كتب : هشام إسماعيل
نجح الأهلي أخيرا في وضع اسمه بين أبطال إفريقيا في كرة السلة بعد أن توج الفريق لأول مرة بالبطولة الأكبر للأندية في القارة السمراء لينهي عام 2016 في القمة.
الأهلي والذي حقق بطولة الدوري هذا العام ربما كان الأمر مفاجئا بعض الشيء وقتها لكن أثبتت كتيبة طارق خيري بأن الأمر لم يكن مجرد صدفة.
البداية
طارق خيري تولى تدريب الأهلي في بداية الموسم الماضي بعد أن خسر كل الألقاب في 2015، وعلى الرغم من الصعاب التي واجهها في بداية توليه تدريب الفريق بعدم تدعيم الفريق جيدا وكذلك مع الإصابات التي ضربت أعمدة الفريق لم يكن يستهدف أسطورة سلة الأهلي سوى المركز الأول.
ومع نهاية الدور الأول استطاع الأهلي أن ينهيه بدون خسارة على الرغم من الإصابات التي ضربت مودي الجارحي وإبراهيم الجمال وأبو خضرة والدياسطي وكريم الدهشان.
ويقول في حوار قديم مع FilGoal.com "دوري السلة يشهد منافسة بقوة بين 6 أندية ونحن نقاتل على الفوز بالدوري نظرا لأن المركز الثاني بلا قيمة في وجهة نظري".
اعتمد طارق خيري على تصعيد بعض العناصر الشابة مثل أحمد السلعاوي (21 عاما) وسيف سمير (23 عاما) واللذان شاركا في التتويج ببطولة إفريقيا مؤخرا.
ومع انتصاف الموسم كان الأهلي قريبا من الفوز بدوري المرتبط والذي ذهب للاتحاد السكندري المدجج بلاعبين أصحاب خبرات أكبر وكذلك خسر الأحمر بطولة الكأس في المباراة النهائية أمام سبورتنج والذي حقق الثلاثية في 2015.
في ظل الظروف التي كان يمر بها الأهلي لم يكن سيلقي أحد اللوم على الفريق لكن كما قال طارق خيري فإن المركز الثاني لم يرض طموحاته أبدا ومع بداية دوري السوبر فاز الأهلي بجميع مبارياته عدا اثنتين فقط قبل أن تبدأ الدورتين المجمعتين النهائيتين.
وفاز الأهلي بخمس مباريات من أصل 6 ليقتنص اللقب بسيناريو ماراثوني أمام الجزيرة في المباراة الأخيرة.
التدعيم القوي
في مايو وبعد الفوز بالدوري أعلن الأهلي عن تدعيم الفريق بثلاث صفقات قوية والحديث آنذاك بأنها ستضع الفريق في مكان آخر خاصة وأن سلة الشياطين الحمر لم تحقق الكثير من الألقاب بعكس الألعاب الجماعية الأخرى كالقدم واليد والطائرة.
الصفقات كانت من أجل البطولة الإفريقية بكل تأكيد والتي كان التركيز عليها منذ الفوز بالدوري مع التقدم بشرف تنظيمها.
نجح الأهلي في ضم ثنائي الاتحاد السكندري مهند الصباغ "الماجيك" كما يلقبه جمهور الأخضر وأحد أبرز لاعبي السلة في مصر وزميله مؤمن أبو العنين واللذان شاركا مع الفراعنة في كأس العالم 2014 بعد غياب 20 عاما.
ومهند هو ابن شقيق طارق الصباغ والذي قادت ثلاثياته فريق الاتحاد السكندري لأن يصبح أول من يتوج بالبطولة الإفريقية من مصر عام 1987 بالفوز على أول أغسطس بالإسكندرية.
الثنائي لم ينل حظه من بطولة إفريقيا عام 2012 مع الاتحاد السكندري بعد أن خسرا نصف النهائي أمام بترو أتليتكو والحصول على المركز الرابع بعد الهزيمة من الأهلي.
لكن في النهاية وبعد الرحيل عن الاتحاد السكندري انضم الصباغ وأبو العنين لكتيبة طارق خيري من أجل تكرار ما فعله الصباغ الكبير وعمرو أبو الخير ومدحت وردة لكن بالقميص الأحمر وهو ما تحقق لهما.
الصباغ شارك في المباريات السبع بالبطولة فيما شارك أبو العنين في خمس مباريات بالبطولة.
بالإضافة لهاتين الصفقتين عاد العملاق طارق الغنام لبيته من جديد بعد 3 مواسم في الجزيرة، وكان يظن البعض أن ابن الـ38 عاد من أجل الاعتزال في الأهلي فقط.
وفي مهمة قصيرة وناجحة ضم الأهلي الثنائي الأمريكي ماركيث كامينجز وواين أرنولد، الأول أسهم بـ88 نقطة في جميع المباريات السبع أما الثاني فكان النجم الأول للبطولة بعد أن توج بلقب أفضل لاعب محققا أفضل معدل نقاط بها.
وهو ما نفاه طارق خيري وقتها مؤكدا بأن عودة الغنام صفقة فنية أكثر من كونها اعتبارية لرد الجميل لقائد الأهلي والذي يرتدي القميص الأحمر منذ أن كان في السابعة من عمره.
أمر بالتأكيد أثبته الغنام بالأداء الممتاز في بطولة إفريقيا ليتم اختياره ضمن فريق البطولة بعد أن كان صاحب أفضل معدل وعدد متابعات.
طارق خيري على الرغم من فوزه ببطولتين في كأس الكؤوس وبطولتي دوري لكن البطولة الأكبر أدارت له ظهرها عام 2004 بالقاهرة بعد أن حصد المركز الثالث.
لذلك فإن المدير الفني كانت البطولة ضمن المساعي الأولى له ليحققها كمدرب بعد أن فاز ببطولة الدوري في موسمه الأول مع الأهلي وهو ما تحقق بالفعل بالفوز في 7 مباريات ودون خسارة ليحقق الشياطين الحمر بطولتهم الأولى باستحقاق تام.
مجرد بداية
طارق خيري كالعادة يقول في حوار مع الموقع الرسمي للأهلي بأنه لا يفكر في المركز الثاني وهو أمر ليس في القاموس.
ويقول خيري "الفوز ببطولة إفريقيا غيرت تاريخ سلة الأهلي، فهي باتت الآن تسير في طريق اللعبات الأخرى بالنادي بعد سنوات طويلة من التراجع".
وأضاف " دائمًا أتحدث مع اللاعبين عن اللعب من أجل الفوز، والفوز وحده فقط .. المركز الثاني ليس في قاموسنا، وأعتقد أن ذلك كان سبب الأداء القوي في الموسم الماضي والفريق الآن مؤهل للفوز بكل هذه البطولات".
وفي النهاية فإن الأهلي كما يدين للكثير من النجوم في صنع شعبيتهم فإنه يدين أيضا لطارق خيري الذي صنع مجدا لكرة السلة في النادي.