متى بدأ الصدام السياسي بين برشلونة وريال مدريد في الملعب
السبت، 03 ديسمبر 2016 - 14:17
كتب : إسلام مجدي
متى بدأ الصدام الفعلي بين ريال مدريد وبرشلونة؟ لا أحد يدري حقا لا يوجد إطار زمني محدد، قصة انتحار خوان جامبر مؤسس النادي الكتالوني بسبب اضطهاد الديكتاتور لم يكن لها علاقة بالنادي الملكي لا من قريب أو بعيد فمتى بدأ كل شيء؟
برشلونة واحد من أكثر الأندية الأوروبية نجاحا يقع في منطقة كتالونيا جزء من شعار النادي يخصها، الفريق ولائه لها، تلك المنطقة تقنيا تقع تحت إدارة إسبانية لكنها تتحدث لغتها الخاصة ولها علم خاص وتاريخ خاص من الكفاح ضد القوى العظمة المتمركز في مدينة مدريد.
بالطبع أي مباراة ضد ريال مدريد فالصراع السياسي ينتقل بالتبعية إلى أرض الملعب، ولنرى تصورا واضحا وقريبا من ذلك في فيلم Mean Machine حينما سمح للمساجين بلعب كرة القدم مع السجانين، الأمر ليس كذلك بين برشلونة وريال مدريد إنها قصة استقلال مطلوب وديكتاتورية هيمنت لأعوام.
المدينتان على بعد ما يقرب من 400 ميل كلاهما يطارد الألقاب ويمتلك الأموال وأفضل اللاعبين، لكن ينفصلان حينما يؤول الأمر للتاريخ والسياسة.
في مثل تلك المباريات نظيرة المؤامرة هي ما يحسم الجدل طالما أن ريال مدريد نادي العاصمة والملكية وبرشلونة الطرف المستضعف فالموضوع شبه محسوم خاصة مع قصة انضمام ألفريدو دي ستيفانو إلى ريال مدريد لكن القصة ليست كذلك دوما.
التفاصيل وتفسيرها يقع على عاتق مفهومك أنت دائمنا في مثل تلك الأحوال، مركز نظيرة المؤامرة هو الجنرال فرانكو الديكتاتور اليميني المتطرف الذي حكم إسبانيا بالنار في الفترة من 1936 وحتى 1975، وبطريقة ما استخدم تأثيره لقهر برشلونة والتأثير على لاعبيهم تلك هي القصة دوما.
قصة دي ستيفانو هي الأبرز، لاعب ريفر بليت نادي المليونيرات، على الرغم من حصول برشلونة على توقيعه إلا أن ناديه السابق أكد أن قواعد الانتقالات قد خرقت وأنهم لازالوا ملاكه الحقيقين، حتى بعد أن حصل برشلونة على توقيعه وشارك في مباراة تحضيرية وفيما بعد انضم لريال مدريد وارتبط الجنرال فرانكو بالقصة.
على غير المعتاد عصر فرانكو في حكم إسبانيا اعتمد على المركزية والتجانس العرقي والثقافي واللغوي، لقد كان أتليتك بلباو هو من تأثر أكثر بفرانكو من غيره إذ أنه أجبر في 1941 بتغيير اسمه إلى أتليتكو لأن كلمة "أتليتك" من اللغة الباسكية في حين أن فرانكو يرغب في أن تكون اللغة المستعملة هي الإسبانية الأصلية، وأجبرهم أيضا على ترك سياسة السماح للاعبين من أصول الباسك فقط وهو جزء مهم من تقاليد وفلسفة النادي.
في الجزء الذي يخص برشلونة كانت القصة الأبرز الخسارة بنتيجة 11-1 من ريال مدريد، في 1943 حينما خسر النادي الملكي لقاء الذهاب بنتيجة 3-0، زار النادي الكتالوني أحد المقربين من الملك وذكرهم بأنهم سمح لهم أن يلعبوا المباراة بسبب عطف الملك ولم يعرف بعد سبب ما حدث في مباراة الإياب التي انتهت بنتيجة 11-1.
ريال مدريد بالنسبة للمعارضين حتى وإن كان ملاكا فهو الشرير الذي يقع في منقطة الحاكم، بلباو وبرشلونة رأوه شريرا في تلك الفترة، خاصة وأن فرانكو كان يرى في الفريقين تهديدا للقومية الإسبانية والخروج عن الثقافة الخاصة ببلده.
أيضا فيما يخص السياسة فمن الطبيعي جدا أن تبنى قوة حكم الديكتاتور حول العاصمة وفرانكو نظامه كان مركزيا واقتصاده بني حول مدريد، ولهذا السبب كان ريال أنجح فريق في المدينة، وأكثر فريق له هيبة في المدينة وبالطبع الأقرب للديكتاتور.
ولهذا السبب ذهب الجنرال في أكثر من مرة خلال الخمسينات والستينات خاصة خلال أنجح فترة للملكي خلال تواجد دي ستيفانو والفوز بخمسة ألقاب دوري أبطال أوروبا في الفترة من 1956 وحتى 1960.
دائما هناك افتراض بني على ذلك الأساس أن ريال مدريد نجح في تلك الفترة بسبب فرانكو، لكن من الدقيق أن نقول حسب ما ذكر في عدد من الصحف الإنجليزية في قراءات تاريخية لفترة الحاكم الإسباني، صحف مثل "ميرور" و"جارديان" ذكروا أنه كان يشجع ريال مدريد لأنه كان يفوز وليس العكس، ريال مدريد مثل كل شيء فكر فيه فرانكو، مثل القوة والهيمنة واللغة لكن لا دخل له بما يحدث داخل الملعب.
ريال مدريد مثل أداة سياسية ودبلوماسية للديكتاتور بأكثر من طريقة الأولى نجاح النادي خاصة على الصعيد الأوروبي يعني أن إسبانيا دولة متقدمة مهيمنة على أوروبا، أيضا كان هناك الكثير من القلق في ذلك الوقت حول وجهة نظر إسبانيا لأوروبا، ريال مدريد كان أيضا الأداة المتميزة لكي يتواصل ويوصل الأفكار.
تم استخدام ريال مدريد أيضا كأداة للرد على الانتقاد الدائم من الباسك وكتالونيا هم استعملوا الكرة للتعبير عن ثقافتهم وهويتهم وكذلك كان النادي الملكي.
وبالطبع إن كنت تتقبل ريال مدريد فسترفض أفكار برشلونة ومن ثم كتالونيا، في وقت ما فرانكو كان يدعم برشلونة ويتم استخدام ذلك للتحقير من الفريق الكتالوني، لكن حاليا يتم استخدام ذلك لإزعاج ريال مدريد.
مناخ فرانكو وحكمه كان ساما للغاية في دولة إسبانيا، وبالتالي منح الفرصة للعديدين لبناء الأساطير حوله، خاصة الأسطورة حول نادي الدولة ونادي الشعب، لا توجد حقيقة وحيدة تربط فرانكو بنجاح ريال مدريد والحقيقة الوحيد هي أنه شجعهم نظرا لنجاحهم ولكي يستغلهم، لم يتدخل بشكل مباشر أو كبير لتحقيق مصير ما للنادي الملكي، صحيفة "صن" قالت إن إسبانيا في ذلك الوقت كانت لديها أشياء أهم بكثير من كرة القدم.
في ألمانيا يعتبر البعض بايرن ميونيخ الشرير الرئيسي وأي خصم ضده هو البطل الجسور المستضعف، إنها نظرية شعبية تبنى دائما وتنسج خيطوها في عقول المشجعين لتبرير فترة ما تأثر فيها المناخ العام ونتج عنها العديد من الأفكار.