كتب : علي أبو طبل
بقيادة بيير إيمريك أوباميانج، أفضل لاعب في أفريقيا لعام 2015 وأحد أفضل الأفارقة على ساحة كرة القدم حاليا، ظن المتابعون أن الجابون ستقدم واحدة من أفضل عروضها عندما تستضيف كأس أمم أفريقيا 2017.
الأمر لا يتعلق بأوباميانج وحده، ولكن التشكيلة ضمت عددا من اللاعبين المميزين مقارنة بأجيال جابونية سابقة، مثل ديدييه ندونج لاعب وسط سندرلاند وماريو ليمينا لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي، وبالطبع لاعب الأهلي السابق ماليك إيفونا، كأبرز الأسماء في تشكيلة الفريق.
لكن أوباميانج ورفاقه خيبوا الآمال.
ودعت الجابون البطولة من مرحلة المجموعات، لتصبح اسوأ نتيجة لبلد مستضيفة للبطولة منذ بداية الألفية الجديدة.
منذ عام 2000، منظم البطولة يتأهل لربع النهائي على الأقل.
في نسخة 2000، أُقيمت البطولة بتنظيم مشترك بين غانا ونيجيريا. ودعت غانا البطولة من ربع النهائي، بينما تأهلت نيجيريا للنهائي قبل أن تخسر البطولة أمام الكاميرون العملاق في ذلك الوقت بضربات الترجيح.
وفي 2002، نظمت مالي البطولة لتتأهل لنصف النهائي في إنجاز فريد من نوعه قبل أن تخسر أمام الكاميرون بثلاثية نظيفة.
في 2004، نظمت تونس البطولة لتحقق اللقب الأول والوحيد في تاريخها حتى الآن بعد الفوز على المغرب في المباراة النهائية.
وفي 2006، نظمت مصر البطولة لتُتوج بها بعد 8 سنوات من الغياب.
فازت مصر أيضا بلقب 2008 التي أُقيمت في غانا، حيث ودع أصحاب الأرض البطولة من نصف النهائي أمام الكاميرون.
وفي 2010، حققت مصر آخر ألقابها حتى الآن على أراضي أنجولا التي ودعت في ربع النهائي أمام غانا.
في 2012، الجابون نفسها بشراكة مع غينيا الاستوائية نظمتا البطولة، وتمكن الثنائي من بلوغ ربع النهائي. ودعت الجابون البطولة أمام مالي، أما غينيا الاستوائية فكان الوصول لهذه المرحلة إنجاز بحد ذاته، قبل أن تتلقى هزيمة ثلاثية أمام كوت ديفوار.
في 2013، نظمت جنوب إفريقيا البطولة اضطراريا بعدما اعتذرت ليبيا عن التنظيم نظرا للأحداث السياسية. وتمكن البافانا بافانا من بلوغ ربع نهائي البطولة قبل المغادرة على يد مالي.
في 2015، كان من المُفترض أن يكون تنظيم البطولة مغربيا قبل أن تعتذر بسبب مخاوف من انتشار مرض الإيبولا، فنُقلت البطولة إلى غينيا الاستوائية التي نظمت البطولة للمرة الثانية خلال 3 أعوام، ولكن هذه المرة كان التنظيم منفردا.
في هذه المرة أيضا، كان الإنجاز أكبر، فبلغت غينيا الاستوائية الدور نصف النهائي قبل أن تخسر أمام غانا بثلاثية نظيفة.
لذا فمن الواضح أن نتائج الجابون في 2017 هي الأضعف والأكثر خيبة بالنسبة لفريق منظم للبطولة، وبالنظر لنتائج المنتخب نفسه حينما نظم البطولة في 2012. ولو عدنا لما قبل عام 2000، فسنجد بلدان منظمة حققت نتائج أفضل.
ولم تأت تلك النتائج المخيبة بالصدفة، بل نتيجة قرارات غريبة وغير موزونة من منظومة كرة القدم الجابونية.
فطوال العامين السابقين، كان البرتغالي جورج كوستا هو المدير الفني للجابون، ولكن قبل بداية البطولة بــ43 يوم، قرر الاتحاد الجابوني تنحية البرتغالي واستقطاب الإسباني الخبير خوسيه أنطونيو كاماتشو، البعيد عن الساحة التدريبية منذ 3 أعوام.
لكاماتشو -61 عاما- تجارب عديدة مميزة أغلبها في إسبانيا، وأبرزها ريال مدريد في ولايتين ومنتخب إسبانيا في ولاية واحدة، وآخرها كانت مع المنتخب الصيني من 2011 وحتى 2013.
مدرب جديد قبل بداية البطولة بأقل من شهرين، ولم يسبق له خوض أي تجارب إفريقية، قد تكون أسباب كافية لخروج الجابون بهذا الأداء الباهت.
لم تخسر الجابون أي مباراة خلال البطولة، ولكنها لم تحقق الفوز كذلك، فاكتفت بـ3 تعادلات لم يكونوا كافيين لتأهلها للدور المقبل.
لم تظهر الجابون أي شراسة حقيقية أو أي تنظيم دفاعي يستحق الإشادة، فكان لها هدفين فقط في البطولة عن طريق قائدها أوباميانج فقط، وتلقت شباكها العدد نفسه من الأهداف.
الأمر كان واضحا من المباراة الافتتاحية أمام غينيا بيساو، التي تخوض المنافسات للمرة الأولى في تاريخها، حيث فشلت الجابون في الحفاظ على الفوز الذي لو كان قد تحقق لكانت الجابون متواجدة في الدور القادم، وكان من الصعب تدارك الأمر أمام الكاميرون وبوركينا فاسو، اللتان استحقتا التأهل بجدارة عن هذه المجموعة.
هذه النسخة من البطولة كانت فرصة جيدة لجيل جابوني شاب من أجل اثبات نفسه، ولكن بعد ما حدث، يُخشى على الجابون في الاستحقاقات القادمة لأسباب قد تكون نفسية.