كتب : عمر ناصف
ولد لأبوين من أصول أيرلندية ونشأ في مدينة ليفربول مشجعا لسيلتيك الأسكتلندي وناشئا في فريق إيفرتون الذي انضم إليه بعمر التاسعة فقط ليلعب الرياضة التي يحب مشاهدتها.
حب كرة القدم كان ينافسه عشق المصارعة التي لعبها بجانب الكرة فأعطته القوة والصلابة الكافية لتؤهله ليلعب مع الفريق الأول للتوفيز في سن مبكرة، أقل من 16 عاما.
منذ صغره وهو آلة تهديف لا تهدأ، 72 هدفا سجلهم في موسم مع فريق المدارس الخاص بليفربول و114 هدفا مع فريق إيفرتون تحت 11 عاما.. أرقام المهاجم الإنجليزي في مراحل الناشئين تقترب من أن تكون خيالية.
التصعيد جاء في صيف 2002 للانضمام للمعسكر الصيفي للفريق الأول والمشاركة الرسمية الاولى في البريميرليج أمام توتنام جعلته ثاني أصغر لاعب يشارك في مباراة في تاريخ إيفرتون، روني رد الجميل بصناعة هدفا في المباراة التي انتهت بالتعادل.
جماهير توتنام تسائلت يومها "من أنت"؟ كلما كان يلمس الكرة ويتعب دفاعات فريقهم.
وجاء الهدف الأول في البريميرليج في مرمى الكبير أرسنال أنهى به الشاب الصغير مسيرة استمرت لـ30 مباراة للمدفعجية بلا خسارة إلى أن جاء الفتى الذهبي الصغير وأوقفها.
وأصبح واين أصغر هداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يمر الكثير من الوقت، في 2003 أصغر إنجليزي يمثل منتخب الأسود الثلاث ولم يمر الكثير أيضا حتى كان أصغر من سجل لهم وعام 2004 أصبح أصغر مسجل في اليورو بأهدافه الأربعة في تلك النسخة في البرتغال.
مر موسمان منذ الظهور الأول في 2002 إلى أن تلقى روني مكالمة من سير أليكس فيرجسون يطلب منه الانضمام إلى كتيبة الشياطين الحمر فما كان من روني مطالبة إدارة إيفرتون بتركه يرحل والموافقة على عرض مانشستر يونايتد.
"كان هناك استغراب والكثير من الحواجب المرفوعة عندما طلبت المال اللازم للتعاقد مع ذلك الشاب الصغير" كان ذلك فيرجسون متحدثا عن إدارة فريقه عندما أخبرهم بأنه سيتعاقد مع روني مقابل 25.6 مليون جنية إسترليني وجعله أغنى لاعب شاب في إنجلترا براتب هو الأعلى في فئته بـ55 ألف جنية إسترليني في الأسبوع.
وصل المهاجم ذو الأصول الأيرلندية والمشجع لسيلتيك الأسكتلندي وخير من أنجبت أكاديمية إيفرتون وإلى مانشستر المدينة الصناعية الأكثر كرها ليس فقط من مشجعي ليفربول ولكن أيضا سكانها نظرا للصراع الاقتصادي بين المدينتين.
حمل الإنجليزي الشاب الكثير من الضغوطات فهو صغير في السن ومرتفع الثمن مقارنة بسنه الذي تجاوز الـ18 عاما بقليل وراتبه المرتفع.
"عندما أشعر بالضغط أذهب سريعا إلى الملاكمة للتخلص منها" كان ذلك حديث لروني عن رياضة أخرى لم يتخل عنها يوما بجانب كرة القدم والتي ساعدته في الكثير من الأوقات.
مسيرة روني سارت بشكل جيد نتيجة للدعم من مدربه العظيم السير أليكس فيرجسون وصديقته منذ الإعدادية"ني مكلولين" التي تحولت في 2008 إلى كولين روني بعد زواجهم في كنيسة في جنوى أثارت غضب قسيس كنيستهم في مانشستر لخلافات عقائدية بين الكنيستين.
قبل ذلك أتم اتهام روني الشاب العصبي من الصحافة بالإعتداء على "ني" في ملهى ليلي في 2006 فذهب إلى المحاكم لمقاضاتهم بتهمة التشهير وأنتهى الأمر بحصوله على تعويض 100 ألف جنية إسترليني تبرع بهم للأعمال الخيرية.
بداية روني مع مانشستر كانت الأروع، حصل على قميص نيكي بات رقم 8 والمباراة كانت في دوري أبطل أوروبا والنتيجة ثلاثية بأقدام روني وهدف أخر صنعه لزملائه في فوز سداسي للشياطين الحمر.
90 دقيقة فقط مع يونايتد أدخلت روني التاريخ كأصغر من يسجل "هاتريك" في دوري أبطال أوروبا.
وشهد موسم 2007-2008 تغيرا لروني الذي قرر التخلي عن رقمه 8 والذهاب إلى الرقم 10 بعد رحيل رود فان نيستلروي ليرث الرقم الذي ارتداه قبله تيدي شيرنجام ودافيد بيكام.
قبلها بعام كان فيرجسون يكافئ روني على تفانيه في الملعب ويهديه شارة قيادة الشياطين الحمر بعد أن دخل مرة أخرى كتب التاريخ الإنجليزية بصفته أصغر لاعب يصل إلى 200 مشاركة في البريميرليج وذلك في 2006 أيضا قبل 3 أعوام من حمله لأول مرة شارة قيادة المنتخب الإنجليزي في 2009.
مر روني بالعديد من المواسم المميزة وأخرى متراجعة وتحول فيها من مهاجم إلى جناح وصانع ألعاب بل وشارك في خط الوسط عندما احتاجه الفريق لسد العجز.
كل ذلك جعل روني حاضرا دائما سواء مع المنتخب الإنجليزي أو في مانشستر يونايتد فلم يمر يوما بتراجع كروي جعله يبتعد عن أي منهما ذلك ساعده أكثر على الأقتراب رويدا رويدا من تحطيم الأرقم القياسية.
في إنجلترا وكمهاجم أنت لا تنافس سوى أسطورتين بوبي تشارلتون وآلان شيرار وروني كان يضع أرقامهما أمامه بحثا يوما ما عن إنجاز شخصي بتجاوزهما.
وكان بوبي تشارلتون هو ضحية روني الدائمة، في سبتمبر 2015 سدد واين ركلة جزاء في مرمى سويسرا جعلته يتجاوز أهداف السير الـ49 بقميص الأسود الثلاثة قبل أن يوسع الفارق ويصل إلى 53 كهداف تاريخي لإنجلترا.
فيما ينتظر روني سبع مباريات دولية فقط ليصبح الأكثر مشاركة تاريخيا، الرقم والذي يحمله حاليا الحارس بيتر شيلتون بـ125 مباراة دولية.
أما في يونايتد كان يعمل روني من أجل الوصول للقب الهداف التاريخي للفريق وطال انتظار الجميع لهذا الأمر بعدما غاب عن التهديف لفترة كبيرة.
ظل المهاجم يسجل أكثر من 10 أهداف في كل موسم من مواسمه العشرة منذ وصوله للفريق إلى أن وصل إلى موسم 2015-2016 عندما سجل 8 أهداف فقط ليتوقف رصيده التاريخي في البريميرليج فلم ينجح أي لاعب في الوصول إلى هذا العدد من المواسم بتجاوز هذا العدد من الأهداف.
هدف في ريدينج في الكأس يجعله يصل إلى 249 هدف ويعادل رقم تشارلتون وهدف في الدقيقة الأخيرة أمام ستوك سيتي يهدي روني لقب الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد ولكن الفرحة لم تكن حاضرة فقد أنقذ فريقه من الخسارة بهدف التعادل ذاك ولكنه كان يتمنى أن يكون هدف الفوز حتى تكتمل فرحته المنقوصة.
193 هدفا بقدمه اليمنى و27 هدفا باليسرى الضعيفة و30 رأسية كانت ما احتاجه روني لتجاوز رقم بوبي تشارلتون منهم 26 ركلة جزاء و6 ركلات حرة فقط.
وصل روني إلى ذاك الرقم الذي لم يقترب منه أحد منذ اعتزال بوبي تشارلتون في 1973 ولكن الفتى الذهبي احتاج إلى 546 مباراة فقط بينما السير تشارلتون احتاج إلى 758 مباراة.
على الورق في تاريخ يونايتد، روني تجاوز تشارلتون رسميا ولكن الأسطورة الإنجليزية شارك في مباراة لم تسجلها وثائق الشياطين الحمر في بطولة اعتبروها لا تستحق التأريخ هي "الأنجلو إيطالية" حيث سجل تشارلتون هدفين في مرمى فيرونا قبل اعتزاله وصلت إلى رقمه التهديفي 251 لكن ليس بالنسبة لأوراق يونايتد.
ولكن رقم وحيد لن ينجح روني في تجاوزه إلا بمعجزة قد تكون أو لا تكون، الهداف التاريخي للبريميرليج الذي يحمله آلان شيرار بـ260 هدف بينما روني لديه 195 هدف فقط في البطولة منذ إنطلاقها.