ولاية حلمي الثانية.. لماذا سنرى نسخة أفضل من الزمالك تحت قيادته
الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 - 15:38
كتب : فادي أشرف
لماذا ستكون ولاية حلمي الثانية في الزمالك مختلفة بشكل كبير عما مر به الزمالك في العام الماضي؟ منذ 5 ديسمبر 2015، تعاقب على الزمالك 6 مدربين هم ماركوس باكيتا وميدو ومحمد صلاح (مرتين) وأليكس ماكليش وحلمي ومؤمن سليمان.
حلمي هو صاحب ثاني أطول مدة بقاء في منصبه، 87 يوما مقارنة بـ114 لمؤمن سليمان.
بالنظر للنتائج، سنجد أن حلمي في 15 مباراة في قيادة الزمالك حقق معدل نقاط قدره 2.20، حيث فاز في 10 مباريات وتعادل 3 – منها واحدة أمام الأهلي - وخسر 2 كانا أمام صن داونز في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
في الـ15 مباراة، سجل زمالك حلمي 23 هدف وقبل 12 هدف. وحقق الفريق انطلاقة رائعة مع حلمي بالفوز في 8 مباريات متتالية وهو رقم نادرا ما تحقق للزمالك في السنوات الأخيرة.
علينا هنا العودة لشهر مايو 2016، عندما استلم حلمي مهمة الزمالك للمرة الأولى خلفا لأليكس ماكليش.
أخر 5 مباريات لماكليش مع الزمالك كانوا انتصارين وتعادلين وهزيمة، النتائج مع الأداء لم ينالا رضا إدارة الزمالك ليرحل ماكليش ويأتي حلمي، ومن هنا بدأت الانطلاقة الرائعة للزمالك بالفوز في 8 مباريات متتالية.
"هدفي عودة مدرسة الفن والهندسة، وأن تكون الجماهير سعيدة حتى في حالة عدم التوفيق في الفوز بالبطولات، ومتفائل بذلك لأن الفريق يضم مجموعة ممتازة من اللاعبين المميزين.. كل ما أسعى إليه يحتاج بعض الوقت، لا زلت في بداية مشواري مع الفريق، وأثق أن المستقبل للزمالك". من أول تصريحات حلمي المدير الفني للزمالك في مايو الماضي.
قطاع كبير من جمهور الزمالك والمحللين سيشهد أن فترة حلمي الأولى كانت فترة أداء جيد بين فترتين لم يكونا على نفس الدرجة من الأداء لماكليش ومؤمن سليمان. رقميا سجل الزمالك بمعدل هدف ونصف في كل مباراة مع حلمي وحقق معدل نسبة استحواذ قدرها 55.8% في أول 5 مباريات له مع الفريق في بطولة الدوري في الموسم الماضي، محولا ذلك الاستحواذ إلى 10 أهداف سكنت شباك فرق طلائع الجيش وغزل المحلة وبتروجيت والاتحاد السكندري ومصر للمقاصة.
ما فائدة تلك الأرقام؟ إثبات أن حلمي قادر على البداية الجيدة دون الاحتياج لوقت كثير يكلف الزمالك بداية بطيئة معه.
لكن هناك سبب أخر يدفعنا لانتظار ولاية محمد حلمي الثانية..
في أول حوار له بعد ترك مهمته في الزمالك قال حلمي: "الفريق عمل جيدا خلال الفترة التي عملت بها، ولكننا عانينا من نقص كبير في بعض المراكز، حاولت تعويض هذا النقص، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك خلال الفترة الماضية ولكن الظروف لم تخدمنا في مباراتي صن داونز".
وقبل ذلك التصريح، كان مرتضى منصور رئيس الزمالك قد أكد أن حلمي هو من اختار صفقات الزمالك.
12 صفقة ضمهم الزمالك في موسم الانتقالات الماضي، هم ستانلي، وعلي فتحى ومحمد ناصف وأسامة إبراهيم وحسني فتحي ومحمود عبد العاطي "دونجا" وصلاح عاطف "ريكو" ومحمد مجدي ومحمود حمدي ومحمد مسعد وشوقي السعيد. تقارير صحفية أشارت أن تلك الصفقات تكلفت ما يزيد عن الـ40 مليون جنيه والنتيجة خسارة 6 نقاط مبكرا جدا في سباق الدوري.
حلمي سيكون أول مدرب للزمالك منذ جوسفالدو فيريرا يختار صفقاته ويحصل على فرصة للعب بهم، وإن كان ذلك الأمر جاء بطريقة غير معتادة إذ اختارهم ورحل وعاد مرة أخرى لقيادتهم.
خططيا، لا يغير حلمي كثيرا في خطته إما 4-2-3-1 أو 4-3-3، تشكيل معتاد لا يتغير سوى في وسط الملعب بخروج اللاعب في مركز رقم 10 أيمن حفني في 4-2-3-1 وإضافة لاعب ثالث في وسط الملعب – معروف يوسف غالبا – للثنائي أحمد توفيق وطارق حامد.
فترة حلمي شابها مشكلتين في وسط الملعب، الأولى هي المساحة بين قلبي الدفاع وثنائي الوسط في 4-2-3-1 ونقصان الدعم الهجومي من ثنائي الوسط أيضا. "صاحب بالين كداب" كما يقول المثل الشعبي، فلا استطاع توفيق وحامد تحقيق الدعم الدفاعي أو الزيادة الهجومية بشكل سليم. على سبيل المثال، مرر طارق حامد في الموسم الماضي كرات طولية سليمة بمعدل 2.4 مرة فقط في المباراة الواحدة.
ومع التحسن الملحوظ في مستوى إبراهيم صلاح، الصفقة الأهم لحلمي ستكون محمود عبد العاطي "دونجا" والذي سيساعده في تطبيق خطته بشكل أكثر سلاسة.
سيوفر دونجا لحلمي ما افتقده في فترته الأولى، القدرة على الخروج بالهجمة من طور التحضير في وسط الملعب للثلث الهجومي مستغلا 9 تمريرات طولية سليمة قام بهم لاعب المقاصة السابق في 484 دقيقة، بجانب 265 تمريرة قصيرة سليمة أكثر من 60% منهم للأمام.
حلمي تولى مهمة الزمالك في توقيت كان الفريق فقيرا عدديا من حيث العناصر الجاهزة لتنفيذ أفكاره، ولكن الآن الوضع تغير مع وجود صفقات اختارها حلمي بنفسه مع وفرة عددية يحسد عليها صاحب الـ54 عاما.