قبل انطلاق المباراة تحدث مراسل لأحد القنوات عن استعدادات دجلة للمباراة مؤكدا على تعليمات أحمد حسام "ميدو" المدير الفني للاعبيه بضرورة غلق المساحات وتقارب الخطوط أمام لاعبي الزمالك، وهذا بالطبع ما طبقه اللاعبون ونجحوا بشكل كبير للغاية. الأمر لا يتعلق بالنتائج حتى وإن خسر وادي دجلة بانفراد ستانلي أو رأسية علي جبر في القائم كنت ستجد نفس هذا العنوان.
الزمالك بدأ اللقاء بطريقة لعب 4-3-2-1 بتواجد أحمد الشناوي أمامه الرباعي علي جبر ومحمود حمدي ومحمد ناصف وحسني فتحي ثم طارق حامد ومعروف يوسف وإبراهيم صلاح خلف الثنائي ستانلي ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" وفي الأمام باسم مرسي.
بينما بدأ ميدو بطريقة لعب 5-2-2-1 بتطبيق هيكل دفاعي للفريق بالـ 5-4-1، وهيكل هجومي 3-4-3.
أبرز جملة للزمالك
الزمالك يعتمد منذ بداية الموسم الحالي على جملة تكتيكية محددة حيث ينضم لاعبي الوسط المهاجم من الخط الجانبي إلى العمق، وينطلق الظهير(ناصف،فتحي) ويستقبل تمريرة لاعب الارتكاز (بالتأكيد تتذكر تمريرات دونجا في كل مبارياته التي خاضها مع الفريق) ثم يرسل العرضية أو يخترق بنفسه منطقة الجزاء.
هذا ما حدث بالفعل عند بناء اللعب إبراهيم صلاح ينتقل خلف حسني فتحي في الجبهة اليمنى لتوفير التغطية عند الهجوم من تلك الجبهة، والأمر ذاته عن طريق معروف يوسف وناصف في الجبهة الأخرى.
عند إرسال تلك التمريرة لمحمد ناصف المنطلق في اليسار لم يقابله ميدو بالجناح المدافع الأيمن مصطفى جلال بل يتركه كلاعب خامس في خط الدفاع ويرتد الجناح المهاجم حسام عرفات مع ناصف فيصبح ظهير الزمالك بين ثنائي الخصم، وبالتالي أفسد ميدو تلك الجملة على الزمالك
نموذج عالمي لدجلة
في كرة القدم الحديثة يقولون الفريق يهاجم ويدافع ككتلة واحدة، أريجو ساكي أسطورة التدريب في تاريخ كرة القدم تحدث عن فترته مع فريق ميلان والتي تُعد من المراحل الفارقة في تاريخ كرة القدم قائلا أن المسافة بين آخر مدافع وأول مهاجم في الفريق لم تكن تتجاوز 20 مترا في حالة الدفاع.
وهذا بالفعل ما قدمه ميدو في الحالة الدفاعية على مستوى المسافة الرأسية بين عرفه السيد عمق الهجوم وأحمد العش اللاعب الأوسط في ثلاثي الدفاع، أما عن المساحات الأفقية بين كل لاعب ومن يجاوره فكانت أيضا متقاربة للغاية، فتشعر أن الفريق يدافع ويتحرك ككتلة واحدة وهذا هو معنى الـ"compact" تضييق المساحات طولا وعرضا بين جميع اللاعبين.
شاهد تلك الحالات جيدا.
هذا التنظيم يعطيك الأفضلية بفضل الزيادة العددية في جميع أجزاء مناطقك الدفاعية، لاحظ رباعي لدجلة أمام ثلاثي الزمالك في الجهة اليسرى، وثنائي الزمالك في العمق مراقب برباعي أيضا.
وحينما يحاول أحد لاعبي الزمالك التمركز فيما بين الخطوط لدجلة لاستلام تمريرة ستجده في النهاية مُحاصر ويفقدها بكل بساطة.
لاحظ ستانلي ويتم الضغط عليه بثنائي وينجحا في استخلاص الكرة بالفعل.
وهُنا باسم ولكن لم تصله الكرة من الأساس بفضل تقارب لاعبي دجلة فتم قطع التمريرة من قبل مصطفى طلعت.
ليتحول الفريق بعدها للمرحلة التالية وهي مرحلة الهجوم المرتد، ينطلق عرفات يمينا خلف ناصف المتقدم، وهلال يسارا خلف حسني فتحي وعرفه السيد في العمق.
والأمر تكرر كثيرا.
الآن قد أغلقت الأطراف والعمق أمام لاعبي الزمالك، لاحظ مناطق استخلاص دجلة للكرة في عمق الملعب في مناطق متقدمة وبعيدة عن منطقة الجزاء.
ولابديل عن التمرير الطولي أمامهم، ولكن هل يمتلك الزمالك لاعب يجيد التمريرة في المكان والزمان المناسبين خلف دفاع الخصم؟ ما ظهر خلال المباراة هو عدم قدرة أي من قلبي الدفاع وثلاثي الوسط القيام بهذا الدور بالشكل المثالي ففشل الفريق في الوصول لمرمى دجلة بالطوليات أيضا.
لاعبو الزمالك أرسلوا 39 تمريرة طولية.
لاحظ أيضا الأسلوب الدفاعي للفريق في الكرات الثابتة على الطريقة العالمية، 7 لاعبين على خط عرضي واحد متقاربين ومترابطين بشكل كبير لمنع تقدم لاعبي الزمالك وهذا مايسمى (رقابة المكان) وليس رقابة فردية رجل لرجل.
الأمر لم يكن مثاليا من قِبل ميدو وفريقه بالطبع فهناك فشل في عملية البناء من الخلف عن طريق الحارس وثلاثي الدفاع، مما أدى لإرسال ركلات المرمى بشكل طولي وهنا ظهرت أزمة كبيرة فالحارس لم يكن يرسل الكرة خارج منتصف ملعبه وكثيرا ما تتسب ركلة المرمى في هجمات على الفريق، هل تتذكر انفراد ستانلي في الشوط الاول؟ جاء عن طريق ركلة مرمى قصيرة.
أيضا اختيارات ميدو في التغييرات لم تكن موفقة، محمد شريف لاعب بعيد تماما عن المشاركات بل والفريق يملك إبراهيما نداي الذي قدم مباراة كبيرة أمام الأهلي, ويلعب كجناح أيمن أفضل من شريف بكل تأكيد.
على الجانب الآخر كان التغيير الأول كان اضطراريا في ظل شكوى ناصف من الإصابة، لكن خروج باسم مرسي كان عليه علامة استفهام في ظل ضغط الفريق واعتماده على الكرات العرضية كان لابد من تواجد مرسي وستانلي وجعفر معا.