كتب : عمر ناصف
ظهر هناك في الدوري الإنجليزي العديد من النجوم والأساطير الهولندية فهناك كان دينيس بيركامب في أرسنال ورود فان نيستلروي في مانشستر يونايتد وروبين فان بيرسي مع النادي الأول ثم الثاني زائرون دائمون للشباك.
أيضا كان هناك إيدوين فان دير سار يحرس عرين الشياطين الحمر وجون هيتينجا يحطم هجمات منافسي التوفيز والجناح الطائر ديرك كاوت يقاتل على أرضية أنفيلد رود في كل مكان لأجل فريقه ليفربول وقبلهم بدأ أريين روبين الطيران مع البلوز في ستامفورد بريدج قبل أن يهبط في ريال مدريد.
وجد اللاعبون الهولنديون الدوري الإنجليزي بيئة خصبة لهم للنجاح فلم يسقط من هذا الجيل سوى رافاييل فان دير فارت في توتنهام في خطوة ندم عليها كثيرا صانع الألعاب الهولندي.
ولكن في الآونة الاخيرة تراجعت الكرة الهولندية بشكل مخيف وظهرت نتائج التراجع في غياب هولندا عن اليورو الأخير وفشلها في التأهل بسبب الفراغ الذي تركه الجيل القديم والجيل القادم للكرة الهولندية.
وتنبأ الكثير للعديد من المواهب الهولندية للظهور والإنفجار في أوروبا منذ سن صغيرة وأتجهت الأنظار إلى الدوري الهولندي حيث أكاديمية أياكس وأشبال إيندهوفن وفينورد وألكمار.
حاول نيوكاسل جلب أحد الشباب الهولنديين إلى الأراضي الإنجليزية فكان سيم دي يونج صانع ألعاب أياكس المميز حينه، ولكن خلال موسمين للاعب في إنجلترا سجل خلالهم هدفين وصنع هدفا وحيدا في 26 مباراة كانت عودته سريعة إلى بلاده مرة أخرى.
قبلها تعاقد تشيلسي مع لاعب خط الوسط الشاب المميز ماركو فان خينكل من فيتسه وفشل اللاعب في الحصول على فرصة للمشاركة مع البلوز وفشل مع ستوك سيتي في فترة إعارة امتدت لنصف موسم خلال العام الماضي ليقرر البلوز إعادته إلى هولندا معارا لعل وعسى بدون جدوى.
قد تكون الإصابات المتتالية السبب في عدم نجاح اللاعب ولكن فان خينكل لم يتألق سوى عندما عاد إلى إيندهوفن الموسم الماضي معارا قبل أن تستمر إعارته هذا الموسم ويتعرض لسلسلة جديدة من الإصابات.
حاول سير أليكس فيرجسون قبل رحيله ومن بعده خليفته ديفيد مويس منح فرص لظهير هولندي قيل أنه مميز وهو أليكس بوتنير لكن موسمان فقط أكدا على ضرورة رحيل اللاعب بعيدا عن أنجلترا حيث أستقر به الوضع حاليا في فيتسه في هولندا مرة أخرى من حيث تعاقد معه الشياطين الحمر.
وبناء على طلب لويس فان خال تعاقد الفريق الموسم الماضي مع الموهبة الهولندي التي قيل عنها "خليفة كريستيانو رونالدو" ولكن كعادة صفقات الهولنديين إلى البريميرليج في الآونة الأخيرة فشلت هي الأخرى ليقترب اللاعب من الرحيل عن الدوري الإنجليزي ولكن هذه المرة لم يعد إلى بلاده إنما سينتقل إلى فرنسا وليون بعد موسم ونصف من خذلان الجميع بما فيهم نفسهم في إنجلترا.
قبلها كان فان بيرسي يفقد بريقه بشكل مخيف ويرحل عن أنجلترا كلها بعد أن خرج تماما من حسابات لويس فان خال ويبدو أن الدوري الإنجليزي لم يعد مكانا مناسبا للهولنديين.
تلك الفترة شهدت تعويض ساوثامبتون لرحيل لاعبه شنايدرلين بلاعب الوسط الهولندي المبدع "هكذا كان في فينورد" جوردان كلاسي فلم يجد مكانا له في تشكيلة الفريق الإنجليزي وأكتفى بأدوار بديلة.
كما تعاقد سندرلاند مع هدف هولندي هو جيرماين لينز فشل في هز الشباك سوى في ثلاث مناسبات فقط مع القطط السوداء قبل أن يهرب من الدوري الإنجليزي إلى تركيا بنهاية الموسم.
شهد الصيف الماضي صفقة مدوية أيضا، توتنهام يتعاقد مع ماكينة الأهداف الهولندية الجديدة وخليفة فان نيستلروي الذي لم يتوقف عن التسجيل منذ يناير الماضي مع فريقه ألكمار.
نصف موسم لم يزر خلاله اللاعب الشباك مع توتنهام سوى في ثلاث مناسبات كلها من ركلات جزاء بجانب سلسلة من الأداء المخيب للآمال جعل البعض يشك في أن ما قدمه اللاعب مع ألكمار بداية عام 2016 لم يكن سوى وليد صدفة فقط.
الأسماء الهولندية التي تحفظ ماء وجه بلادهم في إنجلترا حاليا تبدو بعيده كل البعد عن إبداعات بلاد الكرة الشاملة فهناك الظهير باتريك فان أنهولت في سندرلاند المنافس الدائم على الهبوط وليروي فير الذي هبط نوريتش سيتي ومن بعده كوينز بارك رانجيرز إلى البريميرشيب وفي طريقه للهبوط الثالث على التوالي مع سوانزي سيتي هذا الموسم.
وفي مانشستر يونايتد مازال دالي بليند هناك يرتكب الأخطاء المتكررة الواحدة تلو الأخرى وهناك المدافع فيرجيل فان دايك المتألق هذا الموسم مع ساوثامبتون وبرونو مارتينيز إيندي قلب دفاع ستوك سيتي.
فقط في المراكز الهجومية ظهر لاعب واحد فقط وهو جورجينيو وينالدوم مع ليفربول هذا الموسم ومستوى اللاعب لا يتعدى كونه يقدم مستويات فوق المتوسط وليس النجم الذي تتهافت عليه الكاميرات ويخاف منه المنافسين.
التعاقد مع المواهب والأسماء الهولندية خصوصا الهجومية أو الإبداعية منها أصبح مقامرة كبرى للأندية الإنجليزية مع التراجع الشامل الذي تشهده الكرة هناك ولكن مازال الإصرار متواجدا في كل سوق إنتقالات على ضم لاعب هولندي جديد إلى الدوري الإنجليزي كان أخرهم لوسيانو نارسينج القادم من إيندهوفن إلى سوانسي سيتي.
فرصة جديدة للاعب هولندي في الدوري الإنجليزي لا يتوقع له الكثير النجاح نظرا للظروف المحيطة بفريقه سوانزي سيتي المتراجع وعمره الذي تجاوز الـ26 عاما بدون إنفجار حقيقي لموهبته في هولندا هناك.