في مقر الاتحاد المصري لكرة القدم، يجتمع الحكام بعد كل جولتين من الدوري لمناقشة كافة الحالات الجدلية التي شهدتها المباريات.

لكن الوصول إلى غرفة الحكام تلك ليس سهلا أو سريعا، لتصبح حكما في الدوري الممتاز يجب أن تمر برحلة طويلة حتى البدء فيها يحتاج إلى شروط.

يحكي رجال التحكيم لـFilGoal.com قصة عاشها كل حكم في الدوري الممتاز ..

البداية

أن تصبح حكما .. هذا الحلم مشروط ولا تكفي الرغبة أو حتى الإطلاع على قواعد التحكيم فقط. 3 شروط في البداية هي التي ستحكم هل يحق لك هذا الحلم أم لا.

يقول رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام: "لدينا أكثر من شرط لقبول الحكام الجدد حتى نضمن أن يكونوا لائقين بدينا وعلميا، أولهم أن يكون سبق للمتقدم ممارسة كرة القدم. يجب أن يكون سبق له اللعب سنتين على الأقل حتى لو في قطاع الناشئين واسمه في سجلات اتحاد الكرة".

وأضاف "ثانيا، يجب أن يكون سن المتقدم من 17 إلى 23 سنة ويفضل أن يكون ممشوق القوام".

البلتاجي تابع "أخيرا، يجب أن يكون حاصلا على شهادة الثانوية العامة على الأقل ويفضل أن يكون حاصلا على مؤهل عال".

النقطة الأخيرة تحديدا لها أسبابها التي ستحدد مستقبل هذا المتقدم لو تم قبوله كحكم.

يشرح جمال الغندور رئيس لجنة الحكام السابق والمحلل الحالي في قناة "dmc sports" "يجب أن يجيد الحكم اللغة الإنجليزية، فهذا سيحدد مستقبله إذا أراد أن يكون حكما دوليا".

ينضم لنا أحمد الشناوي رئيس لجنة الحكام السابق والمحلل الحالي في قناة "ON Sport" "هذه الشروط سهلة جدا وليست مجحفة، وفي خلال 6 سنوات لو كان المتقدم موهوبا سيصبح حكما في الدرجة الأولى".

6 سنوات! ماذا يحدث خلالها؟

الحصول على الصفارة

حسنا، توافرت شروط الحلم. ما هي الخطوة التي تمنح هذا الموهوب صفارة الحكم؟

يجيب البلتاجي "على المتقدم أن يجتاز اختبارا في شهر فبراير، نعده له جيدا عن طريق محاضرات يحضرها في منطقة كرة القدم التابع لها".

وأوضح "يحصل المتقدم على شرح لقواعد التحكيم، وبعدها يدخل الاختبار ولو اجتازه يتحول إلى حكم تحت الاختبار".

ويشرح لنا رئيس لجنة الحكام معنى حكم تحت الاختبار "نسند له مباريات سهلة للناشئين والبراعم لمدة سنة، وبعدها يقضي عامين في التحكيم في الدرجة الثالثة".

هنا أشار لنا البلتاجي أن حكم البراعم كان يحصل على 100 جنيه في المباراة ولكنه تدخل وحصل على موافقة وزير الشباب والرياضة ليرفعهم إلى 200 جنيه.

وأكمل الرجل الذي كان يحصل على 3 جنيهات - في أيامه - كحكم براعم "يخضع لاختبار آخر بعد انقضاء العامين ولو اجتازه، يقضي عامين في الدرجة الثانية. ثم اختبار جديد ولو اجتازه يصل إلى الدوري الممتاز".

الآن، عرفنا ماذا كان يقصد الشناوي بالـ6 سنوات.

حكم ممتاز

الوصول للدوري الممتاز قد يكون كافيا لبعض الحكام، لكن الحقيقة أن الرحلة لم تنته.

فالأسلوب المتبع منذ فترة طويلة وحتى الآن هو الاجتماع بالحكام عقب كل جولتين من الدوري من أجل مناقشتهم في قراراتهم خلال المباريات، وكفاءة الحكم في اتخاذ القرارات تمنحه فرصة الحصول على الشارة الدولية.

شرف الترشيح للحصول على الشارة الدولية لا يحصل عليه أي حكم، الأمر يشبه بتقدير الشهادة الجامعية. التقييم يكون بشكل تراكمي.

يحكي لنا الحكم الدولي أحمد ساهر "ترشح لجنة الحكام مجموعة من الحكام المميزين للاختبار من الكاف وفيفا سنويا، وعلى أساسها تحدد القائمة الدولية".

وتابع "قائمة الحكام المصريين الدوليين لا تزيد عن 14 حكما بواقع 7 حكام ساحة و7 آخرين مساعدين".

ويكشف ساهر "هذه القائمة قد تتغير سنويا، ولكن لا يمكن أن يصبح الحكم دوليا لأول مرة بعدما يتجاوز الـ38 عاما".

ولهذا قال أحمد الشناوي "كلما حصل الحكم على فرصته وهو في سن صغير، كلما زادت فرصه في اكتساب خبرات تؤهله ليكون حكما دوليا".

ثم تابع "الكفاءة والنجاح في إدارة المباريات أهم معيار لتصبح حكما دوليا".

يضيف لنا رضا البلتاجي "كلما تزداد كفاءة الحكم يحصل على مباريات أصعب وبالتالي تزداد فرصته في الترشح للانضمام إلى القائمة الدولية".

واختتم حديثه معنا "لذلك كل ما يهمني في الحكم أن يكون لديه طموح الانضمام للقائمة الدولية، وأن يكون ( شبعان مش عايز يسترزق )".

شطب؟

في المقابل، هل يمكن أن يتعرض حكام للشطب من سجلات اتحاد الكرة؟

يجيب الغندور "الشطب لا يتم إلا في حالات الإدانة في قضايا مخلة بالشرف مثل الرشوة".

ويكمل الحكم الدولي أحمد ساهر "هذا لا يحدث إلا في حالات خاصة لم تُثبت من قبل في الدوري المصري مثل الرشوة أو التواطؤ لمصلحة فريق معين".

وأتم "الإيقاف لمدة شهر أو شهرين قد تكون أقصى عقوبة في حال قدم الحكم مستوى سيئا أو تحدث لوسائل الإعلام عن فنيات".

شارك في التقرير: أحمد العريان - بسام أبو بكر