في الموسم الماضي واجه فريق سموحة تحت قيادة حلمي طولان فريق الأهلي تحت قيادة الهولندي مارتن يول، وتفوق الفريق السكندري بشكل كبير خاصة في الشوط الاول على الجانبين الدفاعي والهجومي بطريقة لعب 4-3-2-1 (شجرة الكريسماس).
وكان ثنائي وسط الأهلي حينذاك هما حسام عاشور وحسام غالي وعان الفريق في مرحلة بناء اللعب بسبب طريقة لعب طولان، إذًا الأزمة لا تكمن في عدم قدرة لاعبي الارتكاز في الأهلي على التمرير الجيد القاتل لخطوط الخصم.
نعم طولان وقتها قرر الدفاع بالثنائي محمود سيد وإسلام محارب خلف المهاجم حسام باولو وكان دور الثنائي هو رقابة غالي وعاشور أثناء امتلاك الأهلي للكرة، بالفعل قام برقابة الثنائي وحرمهما من الكرة، وراقب السعيد بأحمد نبيل مانجا وشل حركة الوسط في الأهلي.
الطبيعي في مواجهة الأهلي أن يقوم الخصم بالضغط على عاشور وفتحي بثنائي وسط أيضًا، والضغط على هاني ومعلول بجناحين، ولكن مع طولان الأمر اختلف، فكان أحمد رؤوف يراقب حسام عاشور، وبانو دياوارا يراقب أحمد فتحي وأحمد نبيل مانجا يراقب السعيد، وثنائي الوسط حمص يميل لليسار والمنوفي يميل لليمين لغلق الجبهات أمام هاني ومعلول.
هُنا يصبح حل التمرير القصير للظهير على الخط في ظل تأخر لاعب وسط سموحة في الضغط فيظهر دائمًا هاني ومعلول بلا رقابة.
وبالفعل كان محمد هاني أكثر لاعبي الأهلي تمريرًا للكرة في المباراة وهو ما يعد غريبا على الفريق، فدائمًا ما يكون أحد ثلاثي الوسط في عمق الملعب هو الأكثر تمريرًا سواء عاشور او فتحي او السعيد او غالي والسولية من قبل.
وهو ما يؤكد نجاح فكرة طولان في الضغط على لاعبي وسط الأهلي.
وهذه مناطق استلام هاني للكرة لاحظ المربعين عند منتصف الملعب هما الأكثر في ظل عملية البناء.
لم يتوقف نجاح طولان وسيطرته على الجانب الدفاعي فحسب بل أيضًا نجحت طريقته على الجانب الهجومي وخاصة في الطرف الأيمن وكاد يحرز هدفين من عرضيات من تلك الجبهة لولا القائم وتهور دياوارا.
لاحظ عند استخلاص الكرة يتحول رؤوف وكأنه جناح أيمن خلف معلول ودياوارا خلف هاني على اليسار.
اللوم ليس على معلول فقط بل عليك أن تلاحظ الأمر جيدًا، عمرو المنوفي لاعب الوسط أثناء عملية بناء اللعب يتمركز في الجبهة اليمنى، وينطلق رجب بكار الظهير ليصبح جناح، وينضم أحمد رؤوف نسبيًا للعمق فينضم خلفه معلول ويصبح بكار حرًا في ظل قيام أجايي بالضغط على المنوفي لاعب الوسط.
لاحظ جيدًا دائمًا ستجد رجب بكار حر.
ليقوم حجازي وعاشور بالترحيل لتلك الجبهة لغلقها ومعاونة معلول فتظهر المساحات خلف حجازي مما يسهل عملية الوصول لمرمى شريف إكرامي.
كما ظهر في إحدى الحالات تمركز رؤوف في العمق خلف عاشور وفتحي ومن ثم استلم الكرة وكان أمامه خيارين للتمرير البيني وضرب دفاع الاهلي ولكنه مررها غير متقنة.
على الجانب الآخر كان رد البدري في بداية الشوط الثاني بأول تغييراته بخروج أجايي ودخول مؤمن زكريا وقرر السعيد الميل على الجبهة اليسرى للأهلي اليمنى لسموحة، واستغل الثلاثي السعيد ومؤمن ومعلول الضعف الدفاعي لرجب بكار وانطلاقه دائمًا للهجوم لاختراق تلك المساحات خلفه، مع هبوط المعدل البدني للاعبي وسط سموحة مما أعطى الأهلي أريحية في بناء الهجمة والتدرج بالكرة.
لاحظ اختراق الجبهة اليمنى لسموحة في 4 مناسبات كلها فرص محققة للتهديف لولا غياب اللمسة الأخيرة.
ملاحظة أخيرة على الجانب الدفاعي قدم حسام عاشور وأحمد فتحي مباراة قوية للغاية، خاصة اللأول الذي يُعد بعيدًا عن مستواه منذ فترة طويلة، ولأول مرة هذا الموسم يقوم عاشور بأدواره الدفاعية بشكل مثالي فكان أكثر لاعبي الفريق استخلاصًا للكرة في 18 مناسبة.
ولكن الأفضل أن 11 منها في منتصف ملعب سموحة أي جعل الفريق دائمًا في حالة هجوم فعند فقد لاعبي الأهلي الكرة يعود عاشور بها مجددًا لتستمر الهجمة.
مباراة كبيرة تفوق فيها حلمي طولان في الشوط الاول ولم يفطن لانخفاض المعدلات البدنية لدى لاعبي الوسط فأجرى تعديلاته في الثلث الهجومي طمعًا في خطف النقاط الثلاث، مع عودة البدري للمباراة في الشوط الثاني بتغيير مؤمن زكريا الذي أوقف الجبهة اليمنى التي تعد نقطة القوة هجوميًا بل واخترقها دفاعيًا.