كتب : عمر ناصف
تعد مواجهة تشيلسي ضد مانشستر سيتي هي الأولى من الصعيد التدريبي بين أنتونيو كونتي مدرب الزرق وجوسيب جوارديولا مدرب الأزرق السماوي.
مواجهة مختلفة تجمع بين عقليتين مختلفتين كليا، فلسفة دفاعية وفلسفة تعتمد على الاستحواذ وتحريك الكرة السريع.
المدرب الإيطالي للزرق بدأ الموسم بطريقة 4-2-3-1 والتي نجحت في البداية قبل أن يتكبد خسائر من ليفربول وأرسنال حولت فكرة إلى طريقة 3-4-3 فور تلقيه ثلاثية في شوط من المدفعجية.
ومنذ تحوله إلى طريقة 3-4-3 ظهر فريق أخر غير الذي بدأ الموسم فأصبح الفريق أكثر تماسكا وأفضل هجوميا ودفاعيا ففاز في سبع مباريات متتالية في الدوري ولم تهتز شباكه سوى في مناسبة واحدة فقط.
في حين أن جوارديولا لازال عاشقا للفلسفة والتغيير الدائم فكل مباراة بطريقة لعب أو أسماء مختلفة متنقلا بين 3-2-3-1 و4-2-3-1 على حسب ما يريد تطبيقه من أفكار خلال المباراة.
وبعكس تشيلسي الذي وضع قدمه على الطريق الصحيح في الاستمرارية في النتائج فمانشستر سيتي مازال متذبذبا بعض الشيء وذلك رغم احتلاله للمركز الثالث برصيد 30 نقطة وبفارق نقطة عن الزرق المتصدرين.
ورغم إختلاف العقلية بين هجوم جوارديولا وتحفظ كونتي إلا أن الثنائي سجل نفس عدد الأعداف هذا الموسم 29 هدف ولكن تحفظ الأخير منحه تفوقا في الناحية الدفاعية فلم تهتز شباك فريقه سوى في 10 مناسبات.
وستشكل تلك المواجهة تحديا خاصا لتشيلسي وكونتي الذي خرج الأسبوع الماضي من معركة كروية دسمة أمام توتنهام بفوز صعب بهدفين لهدف، البلوز يعاني أمام الفرق التي تضغط بقوة على دفاعاته وبشكل مبكر.
حدث ذلك أمام ليفربول فتأخر بثنائية في الشوط الأول ثم أرسنال فتأخر بثلاثية وأمام توتنهام تأخر بهدف في الشوط الأول أيضا ولكنه نجح في العودة بعد ذلك ضد سيتي سيواجه ضغطا أشد مما واجهه سابقا.
وأثبت توتنهام أن تشيلسي يمكن السيطرة عليه ولكن في كل المباريات هذا الموسم الفريق اللندني لا يستسلم ويعود أو على الأقل يحاول العودة إلى المباراة وهو ما يعطيه ميزة تعادل مشكلته مع الضغط العالي.
كما سيضاف تحد أخر لكونتي غير مواجهة ضغط السماوي وهو في الأطراف التي يعتمد عليها هجوميا بشكل أساسي بيب جوارديولا عن طريق أجنحته مهما اختلفت الأسماء كيفين دي بروين أو رحيم سترلينج أو نوليتو.
ذلك سيعزل فيكتور موسيس على اليمين ويعيق الزيادة الهجومية لماركوس ألونسو النقطة الفارقة في تشكيلة الزرق هذا الموسم وسيعيدهم إلى الخلف للدفاع وإغلاق المساحات على أجنحة الفريق اللندني.
وسيعني ذلك إيقاف رابط مهم هجومي لتشيلسي الذي يعتمد على عرضيات ألونسو وانطلاقات فيكتور موسيس في الهجوم وسيضع إيدين هازار وبيدرو في الأمام بدون مساندة على الأطراف.
ولكن سيعوض ضعف دفاع سيتي وسهولة اختراقه من أصحاب السرعات في الهجمات المرتدة التي ستكون بكل تأكيد طريق كونتي الأول نحو شباك السماوي.
وستحمل المواجهة حماسا كبيرا خارج الخطوط بين حب جوارديولا لتحريك لاعبيه كقطع شطرنج بحركات يديه من على الخطوط وبين أوركسترا الحماس التي يقودها كونتي سواء بيديه أو بصوته في الجهة الأخرى.