قدم حسام البدري واحدة من أفضل مبارياته مع الأهلي منذ توليه المسئولية - إن لم تكن المباراة الأفضل على الإطلاق - أمام مصر المقاصة.
تفوق البدري لم يأت أمام منافس ضعيف، لكنه جاء في مواجهة صعبة للغاية أمام مدرب يعرف ما لديه من أوراق جيدا ويجيد توظيفها ببراعة، وهو الأمر الذي يزيد الأمور صعوبة على الفريقين، وينتج في النهاية مباراة من التكتيك أشبه بمواجهة بين ملاكمين، كلاهما يريد إسقاط الآخر بالضربة القاضية.
بدأ حسام البدري اللقاء بطريقة لعب 4-2-3-1، تحول في كثير من الأحيان لـ4-2-2-2 هجوما، و5-3-2أو 6-3-1دفاعا، لمـــــــاذا؟
بداية ماذا يريد البدري من اللقاء؟ يريد دائما زيادة عددية في الناحية الدفاعية كي يأمن خطورة المقاصة..هل تتذكر أهلي جاريدو؟ في نفس الوقت يريد تواجد هجومي مكثف، وفاعلية على المرمى.. هل تتذكر الأهلي مع مارتن يول؟
نعم الأهلي مع الثنائي جاريدو ويول، عانى الأمرين دفاعا وهجوما، الأول ضعيف وتهتز شباكه من أقل الهجمات، بينما الثاني عاجز هجوميا.
لعب البدري برباعي في الخط الخلفي، هاني وحجازي، وسعد ومعلول، وفي وسط الملعب فتحي وعاشور، وفي الأمام مروان محسن وخلفه ثلاثي وليد والسعيد وأجاي.
دفاعيا
تنوع ضغط الأهلي على لاعبي المقاصة بين العالي أو المتقدم، وبين المتأخر في وسط ملعبه انتظارا للاعبي الفريق الفيومي، لكن في الحالتين كانت الخطورة على مرمى إكرامي قليلة جدا.
تعلم البدري جيدا من درس بتروجيت ولم يشرك نيدفيد كلاعب وسط ثالث، لأنه فقده يومها هجوما ودفاعا، لكنه استحدث نفس الواجبات لوليد سليمان يمينا لمعاونة هاني، ولأجاي يسارا لمساعدة معلول، والثنائي يتميز بالسرعة في نقل الهجمة للأمام حين يستحوز الفريق على الكرة، خاصة وأن خطورة المقاصة في أطرافه.
شاهد وليد سليمان أمام هاني
شاهد أجاي أمام معلول
وفي العمق وضع البدري فتحي وعاشور، أمامهما السعيد ومروان محسن، وبين الرباعي حدث تفاهم كبير، فأقرب لاعب للكرة يقوم بالضغط بينما يعود الآخر للتمركز كبديل له، حتى لو بدا عاشور كرأس حربة، أو (مروان –عبدالله) لاعب وسط مدافع.
شاهد فتحي وعاشور في وسط الملعب
شاهد عاشور في الأمام والسعيد وسط مدافع.
في كثير من الأحيان كان الثنائي وليد وأجاي يعودان كظهيرين على أن يقترب الثنائي هاني ومعلول لقلبي الدفاع سعد وحجازي لغلق كل المساحات أمام لاعبي المقاصة، حينها يصبح دفاع الأهلي مكون من 5 لاعبين وأحيانا 6، ليتحول الثنائي وليد وأجاي من اللعب أمام هاني ومعلول، إلى اللعب بجوارهما على خط واحد، الأمر الذي يعطي زيادة عددية للاعبي الدفاع دائما.
الأخطاء لا تختفي
بالرغم من تماسك الأهلي بشكل كبير، إلا أن دفاعه وقع في بعض الأخطاء، كعدم الضغط على حامل الكرة، والتمركز الخاطئ، لكن الأمر لم يتكرر كثيرا
لاحظ هاني يتقدم دون داعي، رغم وجود ثنائي أهلاوي للضغط على حامل الكرة، بدلا من العودة مع لاعب المقاصة الذي تسلم الكرة في مكان خطير.
هجوميا
كان دفاع المقاصة أغلب أوقات اللقاء يعتمد على الضغط العالي لحرمان الأهلي من التحضير وبناء الهجمة من الخلف، والحقيقة فقد نجح إيهاب جلال في هذا الأمر، فحجازي وحيدا لا يكفي للخروج بالكرة من الخلف في ظل الضغط الشديد عليه، وافتقاد عاشور وفتحي لملكة التمرير الأمامي المحكم.. وتواجد السعيد أغلب الوقت في الأمام.
شاهد هذه الكرة، عاشور بدلا من ضرب المقاصة بمرتدة سريعة للأمام أعاد الكرة للخلف، وقتل هجمة واعدة .. هنا يظهر غياب لاعب الوسط صاحب الرؤية.
ماذا فعل البدري؟
مجبرا، اعتمد البدري على الكرات الطولية المرسلة من إكرامي للأمام مباشرة في ضربات المرمى، لكنه حرص على تواجد 3 لاعبين على الأقل في استقبال الكرة، خلفهم مباشرة ثنائي وسط الملعب ليضمن بشكل كبير استحوازه على الكرة، ومن ثم يكون نقل الكرة في أماكن بعيدة الخطورة عن مرمى الأهلي، ويبدأ في هجمة جديدة على المنافس.
شاهد لاعبي الأهلي أثناء ركل إكرامي لضربة المرمى، تواجد هجومي وتحفز من لاعبي الوسط لاقتناص الكرة.
الثنائيات
من الحلول الهجومية التي اعتمد عليها البدري ثنائيات الأطراف، معلول وأجاي، وهاني مع وليد، مستغلا انطلاقات وليد، وتحول أجاي لرأس حربة في كثير من الأحيان، فقد تحولت نقطة قوة المقاصة لأبرز مواطن الضعف واخترقها الأهلي في أكثر من لعبة، خاصة الجبهة اليسرى.
شاهد وليد وهاني ناحية اليمين، والجهة المقابلة ثنائي هجومي.
"شغل مدرب"
كذلك الجملة الفنية الأشهر للبدري منذ توليه المسئولية والتي سجل منها الأهلي أغلب أهدافه هذا الموسم، وجاء منها كرة ركلة الجزاء، وأكثر من فرصة خطيرة أمام المقاصة(الجملة الأهم من البدري للاعبين في المران) والتي تعتمد على التمرير المتقن، والتحرك السريع بين أكثر من لاعب.
عمق هجومي
- لاحظ دائما توفر أكثر من عنصر هجومي، يعطي عمق كبير للأحمر في الأمام ويجبر خط دفاع المنافس بالكامل على الوقوف وعدم التقدم، الأمر الذي خلق أكثر من فرصة محققة لكنها لم تترجم بشكل صحيح.