2006 تعرض اللاعب للإصابة ولكنه عاد بنجاح، وتواجد على مقاعد بدلاء فريقه حينما توج بطلا لدوري أبطال أوروبا.
عام 2008 كان الأصعب في مسيرة شابي هيرنانديز، العديد من الأسماء الكبيرة في ذلك الوقت اختطفت الأضواء، في كل مركز ببرشلونة كان هناك نجم، لكن في صيف 2008 كان اللاعب الأسعد بينهم.
منتخب إسبانيا لم يتذوق طعم انتصارا مثل الذي تذوقه في يورو 2008، 44 عاما جافة، سجل تشابي هدفا في شباك روسيا بنصف النهائي وصنع أخر لفيرناندو توريس في النهائي ضد ألمانيا ليحمل الكأس، وتم التصويت له كأفضل لاعب في البطولة وأصبح بطلا للدولة بين ليلة وضحاها.
في وقت ما ظن الجميع أن شابي كان قد حقق كل شيء، جاءت بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ليحقق إنجازا أكبر بعد عامين فقط من إنجاز جعل العالم يعرف من هو.
شابي لم تكن موهبته مثل ليونيل ميسي زميله السابق في برشلونة أو قوة كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد ما ميزه أكثر موهبته في تحريك الفريق والكرة معا.
قال عنه تياجو ألكانتارا زميله السابق في برشلونة ولاعب بايرن ميونيخ حاليا :"تشابي باق للأبد، حتى وإن لم يكن في أفضل حالة بدنية له، إنه يلعب نوعا من كرة القدم يمنح اللعبة الأكسجين، الزخم والسرعة إنه يمنح كل ذلك لجميع أعضاء الفريق حتى المدرب".
وأضاف "الأمر يحزنني حينما أجد أنني لن أكون قادرا على مشاهدته يلعب في أوروبا لوقت أطول، لطالما كان في مستواه إنه كرة القدم، إنه واحد من هؤلاء اللاعبين الذين جعلوا برشلونة ما هو عليه اليوم".
شابي هيرنانديز تحول في موسم وحيد بقتاله من لاعب غير مرغوب في قدراته إلى لاعب لا يمكن الاستغناء عنه مهما توافرت النجوم سيحصل على فرصته سيمنح الفريق أفضلية ضد المنافس من دون شك إطلاقا، القتال والعمل والموهبة إنها كل ما تعنيه كرة القدم وما قدمه تشابي طوال أعوامه.
شابي حقق مع برشلونة 8 ألقاب دوري و3 بطولات كأس ملك إسبانيا إضافة إلى 6 ألقاب كأس سوبر إسبانية و4 بطولات دوري أبطال أوروبا وبطولة كأس السوبر الأوروبي مرتين وكأس العالم للأندية مرتين.