#في_الجابون - هل تهتدي المغرب إلى المجد الأفريقي مع الخبير رينار
الثلاثاء، 10 يناير 2017 - 15:14
كتب : علي أبو طبل
منذ عام 2004، ذلك العام الذي حلت فيه المغرب وصيفة لبطل أفريقيا بعد الهزيمة أمام تونس بأرضها وجماهيرها، وأسود الأطلس يعانون مع المحافل الأفريقية الكُبرى.
كل المشاركات التالية شهدت خروج أسود الأطلس من الدوري التمهيدي، بالإضافة إلى عدم التأهل من الأساس لنسخة 2010 في أنجولا، وبطولة 2015 في غينيا الاستوائية، والتي تم إقصاء المغرب منها بعد اعتذارها عن تنظيمها بأسابيع قليلة.
قد تتعدد المشاكل والأسباب التي أدت لهذه النتائج، من فقر المواهب إلى عدم الكشف جيدًا عن المحترفين المغاربة بالخارج، بالإضافة إلى اعتزال جيل قوي من كرة القدم المغربية. ولكن على كل، كل ذلك قد ولّى، وقد عادت المغرب من جديد إلى المحفل الأفريقي.
رأت الجمعية الوطنية المغربية لكرة القدم خلال العام الماضي أن الحل قد يكون في خبير كرة القدم الأفريقية، هيرفي رينار.
رينار الذي دائمًا ما يجد ضالته في كرة القدم الأفريقية، والتي منها وإليها يعود رغم خروجه في تجارب في الدوري الفرنسي، يتولى قيادة المنتخب المغربي منذ فبراير 2016.
بداية معرفة المتابعين لرينار في كرة القدم الأفريقية كانت من خلال منتخب زامبيا، حيث بدأت مسيرته في مايو 2008 ليقدم منتخبًا مزعجًا للكبار. ومع نسخة 2010 في أنجولا، قاد رينار زامبيا إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 14 عامًا.
رحل رينار إلى اتحاد العاصمة الجزائري بعد تجربة قصيرة للغاية مع منتخب أنجولا لم يخض خلالها أي منافسة هامة، ولكنه عاد من جديد في منتصف 2011 لقيادة زامبيا، ومن ثم قادها للإنجاز الأبرز في تاريخهم بالتتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية في 2012. لقب تم إهداءه لضحايا الطائرة المنكوبة لمنتخب زامبيا في 1993.
خرجت زامبيا من النسخة التالية بعد عام واحد من دور المجموعات، ولكنهم سيظلون مدينين له باللقب التاريخي.
آخر تجارب رينار الأفريقية قبل أسود الأطلس كانت رفقة منتخب كوت ديفوار في مهمة قصيرة قادهم فيها إلى لقبهم الإفريقي الثاني تاريخيًا، والأول منذ عام 1992، ليحقق حلم ظل يعاند الأفيال لسنوات، وتحطم في الخطوة الأخيرة مسبقًا في مناسبتين، في 2006 و2012 عند علامة الجزاء.
ولكن الثعلب الفرنسي منح رفاق دروجبا - الذي اعتزل دوليًا قبل تحقيق ذلك الإنجاز الذي كان ناقصًا في مسيرته العظيمة - منحهم اللقب الذي حرمهم منه بنفسه في 2012 حين كان مدربًا لزامبيا، ليحقق رقمًا خاصًا ويصبح أول مدير فني يفوز بالأمم الأفريقية مع منتخبين مختلفين.
حسابيًا، قد يكون لرينار فرصة لتحقيق رقم يصعب كسره بأن يحقق لقب الأمم الأفريقية للمرة الثالثة مع منتخب مختلف ثالث، وأن يصنع المجد الغائب لكرة القدم المغربية التي تُوجت باللقب الأفريقي في مناسبة وحيدة تعود إلى عام 1976، وإن كان ذلك صعب المنال.
الفرص تصعب شيئًا فشيئًا مع الإصابات التي تضرب قائمة الفريق. نجم واتفورد نور الدين أمرابط سيغيب بسبب الإصابة، ثم غياب سفيان بوفال لاعب ساوثامبتون للسبب نفسه. وعلى رينار أن يجد البديل قبل الـ14 من الشهر الحالي، حيث تنتهي فرصة استبدال المصابين.
على كل حال، فإن محبي المغرب وإن كانوا يتمنون المنافسة على التتويج بالبطولة، إلا أن المرور من مجموعتهم الصعبة إلى ربع النهائي على الأقل سيكون تطورًا مرضيًا للغاية.
13 من أصل 23 اسمًا من القائمة النهائية للمغرب لاعبون شاركوا في أقل من 100 مباريات دولية، مما يدل على مرحلة التجديد التي يمر بها الفريق رفقة رينار.
أول مهمتين رسميتين للمدير الفني الفرنسي مع الفريق تمثلتا في خوض أول جولتين من تصفيات المونديال، حيث حقق الفريق نقطتين من تعادلين أمام الجابون وكوت ديفوار.
وستتجدد المواجهة مع الأخير، والفريق السابق لرينار، خلال بطولة الأمم الأفريقية التي تبدأ خلال أيام. حيث تقع المغرب مع كوت ديفوار وتوجو والكونجو الديمقراطية في المجموعة الثالثة من البطولة.
المهدي بن عطية مدافع نادي يوفنتوس الإيطالي حاليًا وصاحب الـ29 عامًا سيكون في قيادة الفريق وقلب الدفاع، ويُعتبر هو الاسم الأبرز والأهم في الكرة المغربية في الوقت الحالي.
خبرة مبارك بوصوفة -32 عامًا- ستكون عاملًا هامًا أيضًا مع مشاركة المهاجم الأساسي يوسف العربي ولاعب وسط ملقا الإسباني المهدي كارسيلا كعناصر خبرة مهمة.
ذلك بالإضافة إلى الأسماء الشابة مثل يوسف بن ناصر وحمزة منديل ورشيد عليوي. جميعها أسماء وحلول سيسعى رينار لإيجاد التشكيل والتوليفة الأمثل من بينهم خلال منافسات العرس الأفريقي.
وربما تدفع الإصابات الأخيرة رينار إلى استدعاء جناح نادي الوداد البيضاوي إسماعيل الحداد لتعويض غياب بوفال، وربما استدعاء نجم أياكس امستردام الشاب حكيم زياش الذي يغيب عن القائمة الحالية، والنظر سريعًا إلى أسماء أخرى في الدوري المحلي من أجل تعويض الغياب المؤثر الغاية لنجم الأسود نور الدين أمرابط.
وكان الحداد ضمن القائمة المبدئية لرينار للبطولة قبل أن يتم استبعاده ليتم تقليص القائمة إلى 23 لاعبًا.
تلك كانت الخيارات والمعطيات. أي تساؤلات عن مدى حظوظ أسود الأطلس ومدى تأثير رينار على الفريق ستتضح إجاباتها في المشاركة الـ16 للمغرب في تاريخ البطولة.