تعرض لاعب وسط المنتخب المصري محمد النني إلى هجوم العديد من المصريين بعد أول مباراتين في دوري المجموعات من بطولة كأس أفريقيا وذلك لتراجع مستواه من وجهة نظرهم وسوء ما يقدمه في خط وسط الفراعنة.
في البداية يجب أن تعرف أسلوب لعب النني، فهو لاعب خط وسط دفاعي كلاسيكي، أو بالمصري "حسام عاشور"، دوره في الملعب يقتصر على قطع الكرة من الخصم وتسليمها لأقرب زميل له وإبعاد الخطورة عن فريقه.
دوره لا يقتصر على استرجاع الكرة من الخصم فقط بل أيضا على تحجيمه وغلق المساحات عليه سواء للتمرير أو الركض وإجباره على التراجع بالكرة إلى الخلف أو إلى الأطراف بعيدا عن منطقة الجزاء.
النني يلعب لقتل المتعة في الملعب وشل حركة المنافس وجعله خارج الخدمة وليس لتقديم اللمحات الفنية والتمريرات التي تعجب الجماهير وتشد أنظارهم.
ونجح اللاعب في قطع الكرة سواء من بين أقدام المنافسين أو قطع الطريق أمام تمريراتهم في 12 مناسبة في البطولة حتى الآن.
إن كنت محب للكرة الحديثة الهجومية فالبتأكيد أنت ستكره النني الذي لن يقدم أي محاولات هجومية ولن يقوم بأخذ قرار شجاع في الملعب ولكنه سيلعب على المضمون ولكن البعض مازال يرى أهمية تواجد لاعب كهذا في طريقة اللعب.
لكن واجبات هذا المركز وأسلوب لعب النني يحتاج بجانبه إلى لاعب وسط "خلاق" وذلك لإكمال ما ينقصه من مهارات لعملية نقل اللعب إلى الأمام، في أرسنال النني خطف الأنظار عندما كان يلعب بجانب سانتي كازورلا.
وعندما غاب كازورلا وشارك النني بجانب فرانسيس كوكلين ظهرت مشاكله في وجود فجوة بين خط الوسط والهجوم وذلك لعدم وجود اللاعب القادر على الربط بين الخطوط في الجانرز فقل الضغط الهجومي وصناعة اللعب من الوسط في الفريق.
وكما في أرسنال مع كوكلين، فالنني عانى من وجود طارق حامد بجانبه، ليس تقليلا من حامد بالتأكيد ولكن لاعب وسط الزمالك يشابه أسلوب لعبه أسلوب لعب كوكلين والنني كلهم لاعبي خط وسط دفاعيين كلاسيكيين دورهم قطع الكرة وتسليمها سريعا إلى أقرب زميل.
متوسط المسافة التي تقطعها تمريرات النني في أرسنال هو 16 متر فقط ونسبة تمريراته الصحيحة في بطولة الكان حتى الآن هي 89%.
وظهر النني بشكل مميز عندما لعب وحيدا مع خروج طارق حامد في الدقائق الأخيرة من مباراة أوغندا والسبب أن بجانبه لعب عبد الله السعيد الذي يصنف لاعب وسط "خلاق" عندها ظهرت أهمية النني في تحطيم هجمات المنافسين واختفت مشكلته في البناء الهجمات.
ميزة اللاعب "الخلاق" أنه يلعب بذكاءه قبل أن يتحرك فتجده دائما يتواجد بجانبك وحيدا مهما كان التكتل الدفاعي حوله وبتمريرة واحدة يستطيع وضعك أمام المرمى بدون أدنى صعوبة وهو ما افتقدته مصر في المباراة الأولى نظرا لتباعد المسافة بين السعيد الذي فشل في سد المسافة بين الثنائي النني وحامد وبين ثلاثي هجوم المنتخب المصري.
تصريح هيكتور كوبر "الهجوم ليس كل شيء في كرة القدم" أبرز أهمية الدفاع في طريقة المدرب الأرجنتيني وهو ما يجعله يفضل الدفع بالنني وحامد معا فذلك يعطيه أمان دفاعي ويجعله محصنا من الخلف ولكنه يأتي على قدراته الهجومية.
لا تظلموا النني بالهجوم عليه وإتهامه باطلا بأنه خارج الخدمة فهو يؤدي كل ما لديه ومثل أقرانه من هذا المركز لن تشعر بأهميته سوى عند غيابه عندها سترى الفجوة التي يتركها في الملعب وكم الهجمات التي يمنعها مبكرا عن مرمى فريقه.