تاريخ هو الأعرق على مدار 60 عاما من بطولة كأس الأمم الإفريقية كتبه الفراعنة لأنفسهم، 7 بطولات في 22 مشاركة جعلوا منتخب مصر هو الأفضل.

وعلى مدار المشاركات الـ22 خاض المنتخب المصري 90 مباراة منهم الكثير من المباريات التاريخية التي لا تنسى ولن تمحى من تاريخ الفراعنة.

ويقدم FilGoal.com قصة بعض من هذه المباريات التاريخية في سلسلة تبدأ بهذه الحلقة

عودة تاريخية (1)

بعد الفوز بكأس الأمم الإفريقية 1998 بقيادة الجوهري لجيل حسام حسن وحازم إمام ونادر السيد وعبد الستار صبري وغيرهم دخل المنتخب المصري كأس القارات 1999 ممثلا عن إفريقيا.

لكن الخسارة الثقيلة أمام السعودية 5-1 لم تسفر فقط عن الإطاحة بالجوهري بل باتحاد الكرة بأكمله ليدخل المنتخب المصري في مرحلة مختلفة.

بالطبع لم يكن من الطبيعي أن يتغير قوام المنتخب في كأس الأمم الإفريقية 2000 في غانا ونيجيريا والذي كان أغلبه تحت الثلاثين باستثناء التوأم حسن(31 عاما) وهاني رمزي (30 عاما).

لكن المختلف كان القيادة الأجنبية من خارج الخطوط للفرنسي جيرار جيلي والذي يعد واحد من أسرع من مروا على منتخب مصر.

..

البداية في البطولة كانت جيدة بالفوز على زامبيا بهدفي ياسر رضوان وحسام حسن، ثم قاد العميد من جديد الفراعنة للفوز على السنغال بهدف ليضمنوا التأهل لدور الثمانية.

ويدخل منتخب مصر في المباراة الأخيرة موعدا مع صراعين مختلفين، هل يحصل على النقاط التسع والتي كانت لعنة آنذاك لم تنكسر سوى على يد منتخب 2010 لاحقا، أم يجازف بالصدارة لصالح السنغال؟

الصدارة كانت ستعني الابتعاد عن نيجيريا صاحبة الأرض والمنتخب المدجج بنجوم مثل أوكوشا وكانو وإيمانويل أمونيكي وإكبيبا وأوليسيه لذلك كان الخيار هو المركز الأول ولعب المنتخب المصري بالأساسيين في المباراة الأخيرة أمام بوركينا فاسو التي امتلكت فرصة ضئيلة للصعود تتطلب الفوز بنتيجة جيدة.

..

دخل جيرار جيلي المباراة بتشكيل مكون من نادر السيد أمامه ثلاثي دفاعي هو حسام عبد المنعم الذي عوض السقا، بجانبه إبراهيم سعيد وهادي خشبة مع ظهيري الجنب ياسر رضوان ومحمد عمارة.

وسط الملعب الناري كان هاني رمزي وأحمد حسن وحازم إمام وعبد الستار صبري أمامهم مهاجمين حسام حسن وأحمد صلاح حسني.

..

على الرغم من ذلك ربما لم يظن الفراعنة أن منتخب بوركينا فاسو سيتمسك بالأمل الضئيل لديهم لهذا الحد وبدأوا المباراة باستهتار شديد قابله جدية من "الخيول" ليدفع المنتخب المصري ثمن ذلك مبكرا جدا.

بعد 24 دقيقة من انطلاق المباراة وجد المنتخب المصري نفسه متأخرا بهدفين دون رد، إسماعيل كودو بدأ المباراة بصاروخية سددها بيمناه من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة العاشرة قبل أن يستغل عثمان كانو سذاجة دفاعية ليمر من خشبة وإبراهيم سعيد ويسجل بسهولة في شباك نادر السيد.

لكن الفتى القادم من ألمانيا وتحديدا شتوتجارت أحمد صلاح حسني نجح في أن يسجل أول أهدافه بقميص الفراعنة في الدقيقة 30 من عمر المباراة برأسية رائعة حول بها عرضية أروع من محمد عمارة.

هدف ربما جعل مهمة مصر سهلة في الشوط الثاني للتعادل أو كان من المفترض أن تصبح كذلك، لكن الأمر لم يكن بذات السهولة إذ فشل الفراعنة من التسجيل من لعبة متحركة حتى اقتربت النهاية وجاءت الدقيقة 77 وحصلوا على ركلة جزاء حولها حسام حسن داخل الشباك، لكن الحكم قرر إعادة ركلة الجزاء وعاد العميد ليسجلها مرة أخرى ليدرك التعادل أخيرا.

واشتعلت المباراة في الدقائق العشر الأخيرة وبدأ المنتخب البوركيني في العودة في المقابل ضغط الفراعنة بقوة لخطف الانتصار.

وفي الدقيقة 85 نجح هاني رمزي في تسجيل هدفا رائعا بطريقة أكروباتية ليحتفل بالمباراة رقم 100 له بتسجيل الهدف الأفضل له في مشواره بحسب ما اكد لاحقا، ركنية من سيد عبد الحفيظ تجد هاني رمزي غير المراقب داخل منطقة الجزاء ليلعبها من الوضع طائرا في الشباك.

وعاد البديل الناجح سيد عبد الحفيظ لينطلق من الناحية اليمنى المفضلة ويسدد بقوة وتصدى لها عبد الله سولاما حارس بوركينا فاسو لكنها وجدت البديل الآخر عبد الحليم علي الذي تابعها داخل الشباك لينهي المباراة تماما.

انتصار منح الفراعنة العلامة الكاملة في المجموعة ليهربوا من مواجهة نيجيريا لكن اللعنة استمرت وتأهل الفراعنة لمواجهة تونس التي أطاحت بهم بركلة جزاء خالد بدرة.