حصاد 2016 - مايكل فيلبس.. الذي كان يخشى المياة و"دمر حياته" بسبب الخمر
السبت، 31 ديسمبر 2016 - 19:04
كتب : معتز سيد
من هو؟
مايكل فرد فيلبس. 31 سنة. أمريكي. سباح أسطوري.
لمحة عنه
"الأبطال يولدون من رحم المعاناة".. ولأننا هنا لا نتحدث عن بطل عادي، فالمعاناة لم تكن عادية على الإطلاق.
طفولة صعبة للغاية عاشها الأسطورة مايكل فيلبس، مرورا بتعرضه الدائم للسخرية من طلاب المدرسة التي كان يدرس بها بسبب شكله، إلى مرض "فرط الحركة" إلى انفصال والديه إلى خوفه من المياة. أحداث وظروف عديدة لم تقف أمام السباح الأمريكي الأسطوري ليكتب تاريخا من ذهب.
في ولاية ماريلاند الأمريكية عام 1985 وُلد مايكل وبدأت المشاكل تطارده منذ دخوله إلى المدرسة.
في المدرسة تلقى مايكل سخرية عديدة من مختلف الطلاب بسبب مظهره، فكان صاحب أذن وأيدي طويلتين، ومن هنا كانت السخرية ومن هنا كان يُفضل فيلبس دائما الانعزال.
ورغم انعزاله في فترة الدراسة إلى أن والدته، تلقت العديد من الشكاوي ضده ولكن ليس بسبب الانعزال بل بسبب "الحركة الزائدة وقلة التركيز". هنا فضلت والدته عرض الطفل على طبيب نفسي، والأخير فسر أن حالته ستتحسن في حالة "ممارسته للرياضة".
الخوف من المياة
هيلاري فيلبس، شقيقته شجعته على ممارسة السباحة وهو بالفعل ما تم وهو في سن السابعة.
ولكن مايكل في البداية كان يخشى المياة! نعم ما قرأته صحيحا. الأسطورة الخالدة التي كتبت تاريخا ذهبيا بسبب المياة، كان في البداية يخشى المياة.
ولكنه كان يخشى فقط وضع رأسة في المياة، ولذلك طوال فترة بدايته مع لعبة السباحة، كان يمارس سباحة الظهر.
ومع بداية مشواره في التدريبات، تلقى الطفل صاحب التسعة أعوام وقتها صدمة كبيرة عندما قرر والده فرد فيلبس، الانفصال عن والدته.
ويقول مايكل فيلبس عن تلك اللحظة: "وقتها شعرت بأنني لا أريد إخراج أي طاقة مجددا. هجرني ولم أرغب في فعل أي شيء بعد ذلك".
ومع رحيل الأب كان لا بد أن يظهر الشخص الذي يتسبب في استفاقة مايكل حتى لا يخسر حياته بأكملها، وهنا ظهر مدرب السباحة، بوب بومون. (وهو بالمناسبة مدربه حتى اللحظة).
لم يتكفل بوب بتدريب مايكل على السباحة وحب المياة وتقوية عضلاته، بل وكان مثل الأب. يقف بجانبه ابنه دائما ويستمع لمشاكله ويحلها أيضا.
ويتحدث مدرب مايكل عن بداية عمله معه قائلا: "عندما يقوم بالتدرب بشكل جيد ويقوم أيضا بفعل التدريبات بشكل ليس صحيحا، كان دائما يتطرق في حديثه معي عن والده وعلاقته به".
بداية التاريخ
ولكن وبمساهمة كبيرة جدا من بوب بومون تحولت حياة مايكل وأصبح يُركز فقط على السباحة ونجح في الوصول إلى أولمبياد سيدني 2000 وهو في سن الـ15 عاما فقط!.
ليصبح مايكل أصغر سباح في تاريخ أمريكا يشارك في الأولمبياد منذ 68 عاما. صحيح أنه لم ينجح في حصد أي ميدالية ولكن وقتها كان يكفي المشاركة فقط.
بعدها بسنة واحدة كتب فيلبس رقما قياسيا تاريخا جديدا وهو فقط في سن الـ15 عاما و9 أشهر. فاز في سباق 200 متر فراشة وكتب تتويجه الأول في مسيرته وأصبح أصغر رياضي يحمل هذا اللقب. وكل ذلك في بطولة العالم للسباحة في اليابان لنسخة 2001.
مرة أخرى وبعدها بسنة عاد فيلبس لحصد الألقاب في بطولة Pan Pacific للسباحة في اليابان 3 ذهبيات و2 ميدالية فضية.
الذهب تواصل في بطولة العالم 2003 في إسبانيا حصد فيلبس من جديد الذهب. هذه المرة 4 ذهبيات و2 فضية.
قبل أن يأتي وقت الإنجاز الأول الذي لن يمح من الذاكرة.
8 ميداليات هي حصيلة ما جمعه فيلبس في أولمبياد آثينا 2004. 6 ذهب و2 فضة. وواصل مايكل منافسة نفسه فحصد 8 ميداليات ذهب في أولمبياد بكين عام 2008 ليحطم رقم الأسطورة الأخر، الأمريكي مارك سبيتز الذي حصد 7 ميداليات ذهب في أولمبياد 1972.
إنجاز وقف أمامه الجميع ليمجد ويعظم من الأسطورة مايكل فيلبس.
مع إنهاء مشاركته في أولمبياد لندن 2012 وحصد 4 ذهبيات ومع أزمات عديدة ضربت علاقته مع زوجته الحالية نيكول جونسون ومع أيضا تسريب صور تدينه بتعاطي المخدرات، فضل مايكل فيلبس اعتزال السباحة والانعزال تماما عن العالم. إلا أنه تراجع عن الاعتزال بسبب زملائه في المنتخب وشارك في بطولة العالم عام 2014 قبل أن تأتي الضربة القوية التي توقعها مدربه.
الكحول!
مدربه قال عن الفترة التي ما بين 2012 و14 "فيلبس كان يمتلك المال وكان يمتلك بعض الأصدقاء فقط، وقتها انعزل تماما ولم يرغب في التعامل معي. شعرت أنه يمضي في اتجاه خاطئ وأن شيئا سيئا في انتظاره".
وبالفعل حصل ما تنبأه به مدربه وتم القبض على مايكل في أواخر عام 2014 بسبب القيادة تحت تأثير الكحول، إيقاف تحت تأثير الكحول لا يحدث لمايكل لأول مرة بل حدث من قبل في 2004 وتم تغريمه.
ولكنه هذه المرة كانت ضربة قوية على فيلبس ليتعرض للسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ، ووصف ما حدث قائلا: "ظننت أنها نهاية حياتي. كانت المرة الثانية وكم مرة سوف أخفق وأتسبب في خيبة آمال الجميع. لم أغادر غرفتي ولم أتمكن من النوم. قررت إنهاء كل شيء. لقد تدمرت حياتي".
العلاج
رين لويس لاعب كرة القدم الأمريكية وصديق مايكل فيلبس المقرب حاول بكل جهده إعادة مايكل للحياة ومع ضغط من صديقه وعدد من المقربين اقتنع مايكل فيلبس بتلقي العلاج في مركز إعادة تأهيل لعلاج شرب الكحوليات.
ويقول فيلبس عن تلك الفترة: "كنت أرتجف وأنا في طريقي لمنشأة العلاج. شعرت بالخوف لأول مرة في حياتي".
لم يكن مايكل يفعل أي شيء إلا تلقي العلاج وبعض التدريبات على عضلاته وقراءة كتاب (The Purpose Driven Life: What on Earth Am I Here for?) للكاتب ريك واررين وهو ما غير حياته بالفعل.
ويتحدث مايكل فيلبس قائلا: "الكتاب جعلني أؤمن بالقوى العظيمة التي في داخلي. يوجد أسباب لوجودي على هذا الكوكب".
وخرج فيلبس من المصحة متعافيا قويا منتظرا لأولمبياد ريو دي جانبيرو، البرازيل 2016.
2016 = فيلبس
دخل رافعا علم بلاده وأنهى أولمبياد البرازيل 2016 رأفعا رأسه في السماااااء. مايكل فيلبس أعظم رياضي أوليمبي في التاريخ.
5 ميداليات ذهبية. ميدالية فضية.
21 ميدالية ذهبية لمايكل فيلبس في الأولمبياد. الأكثر حصدا للميداليات في تاريخ الأولمبياد.
أكبر سباح يحقق ميدالية ذهبية في الأولمبياد.
فيلبس فعل كل شيء وجعلنا نختم منافسات أولمبياد البرازيل بابتسامة تحية للبطل التاريخي، مايكل فيلبس. شكرا لكل ما فعلته في 2016.
ما الذي ينتظره في 2017!
لا شيء ينتظر فيلبس. ففعل كل شيء.