"لا أعلم إذا كانت النتيجة عادلة أم لا" هكذا تحدث مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان بعد تعادل فريقه مع برشلونة في الجولة 13 للدوري الإسباني، ليحافظ صدارة الليجا بفارق 6 نقاط عن الخصم الكتالوني.
هدف التعادل جاء في الدقيقة 91 من كرة ثابتة حولها سيرخيو راموس في شباك تير شتيجن، ليؤكد أن حديث زيدان السابق عن أهمية الركلات الثابتة للفريق لا يعد حديثا فحسب، خصوصا بعد تسجيل ريال مدريد لـ7 أهداف من أصل 25 هدفا عن طريق هذه الخاصية، التي استغلها ريال مدريد كما أوضح مدرب برشلونة لويس إنريكي بعد المباراة.
كلاسيكو الأرض شهد اختفاء الثنائي ليو ميسي وكريستيانو رونالدو ولم يستغل ريال مدريد الهجمات المرتدة بشكل سليم كما ظهر برشلونة ببطئ شديد أغلب فترات المباراة.
هكذا بدت ملامح المباراة، وإلى الوصف التفصيلي..
لماذا اختفى رونالدو؟
اعتمد زيدان على طريقة لعبه المفضلة 4-3-3، بوجود الثلاثي الهجومي لوكاس فاسكيز يمينا وكريم بنزيمة مهاجما وكريستيانو رونالدو يسارا.
تحفظ زيدان في الشوط الأول بالتحديد وعودة الفريق للعب خلف الكرة؛ قيد رونالدو كثيرا على الشق الهجومي، كذلك ابتعاده عن مرمى برشلونة بتواجد على الجناح الأيسر جعل مهمته في الوصول لمرمى تير شتيجن ليس بالسهل.
اقتراب رونالدو من مرمى برشلونة، كان يحدث دون وجود زيادة عددية من لاعبي ريال مدريد في مناطق الفريق الكتالوني، لأن دخول رونالدو للعمق = خروج بنزيما للطرف حتى يحافظ الفريق على صلابته الدفاعية منعا لمرتدات برشلونة.
أزمة الهجوم المرتد
مما لاشك فيه أن غياب جاريث بيل عن صفوف ريال مدريد بسبب الإصابة أثر على الفريق في تنفيذ الهجمات المرتدة، حيث أفتقد فريق زيدان سرعة الجناح الويلزي في نقل الكرة من الخلف للأمام.
صحيح أن إيسكو قام بعمل كبير في عملية التمرير واستخدم مهارته للتغلب على قلة سرعته، لكن الأمر لم يكن جيدا.
أيضا عانى ريال مدريد في تنفيذ الهجوم المرتد من الناحية اليسرى، فنجد مارسيلو ينتظر عمل (Overlap) مع بنزيمة أو رونالدو أو إيسكو لكن الربط لا يحدث، مما جعل أغلب مرتدات ريال مدريد تنتهي بسلام على مرمى برشلونة.
إنريكي لم يستغل ميسي
هل تعلم كم فرصة خلقها برشلونة للتسجيل في الشوط الأول؟ 2 فقط.
قلة وصول برشلونة لمرمى ريال مدريد انعكست على سواريز بالتحديد، المهاجم الأورجوياني مرر مرتين فقط بشكل صحيح في الشوط الأول من أصل 9 تمريرات بنسبة دقة بلغت 22%.
قلة خلق الفرص كانت بسبب بطئ الفريق في بناء اللعب.
ميسي لم يتبادل مركزه مع راكيتيتش؛ لأن الكرواتي يعاني بدنيا ولم يتسمر في الملعب لأكثر من 60 دقيقة، مما منع ميسي من التحكم في رتم لعب برشلونة وظل متمركزا في المساحة خلف كوفاسيتش ومودريتش دون الحصول على الكرة، وفي حال عودته للخلف، لم يكن لديه الحلول للتمرير بسبب مراقبة ريال مدريد الجيدة للاعبي برشلونة.
عدم تنفيذ تلك الحيلة التي لطالما نفذها الثنائي الأرجنتيني الكرواتي يُسأل عنها إنريكي.
تغيير الحال بنزول إنييستا الذي أضاف عنصر السرعة في تحضير اللعب وخلق فرصتين، لكن لم يتم استغلالهم.
في "شوط المدربين" اختفى المدربون
اكتفى إنريكي وزيدان بمراقبة أحداث المباراة في الشوط الثاني دون أي تدخل قوي يحسم نقاط المباراة.
برشلونة لم يستغل تقدمه بهدف سواريز وظل يمرر الكرة بشكل استعراضي وكأن الفريق متقدم بخمسة أهداف.
فيما بدا ريال مدريد بدون أي ملامح تذكر طوال فترات الشوط الثاني، ومازاد من سوء الآداء هو خروج إيسكو ليفقد الفريق ممرر جرئ.