بعد عودته مجددا إلى البطولة المفضلة لديه بعد غياب دام لسنوات يفتتح المنتخب المصري مواجهاته في كأس أمم أفريقيا بالجابون غدا الثلاثاء بمواجهة منتخب مالي.
مالي تحت قيادة الفرنسي المخضرم ألان جيريس في آخر مواجهتين رسميتين خسر أمام كوت ديفوار بثلاثية مقابل هدف، وتعادل مع الجابون دون أهداف.
في مواجهة الأفيال الإيفوارية طبّق جيريس طريقة لعب 4-4-2 بتواجد الحارس عمر سيسوكو أمامه ساليف كوليبالي ومولا واجو قلبي دفاع وهماري تراوري ظهير أيمن ويوسف كونيه ظهير أيسر، وفي وسط الملعب ثنائي ارتكاز ياكوبا سيلا ولاسانا كوليبالي وعلى اليسار موسى دومبيا وعلى اليمين سامبو ياتابارا وفي الهجوم الثنائي مصطفى ياتابارا وموسى ماريجا.
هجوميا ظهرت خطورة الفريق في العديد من الجمل المركبة، حيث كان يتحرك أحد ثنائي الهجوم أمام جناح الوسط الأيسر والأيمن في المساحات خلف ظهير الخصم وتكرر الأمر في اكثر من حالة بين الثنائي ياتابارا وماريجا.
مع تلك التحركات يصبح موقف المهاجم رائع في اقتحام المنطقة من الأطراف دون رقابة كما ظهر في تلك الحالة وكادت أن تصبح هدفا.
كما ظهرت كثافة عددية هجومية للفريق في منطقة جزاء الخصم والتي تشكل خطورة كبيرة للغاية في ظل طول القامة الذي يتمتع به أغلب لاعبي مالي.
لم يتوقف تحرك أحد ثنائي الهجوم إلى الأطراف بل في حالات أخرى كان للخلف ليتحرك خلفه قلب دفاع الخصم وتظهر المساحات ويتم تمرير الطولية في تلك المساحة، فيصبح موقف هجومي 2 ضد 2 وهو في صالح المهاجم بكل تأكيد.
لماذا مالي الخصم المثالي لعبد الله السعيد؟
في حالة الدفاع (امتلاك الخصم للكرة) كان الضغط من قبل لاعبي مالي يطبق بشكل قوي للغاية، ثنائي الهجوم أحدهما يضغط على لاعب الارتكاز المدافع والآخر على قلبي الدفاع ومن خلهم مباشرة يأتي ضغط رباعي الوسط.
وهو الأمر الذي أثمر عن هدف مالي الوحيد فبعد النجاح في استخلاص الكرة وتناقلها تم التحرك من قبل الجناح الأيمن ياتابارا في عمق دفاع المنتخب الإيفواري وانفرد وأحرز الهدف.
ولكن رغم نجاح الضغط في مرة واحدة في خطف هدف إلا أنه كان مصدر إزعاج دفاعي كبير للفريق، حيث ظهرت ثغرة كبيرة بين خطي الوسط والدفاع في منتخب مالي(وهي المساحات التي يجيد السعيد التمركز والتحرك بها) وحينما يتلقى اللاعب التمريرة يضرب خط الوسط بالكامل وتصبح امامه المساحة والزمن للانطلاق ثم التمرير أو التصويب.
الأمر تكرر كثيرا حتى جاء عن طريقه الهدف الاول لكوت ديفوار.
ظهرت أيضا هفوة دفاعية تؤكد مدى السذاجة الدفاعية للاعبي الفريق في الهدف الثاني الذي سكن شباكهم، رمية تماس من الجهة اليمنى قريبة من منطقة الجزاء ويُترك اللاعب المنفذ للكرة حُر فيتم إسناد الكرة له ويرسل العرضية كررها مرتين حتى أحرزوا الهدف الثاني.
الخطأ من جانب الظهير الأيسر كونيه جعل المدير الفني جيريس يستبعده امام الجابون ويشرك الظهير الأيمن هماري تراوري في هذا المركز ويدفع باللاعب عثمان كوليبالي في مركز الظهير الأيمن.
ولعلاج الخلل في وسط الملعب عدّل طريقة لعبه لتصبح 4-3-3 والتي تتحول في الحالة الدفاعية إلى 4-1-4-1، حيث شارك حارس آخر وهو ديارا أمامه نفس ثنائي قلب الدفاع والظهيرين كما أوضحنا سالفا، وفي الارتكاز الدفاعي لاسانا كوليبالي ويسانده سامبو ياتابارا يمينا وأداما تراوري لاعب موناكو يسارا ثم الجناحين موسى دومبيا يسارا وماييجا يمينا وفي الهجوم ماريجا.
*مالي بالقميص الأبيض*
صحيح هناك لاعب خلف رباعي الوسط لشغل المساحات بين الوسط والدفاع ولكنه لم يكن كافيا وظهرت المعاناة أمام الجابون كثيرا من نفس تلك المساحة.
الأمر الآخر الذي تكرر في المواجهتين بنفس الأسلوب رغم تغيير ظهيري الجنب وهو ما يؤكد الخلل في النظام الدفاعي للفريق، هو التمريرة الطولية خلف خط الدفاع وجهة الظهير الأيمن تحديدا والتي أحرز منها جيرفينيو مهاجم كوت ديفوار الهدف الثالث، بينما ارتطمت تصويبة أوباميانج مهاجم الجابون في القائم.
أما هجوميا أمام الجابون فكان مصدر الخطورة الوحيد هو انطلاقات ثنائي الوسط المساند تراوري وياتابارا مع ثلاثي الهجوم وكاد الفريق يحرز هدفا من تلك الانطلاقات بالفعل لولا إهدار ماريجا للكرة.
لذلك لابد من إعطاء السعيد حرية هجومية أكبر وعدم تقييده بالأدوار الدفاعية المبالغ فيها ليقوم بالتمركز في تلك المساحات واستغلالها في الهجوم المرتد لضرب دفاعهم.