كانت أشبه بمباريات الملاكمة، كل يضرب الآخر بالتناوب، في النهاية انتهت المباراة بثلاثية مقابل هدف لصالح تشيلسي تحت قيادة أنطونيو كونتي على حساب مانشستر سيتي ومدربه جوسيب جوارديولا.
بدأ الفريقان اللقاء بطريقة لعب متشابهة إلى حد كبير، كونتي لم يغير من الـ3-4-3 الخاصة به عند امتلاك الكرة و5-4-1 عند فقدانها، بينما جوارديولا اعتمد على 3-2-4-1 عند امتلاك الكرة و5-4-1عند فقدانها.
رهان خاسر لكونتي
راهن كونتي منذ البداية على إغلاق العمق الدفاعي وعمل الفريق ككتلة واحدة، لكنه دفع الثمن بترك المساحات على الأطراف لجوارديولا يفعل بها ما يشاء، حتى جاء منها الهدف الوحيد للسيتي.
في هذه الهجمة نلاحظ محاولة سيتي الاختراق من العمق على طريقة برشلونة (ميسي وألبا وسواريز)، ينضم ديفيد سيلفا للداخل ويرسل كرة بينية لليروي ساني الذي يمهدها لسيرجيو أجويرو الذي يسددها الأخير في قدم المدافع مهدرا الفرصة.
كذلك في لقطة هدف سيتي، يمكنك أن ترى تمركز لاعبي تشيلسي في خطوط متقاربة لكن بترك الأطراف تماما للمنافس، الامر كان ملحوظا بشدة طيلة الشوط الأول وبالتحديد الجبهة اليسرى لتشيلسي التي استغلها خيسوس نافاس وكيفن دي بروين.
بداية الهدف كانت خطأ لصالح مانشستر سيتيارتد لاعبو تشيلسي بعد تنفيذه للخلف مع تقدم جون ستونز للأمام.
رهان خاسر لجوارديولا
راهن جوارديولا من البداية على عدم القيام بالضغط العالي معتمدا على الكثافة العددية لإفساد التمريرات الطولية المتوقعة إرسالها من لاعبي تشيلسي على طريقة كونتي المعتادة.
لاحظ كيف يتسلم سيسك فابريجاس الكرة ويمرر الطولية تلو الأخرى دون أي مضايقات.
وهنا انفراد إدين أزار بالمرمى بعد تمريرة من فابريجاس دون ضغط على الإطلاق، فكيف تقدم دفاعك لخط المنتصف ولا تضغط على لاعب وسط الخصم المميز بمثل تلك التمريرات؟
بالرغم من تواجد رباعي رباعي دفاعي أمام ثلاثي هجومي إلا أن أزار انفرد بكلاوديو برافو، إذا الأمر لا يعتمد على الكثافة بل منع التمريرة من الأساس.
ثم جاء العقاب بالتمريرة الثالثة من سيسك، يتسلم دييجو كوستا الكرة ويتخلص من نيكولاس أوتاميندي ويعادل النتيجة.
ولكن لاحظ دور أزار في الهدف، تحرك للخلف قليلا فتقدم معه ستونز وترك أوتاميندي وحيدا مع كوستا.
وعلى العكس تمامًا لاحظ ضغط كانتي على فرناندينيو لمنع بناء الهجمة من مناطق لعب سيتي.
درس كونتي في كيفية الضغط بـ3-4-3
من المعتاد عند قيامك بتنفيذ الضغط العالي أن تستغل 6 لاعبين إن كنت تلعب برباعي دفاعي فتبقي على هذا الرباعي في منتصف ملعبك وتضغط بلاعبي الوسط والهجوم، وإن كنت تلعب بثلاثي في الخلف فتحتفظ بهذا الثلاثي وتضغط بسبعة لاعبين من الأمام، ولكن كيف تترك ثلاثة لاعبين في الخلف مع مهاجم وحيد؟ ستبقى الزيادة العددية للخصم وينجح في الخروج بالكرة لأنه لديه تسعة لاعبين وحارس مرمى في مواجهة سبعة من لاعبيك.
الجنون هو ما فعله كونتي: الضغط بتسعة لاعبين في منتصف ملعب سيتي، نعم تسعة لاعبين بالاعتماد على رقابة رجل لرجل في كل مكان في الملعب، حتى الحارس برافو مضغوط عليه من قبل كوستا.
هذه الصورة البعيدة توضح الأمر:
وهذه هي نفس الحالة ولكن عن قرب.
وفي الحالة الوحيدة التي طبق فيها لاعبو السيتي الضغط العالي نجحوا في استخلاص الكرة من أمام فابريجاس.
رهان آخر من كونتي
رهان كان نقطة ضعف ثم تحول لنقطة قوة، كاد يتسبب في الهزيمة، ثم أصبح سبب الفوز.
الكل لاحظ اختراق الجبهة اليسرى، هل كونتي لم يلاحظ ذلك؟ بالتأكيد لا ولكنه اعتمد لابة دفاعه في العمق لإبعاد أي خطر حتى القادم من الأطراف (هذا الأمر فشل في حالات عديدة وتوالت الفرص المهدرة من دي بروين وأجويرو)
دافع كونتي بسبعة لاعبين: ثلاثي الدفاع ورباعي الوسط، فيما أعطى التعليمات للثنائي ويليان وبيدرو رودريجيز وأزار بالتواجد أمام منطقة الجزاء لغلق زوايا التمرير ولكن ليس عندما تصل الكرة لطرف الملعب حيث لم يكلف أيهم بالتواجد إلى جوار الجناح المدافع للبقاء بالقرب من كوستا واختصار الجهد البدني عن الانطلاق لتشكيل المرتدات.
لاحظ في كل الحالات ستجد 7 لاعبين في الخلف ثم يتقدمهم هذا الثنائي.
هذه بداية الهدف الثاني، تمريرة خلف ويليان الذي توقف وينادي لزملائه بمواجهة جوندوجان.
يخترق الأخير منطقة جزاء تشيلسي وترتد الكرة خارجها لأزار المتمركز في الخارج مع ويليان بحسب تعليمات كونتي.
أزار يمرر لكوستا المحاصر بثلاثي دفاع سيتي، ولكن بينما ينظر الجميع إلى الكرة لا أحد يرى ويليان القادم من الخلف في المنطقة العمياء. يستقبل ويليان تمريرة كوستا ويسجل الهدف بكل سلاسة.
كانت هناك أخطاء كثيرة من جانب الفريق اللندني لكن لم ينتهز لاعبو سيتي الفرص التي جاءت لهم في مقابل حسم من لاعبي تشيلسي في التعامل مع الفرص التي سنحت لهم.
وانفراد دي بروين الذي تصدى له تيبو كورتوا جاء بعد ثلاث تمريرات من مرتدة قادها ساني، كذلك تسديدة دي بروين في العارضة أيضا من مرتدة من خمس تمريرات.
إذا كلا الفريقين طبق المرتدات أيضًا ولكن من استغل الفرصة كانوا رجال أنطونيو كونتي.