رحلة رانييري من الانتقادات إلى لقب الأفضل في العالم
الثلاثاء، 10 يناير 2017 - 11:27
كتب : علي أبو طبل
من بين جميع محطاته التدريبية، بالتأكيد لن ينسى العجوز الإيطالي فترته التاريخية مع ليستر سيتي مهما كانت طبيعة نهاية العلاقة بين الطرفين، والتي ستأتي يوما ما حتما.
"أنا الآن بعمر الـ65، ولكني أشعر أنني ابدأ مسيرتي حقا الآن كمدير فني" .. كان هذا هو أول تعقيبات رانييري بعد التتويج بجائزة المدرب الأفضل في العالم لعام 2016.
كل جزء من حكاية ليستر سيتي الإنجليزي خلال عام 2016 سيظل خالدا في ذاكرة أبطاله. لم يتوقف الأمر عند التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بل كان عاما لتتويجات وإنجازات فردية لم تتحقق لهؤلاء الأبطال من قبل.
رانييري، ورغم مسيرته التدريبية الطويلة مع العديد من أندية القمة في أسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، إلا أن مجده التدريبي الحقيقي لم يأت إلا مع الثعالب.
لقب دوري هو الأول ليس فقط في تاريخ النادي، بل في تاريخه الشخصي بعد انتظار لـ30 عاما في مسيرة تولى خلالها قيادة أندية عملاقة مثل يوفنتوس وإنتر ميلان ونابولي وروما وفالنسيا.
ربما قد حقق معها بعض الألقاب مثل السوبر الأوروبي وكأس ملك إسبانيا رفقة فالنسيا أو الكأس المحلية في إيطاليا رفقة فيورنتينا، ولكن لقب الدوري المحلي هو مجد لم يحققه مطلقًا قبل تجربته الثانية في إنجلترا.
اللقب التاريخي لفريق مدينة ليستر جاء خلال أول مواسم رانييري في قيادة الفريق فنيا. التعاقد معه لاقى اعتراضات وانتقادات كبيرة بعد تجربة ضعيفة للرجل الإيطالي مع منتخب اليونان، خاض خلالها 4 مباريات لم يحقق فيها أي انتصار لتأتي الإقالة السريعة.
لكن الجد رانييري تمكن من إيجاد التركيبة المناسبة، واستغل الحالة الجيدة التي كان عليها لاعبون مثل رياض محرز وجيمي فاردي، مع مفاجأته نجولو كانتي، ليُسكت الجميع مع نهاية الموسم.
23 انتصارا و12 تعادلا وثلاث هزائم في مسيرة خيالية لكتيبة الثعالب كانت كافية لتضع ليستر على القمة في النهاية بفارق 10 نقاط عن أقرب المنافسين.
الأمر لا يتعلق بالتتويج بلقب الدوري أو بفوزه بجائزة أفضل مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز أو غيرها من الجوائز الفردية فقط، بل أن المجد وصل لقمته ليصبح الرجل أفضل مدير فني في العالم لعام 2016 حسب استفتاء الفيفا الرسمي، حيث تصدر الاستفتاء بنسبة 22.6%، متفوقًا على رجال صنعوا مجدهم في العام ذاته مثل زين الدين زيدان الذي فاز في أول أعوامه التدريبية باللقب الـ11 لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وفيرناندو سانتوس الذي منح البرتغال لقبها الأوروبي الأول.
الجائزة التي تمنح بشكل رسمي من قبل الفيفا منذ عام 2010، لم تشهد أي تتويجا إيطاليا من قبل، حيث كان أقرب المرشحين هو كارلو أنشيلوتي في عام 2014، ولكنه خسر المنافسة لصالح يواكيم لوف بطل العالم مع ألمانيا في العام نفسه. وبالتالي، يصبح رانييري هو الإيطالي الأول الذي يتوج بهذه الجائزة.
رانييري الذي حقق نسبة فوز مع ليستر سيتي بلغت 48.61% حتى الآن منذ توليه القيادة، ورغم تراجع النتائج محليا بشكل كبير هذا الموسم، إلا أنه يؤدي بشكل مميز للغاية أوروبيا في أول ظهور للثعالب على هذا الصعيد، حيث تصدر الفريق مجموعته بدوري أبطال أوروبا ليضرب موعدا في العام الجديد مع إشبيلية الإسباني، حامل لقب الدوري الأوروبي في العام الماضي، في دور الـ16.
لكن هل هذا التتويج كأفضل مدرب في العالم هو قمة ما يطمح إليه الجد رانييري في مسيرته التدريبية، أما أنه يفكر في مفاجأة متابعي كرة القدم الأوروبية هذا الموسم من جديد؟
على كل حال، سيظل عام 2016 هو العام الأبرز في ذاكرة كلاوديو رانييري بما تحقق فيه من أمجاد، رد بها الاعتبار وانتصر فيها على الحظ السئ الذي طالما لازمه في تجارب عديدة سابقة، ويا له من رد.