عقب نهاية مباراة مصر ومالي تحدث الفراعنة محمد النني في تعقيبه عن اللقاء قائلا:"شاهدنا مالي بالفيديو قبل المباراة، لم يكن الفريق بهذا الانضباط الدفاعي على الإطلاق".
واليوم في المؤتمر الصحفي الذي عقده أسامة نبيه أحد أعضاء الجهاز الفني للفراعنة أكد الأمر ذاته قائلا:"شاهدنا ثلاث مباريات لهم، دفاع ووسط مالي كانت بهم العديد من الثغرات".
وحتى في تحليل ماقبل المباراة لمنتخب مالي الذي استعرضه FilGoal.com فقد كانت هناك تلك الثغرات أيضًا وأشرنا إليها.
ولكن ما فعله آلان جريس المدير الفني المخضرم للفريق أعاد الانضباط للاعبيه فبات الفريق متماسكًا للغاية أمام الفراعنة.
بدأ جريس بطريقة لعب 4-3-3 بتواجد عثمان كوليبالي ظهير أيمن وساليف وواجوا قلبي دفاع وهماري تراوري ظهير أيسر-وهو في الأصل ظهير أيمن- ثم كماشة في وسط الملعب مكونة من سيلا وندايي ولاسانا كوليبالي خلف الثلاثي ساكو وياتابارا وماريجا.
ظهرت من البداية الرقابة اللصيقة في وسط الملعب من ثلاثي مالي على ثلاثي مصر عبد الله السعيد ومحمد النني وطارق حامد.
وذلك بعد أن ترك جريس الكرة للمنتخب المصري الذي دائمًا ما يترك الكرة للخصم ويرتد لمناطقه الدفاعية لينتظر هجوم كاسح من خصمه ثم يعتمد على التمريرات الطولية لمحمد صلاح في تلك المساحات الشاسعة خلف دفاعاتهم المتقدمة في حالة الهجوم.
لاحظ الاستحواذ لصالح مصر في أول نصف ساعة من الشوطين الأول والثاني وهو أمر غير معتاد مع كوبر.
كما قرر اختراق دفاعات الفراعنة في الشوط الأول من خلال الجبهة اليمنى حيث يراقب أحمد فتحي اللاعب ساكو الجناح وهنا يتحرك ماريجا المهاجم خلف فتحي بدون رقابة في ظل تعليمات لقلبي الدفاع جبر وحجازي بالتواجد في المنطقة دائمًا وعدم الخروج خلفه.
مع خروج ماريجا قلب الهجوم كان الدور يأتي على لاعب الوسط كوليبالي في الانطلاق واقتحام المنطقة لاستقبال العرضيات وبالفعل كاد يحرز هدفين بنفس الأسلوب ولكنه لم ينجح في تحويل الكرة برأسه في المرتين لينقذ أحدهما الشناوي وتمر الأخرى بشكل عرضي.
والأمر تكرر في حالات اخرى ولكن لم تصل له العرضيات.
الخلل واضح في الجبهة اليمنى، صلاح لا يُطلب منه أدوارًا دفاعية من أجل استغلاله في المرتدات وهُنا عليك تعويض ذلك وهو ما قام به بالفعل الجهاز الفني فتحرك طارق حامد لليمين بجوار فتحي وأحيانًا كثيرة كان خلفه يقوم بالتغطية.
ولكن قيام لاعب الوسط بالترحيل للجبهة اليمنى لم يكن كافيًا فظهرت زيادة عددية للاعبي مالي في بعض الحالات في تلك الجبهة بثلاثي في مواجهة فتحي وحامد فقط وكادت تتسبب في فرص تهديف خطيرة.
إذًا أنت مُطالب بحل آخر، إما عودة المهاجم لهذه الجبهة كما فعلت من قبل في مواجهة الكونجو عن طريق باسم مرسي أو عودة السعيد كثالث في وسط الملعب وترحيل الثنائي النني وحامد إلى تلك الجبهة.
ظهرت أيضًا وللمرة الأولى –تقريبًا- مع كوبر تمريرات طولية تضرب العمق الدفاعي للفراعنة بشكل غريب ولولا قيام جبر وحجازي بتغطية بعضهما البعض في تلك الحالات لكانت أهدافًا محققة.
أخيرًا في بطولة اليورو الأخيرة في فرنسا ظهرت في حالات بناء اللعب من حارس المرمى طريقة جديدة للتمرير، لا يقف قلبي الدفاع على يمين ويسار منطقة جزائهم في انتظار تمريرة الحارس لأن الخصم كان يضغط عليهما من تلك المنطقة ويمنع التمرير.
فكان الفريقان يتمركزان في وسط الملعب جهة اليمين أو اليسار مثلًا ثم يرتد سريعًا أحد الظهيرين مع قلبي الدفاع ليتسلم التمريرة من الحارس ويقوم بنقل الهجمة قبل تقدم لاعبي الخصم للضغط، وهو أمر طبقّه المنتخب المصري في حالتين فقط حتى نزول عصام الحضري الذي كان يفضل إرسال الكرات الطولية.
الأمر يخلق لك مساحات في صفوف الخصم في ظل اندفاع لاعبيه المفاجئ للضغط بعد تفاجئهم بهذا الأسلوب وبالفعل كاد ينفرد صلاح بسبب تلك الحالة لولا تمريرة حجازي الغير منضبطة خلف دفاعات مالي.
أخيرًا كنت أنتظر تغييرًا أفضل بدخول محمود عبد المنعم "كهربا" ورمضان صبحي على حساب السعيد ومروان محسن وانتقال تريزيجيه للعمق بجوار النني وحامد في آخر 15 دقيقة.
وقتها كنت ستملك لاعبين أصحاب قدرات وسرعات أكبر لتنفيذ الهجوم المرتد ولكن مافعله كوبر بإشراك أحمد حسن "كوكا" كان بدافع الخوف من الكرات الثابتة لمالي في ظل امتلاك كوكا طول قامة ليرتد ويساند الفريق في هذا الأمر وكأنه يريد الحفاظ على النتيجة وليس حصد الثلاث نقاط.