كتب : إسلام مجدي
لم يتخيل أحد في موسم 2012-2013 لدوري أبطال أوروبا أن تكون مهمة تخطي برشلونة لباريس سان جيرمان في ربع النهائي سهلة، وبكل تأكيد نتائج مباراتي الذهاب والإياب تشي بكل شيء.
امتلك برشلونة في ذلك الوقت أسماء مثل فيكتور فالديز وتشابي هيرنانديز وديفيد بيا وأليكسيس سانشيز وبالطبع ليونيل ميسي وسيرخيو بوسكيتس وخوردي ألبا وأندريس إنيستا.
على الجانب الأخر باريس سان جيرمان امتلك إيزيكيل لافيتزي وأليكس وزلاتان إبراهيموفيتش وكريستوف خاليت وديفيد بيكام وبالطبع بلايز ماتويدي وتياجو سيلفا وماكسويل.
سيناريو المباراة الأولى كان مجنونا للغاية بقيادة كارلو أنشيلوتي جهة باريس والجهة الأخرى كان الراحل تيتو فيلانوفا.
سجل ميسي أولا وحتى الدقيقة 79 لم يكن هناك أي أمل لأهداف أخرى المباراة كانت صعبة على الطرفين، سجل إبراهيموفيتش هدف التعادل قبل أن يضيف تشابي هدف التقدم لبرشلونة في الدقيقة 89.
بدا وكأن برشلونة قد أنجز نصف المهمة الفوز بهدفين خارج الأرض يمنحك فرصة كبيرة للغاية، لكن ماتويدي أبى إلا أن تخرج كتيبته مرفوعة الرأس من حديقة الأمراء وسجل التعادل في الدقيقة 94.
قال ماتويدي عقب المباراة: "أثبتنا أننا نمتلك روحا وفريقا حقيقيا وليس كما يشاع".
الكثير من الانتقادات لباريس سان جيرمان قبل المباراة أنهم مجموعة من المرتزقة مجرد فريق مجمع لا يمكنه مجاراة برشلونة، لكنه كان ندا قويا للغاية وأثبت أنه فعليا خصم صعب المنال وجعل الفريق الكتالوني يقلق للغاية من مباراة الإياب.
في ذلك الموسم كانت بداية تحول باريس أوروبيا ومعرفته بالبطولة وقوة المنافسة وحظه العاثر أوقعه أمام برشلونة. أيا كانت قوة الأسماء التي تمتلكها في فريقك فأنت بحاجة لأكثر من الأسماء؛ التناغم والقوة والشخصية والنفس الطويل وبعض الحظ ربما امتلك باريس نصف تلك الأشياء لكن النصف لا يكفي في مثل تلك المواجهات.
بعد 8 أيام وبالتحديد يوم 10 أبريل عام 2013 كان لقاء الإياب التوقعات كلها تحولت من أن برشلونة قد يقهر باريس لأنهم مرتزقة إلى مفاجأة البطولة والفريق الذي قد يقهر برشلونة.
ما ضاعف مشاكل الفريق الكتالوني هو بقاء ميسي على مقاعد البدلاء بسبب الإصابة وغاب ماسكيرانو كذلك لذا كل تلك المشاكل كانت من المفترض أن تسهل مهمة كتيبة حديقة الأمراء في كامب نو.
باريس احتاج لهدفين المهمة ليست مستحيلة لكنها صعبة الشوط الأول خرج سلبيا لكن في الشوط الثاني سجل باستوري الهدف الأول ليشعل المباراة في الدقيقة 50، لم تدم تلك الفرحة لسان جيرمان طويلا إذ أن بيدرو بعد 21 دقيقة سجل هدف التعادل.
انتهت المباراة مع توقعات بعودة قوية لباريس سان جيرمان في الموسم الذي يليه.
قال أنشيلوتي عقب المباراة "نشعر بالندم والفخر، لقد فعلنا كل شيء وكان بإمكاننا الفوز في تلك المباراة، فريقنا أظهر الجودة والشخصية والشجاعة ولعب بطريقة جيدة جدا ودافعنا كثيرا، وصنعنا وسجلنا من تلك الفرصة أنا محبط".
وأضاف "مشاركة ميسي في الدقيقة 62 منحت برشلونة الثقة أكثر، حتى وإن لم يكن جاهزا بنسبة 100%، إنه لاعب رائع وساعد على فتح المباراة أكثر وإرباك الحسابات".
باريس امتلك القوة والشجاعة لكنه لم يمتلك الشخصية الكاملة والأفضلية المتمثلة في غياب ليونيل ميسي لما يقرب من 60 دقيقة سوى بتسجيل هدف وحيد.
رحل كارلو أنشيلوتي وتولى لوران بلان مهمة تدريب باريس سان جيرمان، لتأتي سلسلة كبيرة من النتائج السلبية ضد برشلونة في 4 مباريات لم يفز سوى في مباراة واحدة بدور المجموعات
في المجموعة السادسة كان برشلونة برفقة باريس سان جيرمان في الجولة الثانية يتواجهان ونجح الفريق الفرنسي أخيرا في الفوز بنتيجة 3-2، ثم خسر في كامب نو بنتيجة 3-1.
تجدد لقاء الفريقين مرة أخرى في ربع نهائي البطولة هذه المرة امتلك برشلونة كتيبة مختلفة كليا ومدرب مختلف أيضا، لويس سواريز ونيمار دا سيلفا وليونيل ميسي، أضاف إلى ذلك لويس إنريكي المدرب الجديد.
على الجانب الأخر كتيبة باريس سان جيرمان تحت قيادة بلان امتلك دماء جديدة، يوهان كاباي وإدينسون كافاني وأدريان رابيو.
باريس سان جيرمان لم يمتلك بعد الشخصية الكافية للوقوف ضد برشلونة خسر بنتيجة 3-1 في الذهاب بفرنسا، وفي لقاء الإياب خسر بنتيجة 2-0، وتوج البلوجرانا بطلا بعد ذلك على حساب يوفنتوس.
في المرحلة المهمة لباريس سان جيرمان لم يمتلك العقلية والشخصية المناسبة للتعامل مع ظروف المباراة المختلفة كليا عن دور المجموعات.
هذه المرة لم يتغير سوى مدرب باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا 2016-2017 أوناي إيمري هو من يتولى المهمة وسجله ضد برشلونة سيء للغاية ففي 23 مباراة ضد الفريق الكتالوني لم يفز سوى مباراة وحيدة وتعادل 6 مرات وخسر 16.
قال لويس إنريكي بعد لقاء الذهاب في ربع نهائي بطولة 2014-2015 :"هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تصف طريقة لعبنا، كنا نركز للغاية واستحوذنا على الكرة ودافعنا جيدا وصنعنا فرصا كثيرا".
وأضاف "كنا ثابتين في كل جزء من المباراة لم نرتبك، أردنا أن نستحوذ وفعلنا، باريس يمتلك العديد من اللاعبين المتميزين للغاية وسيعودون في لقاء الإياب، ستكون مباراة صعبة بالتأكيد، لكننا لن نرتكب أي خطأ بالتفكير في أن الأمر قد انتهى".
تلك العقلية هي التي افتقر إليها سان جيرمان، لوران بلان صرح عقب المباراة قائلا "برشلونة أظهر أسلوبه ذاته منذ 100 عام، استحوذ على الكرة ونفذ خطته".
وأضاف "في لقاء الإياب باريس سيكون فريقا مختلفا وسنستعيد إبراهيموفيتش وفيراتي، الشيء الأساسي أن علينا أن نظهر أننا أفضل من ذلك".
في تلك المباراة اندفع باريس سان جيرمان وكشف خطوطه وكان مرتبكا للغاية خسر بنتيجة 2-0 من برشلونة في كامب نو ليكون المجموع 5-1.
لوران بلان صرح عقب مباراة 2-0 "أملنا أن نلعب أفضل من برشلونة لكنهم لم يسمحوا لنا بذلك، نفس ما حدث في مباراة الذهاب، برشلونة استحق التأهل ولم نفعل ما يكفي لنستحق التأهل".
وأضاف "إن كنت تتابع برشلونة ستعرف كم كانوا صبورين للفوز بدوري أبطال أوروبا، الأمر تطلب وقتا طويلا، لقد فازوا باللقب في 1992، حينما كان النادي قد وصل للمئوية، لا أقول أن بي إس جي يحتاج لينتظر تلك المدة لكن علينا أن نكون صبورين فيما نفعله".
تلك هي مشكلة سان جيرمان التسرع سواء في المباريات أو الأهداف المستقبلية، ريال مدريد حقق دوري الأبطال في 2013-2014 و 2015-2016 نظرا لأنه يمتلك الشخصية والقوة والخبرة اللازمة من المتطلبات.
فهل تعلم باريس سان جيرمان الدرس جيدا أم أنه سيخفق مرة أخرى أمام برشلونة؟