كتب : محمود سليم | الأحد، 22 يناير 2017 - 21:26
دروس مستفادة لكوبر من مواجهة أوغندا
صداع في رأس الجهاز الفني للمنتخب المصري خاصة بعد مواجهة مالي السابقة في ظل معاناة الفريق على الجانب الدفاعي من خلال الجبهة اليمنى التي تنعدم بها أدوار محمد صلاح لمساندة الظهير أحمد فتحي دفاعيا وكذلك على الجانب الهجومي في ظل إغلاق الخصم لجبهته اليسرى أمام صلاح مفتاح لعب المنتخب المصري الأهم في ظل تكليف السعيد وتريزيجيه بواجبات دفاعية كبيرة.
ليقرر هيكتور كوبر التغيير لحل الأزمتين سواء الدفاعية او الهجومية، حيث غيّر مركز صلاح ليربك حسابات الخصم والدفاع بتريزيجيه كجناح أيمن، وبالتالي تغيير طريقة اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-4-2، بتواجد الحضري خلف الرباعي فتحي وحجازي وجبر وعبد الشافي ثم الثنائي النني وحامد وعلى اليمين تريزيجيه وعلى اليسار رمضان صبحي وفي الأمام صلاح يمينا ومروان محسن يسارا.
وبالفعل تم حل الأزمة الدفاعية بمساندة تريزيجيه لفتحي ورمضان لعبد الشافي، ولكن ماذا عن الجانب الهجومي؟
بالطبع لم يكن الفريق ليقدم المردود الهجومي الأمثل ولكن ظهرت بعض الحالات التي تُعطي كوبر دروسا لتطوير هذا الجانب.
الدرس الأول - دخول الجناح لعمق الملعب مع تقدم الظهير قليلا
في حالتين فقط حدثتا في بداية المباراة قام محمود حسن "تريزيجيه" بالتحرك لعمق الملعب في المساحات خلف لاعبي وسط أوغندا وشكّل خطورة كبيرة من إحداهما حيث مرر الكرة لرمضان داخل المنطقة الذي راوغ ولكنها طالت منه في النهاية.
والثانية لم يحسن تريزيجيه استلامها.
إذا الحل في تواجد السعيد؟ ولكن خصومك باتوا يعرفونك جيدا ويفرضون رقابة لصيقة على السعيد بتفريغ لاعب ارتكاز مدافع للقيام بتلك المهمة، هذا ما فعله ميتشو سيريدوفيتش المدير الفني لأوغندا في المباراة حيث كان يعتقد أن السعيد سيبدأ فقام بتطبيق الضغط في الحالة الدفاعية بـ4-1-4-1.
إذا الحل -في ظل تواجد السعيد أو عدمه- هو إعطاء التعليمات للجناحين او أحدهما على الأقل بالتمركز في تلك المساحة دائما مع تقدم الظهير في تلك الجبهة بضعة أمتار للأمام.
الدرس الثاني - صلاح أفضل كمهاجم
مع تواجده كمهاجم ثان كانت لديه الفرصة دائما للتحرك في المساحات بين الظهير الأيسر وقلب الدفاع ليتسلم الكرات في المساحة خلف هذا الظهير الذي بدوره يراقب الجناح (تريزيجيه)، فيخرج خلفه قلب الدفاع ويصبح مروان في مواجهة قلب دفاع آخر فقط أو يبق قلب الدفاع ويصبح صلاح حرا(في كلتا الحالتين ستخلق ثغرة).
لاحظ الحالات التالية ومحاولات صلاح للهروب في تلك المساحات.
تواجد صلاح كمهاجم ثان يمنحه حرية أكبر لاختراق المساحات التي تظهر له في دفاع الخصم دائما.
لاحظ أماكن استلام صلاح للكرة رغم أنه شارك كمهاجم أغلب فترات المباراة إلا أنه تسلمها أكثر في الجانب الأيمن.
الأمر ليس وليد الصدفة بين تريزيجيه وصلاح فقط، فقد كان ينطبق بالمثل في الجانب الآخر بين رمضان ومروان محسن.
وهُنا كانت بداية الفرصة التي مررها عبد الشافي لصلاح بدون إتقان.
وهكذا كانت خارطة تشكيل الفريق وتحركاته، لاحظ جيدا مروان في أقصى اليسار بجوار رمضان وصلاح بجوار تريزيجيه.
ولكن علينا ألا ننسى أن تطبيق تلك الطريقة للمرة الاولى بهذه الأسماء معا وهو ما أظهر الأمور أحيانا وكأنها عشوائية فمع ثبات الطريقة سيجيد اللاعبون تطبيقها ويزداد الانسجام بينهم، وهو الامر الذي عانى من غيابه الثنائي مروان ورمضان في بعض الحالات.
الدرس الثالث - ثنائية الوسط
النني وطارق حامد جعلا الفريق يعاني كثيرا في المباريات الأخيرة، الثنائي ليس فقط يفتقد للإبداع في نقل الهجمة بل أيضا في الضغط واسترداد الكرة في العديد من الحالات، لاحظ جيدا لاعب الخصم يتقدم في ظل تراجع حامد والنني ويقوم بعمل تمريرة ثنائية مع المهاجم ويخترقهما ويقوم بالتصويب..
من المؤكد أن تغيير السعيد كان العامل الأكبر في استحواذ الفريق وتغير شكله الهجومي نسبيا والمؤكد أيضا ان خروج حامد وليس النني لأن الأول لديه بطاقة صفراء نالها في الشوط الأول، وهو أمر يُحسب للجهاز الفني.
الدرس الرابع - صلاح جناح = مُعاناة دفاعية
حاول كوبر ربط الخطوط مجددا في ظل الهبوط البدني للثنائي تريزيجيه ورمضان، فأشرك عمرو ورده في مركز 10 خلف مروان وعاد صلاح للجناح الأيمن وانتقل تريزيجيه للأيسر وباتت الطريقة 4-2-3-1.
وهُنا ظهرت الزيادة العددية الهجومية لظهير وجناح اوغندا في مواجهة فتحي وحيدا في ظل عدم ارتداد صلاح!
وبمناسبة الجبهة اليسرى لأوغندا فقد كانت جملتهم الوحيدة هي تغيير وجهة اللعب دائما بتمريرة قطرية خلف أحمد فتحي.
ثم قام كوبر بإشراك كهربا بديلا لتريزيجيه وعاد الفريق للـ4-4-2 مجددا.
ولكن هذه المرة نريد هدفا بأي شكل فتقدم النني قليلا خلف الرباعي الهجومي وبات السعيد في الوسط مسئولا عن توزيع اللعب.
فهل تعلم كوبر تلك الدروس وسيقوم بالاستمرار بنفس الطريقة وتغيير ثنائية الوسط أم أن غانا خصم لا يمكن مواجهته بالـ4-4-2 وترك وسط الملعب لهم، هذا ما سيجيب عنه كوبر وجهازه.
مقالات أخرى للكاتب
-
تحليل في الجول - فكرة لم تكن من أجل سطيف فقط.. ودور وليد سليمان الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 16:20
-
تحليل في الجول - كلوب وساري.. الهدف واحد والأسلوب مختلف الإثنين، 01 أكتوبر 2018 - 16:58
-
تحليل في الجول - أبرز بصمات كارتيرون.. وأنماط تطور الأهلي معه الإثنين، 24 سبتمبر 2018 - 12:19
-
مصر مع أجيري.. فكرة غزال وتقسيم الملعب لـ5 أجزاء الأحد، 09 سبتمبر 2018 - 16:36