أكثر من 35 عاما عاش ناد صغير من تشابيكو، شمال غرب البرازيل، في الظل، وقبل أقل من أسبوع اقترب شابيكوينسي من معانقة المجد.. فقط كان الأمر يتطلب رحلة طيران إلى كولومبيا تأخرت عن موعدها.
يوم الخميس الماضي، عاش جمهور النادي 90 دقيقة عصيبة هي عمر مباراة إياب نصف نهائي كأس أمريكا الجنوبية للأندية في مواجهة منافس مخضرم هو سان لورنزو الأرجنيتني.
الذهاب انتهى بالتعادل بهدف لكل فريق، ليتعين على الفريق البرازيلي أن يواجه ضغطا كاسحا على ملعبه من لاعبي سان لورنزو، لكن هذ لم يحدث.
أبناء المدرب كايو جونيور هاجموا الخصم الأرجنتيني منذ البداية وقدموا مباراة مفتوحة تلاعبت بأعصاب الجماهير قبل أن تنتهي بالتعادل السلبي ويصعد شابيكوينسي إلى نهائي المسابقة.
Así celebraban los integrantes de #Chapecoense hace unos días su paso a la final que jugarían contra @nacionaloficial. Q.E.P.D. pic.twitter.com/dmklqq7raY
— Andres Felipe Arcos (@AndresFelipe) November 29, 2016
فرحة لا تصدق بين الجماهير، لثلاثة أعوام لم يصل أي فريق برازيلي لنهائي كوبا سود أمريكانا، لم يفعلها ساو باولو ولا فلومينينزي ولا فلامينجو وفعلها فريق عاد للعب في الدوري البرازيلي قبل عامين وللمرة الأولى منذ عام 1979.
جونيور وسانتانا
من كان وراء الإنجاز؟ بعد عامين من الصعود لدوري الدرجة الأولى ورحيل المدرب جوتو فيريرا، اختار شابيكوينسي التعاقد مع كايو جونيور القادم من الشباب الإماراتي.
جونيور فاز بألقاب متنوعة في الخليج مع الغرافة في قطر والجزيرة في الإمارات ولكنه كان يحتاج لأن يثبت قيمته في موطنه.
فعلها المدرب صاحب الخمسين عاما من قبل وعاد ليدرب أندية بوتافوجو وجريميو وباهيا وغيرها إلا أنه في كان يرحل مرة أخرى إلى الخليج بعد فشله في تحقيق إنجاز برازيلي.
الخميس الماضي ذهب جونيور إلى فراشه على بعد خطوة من الحلم، هذه المرة لن يضطر للرحيل.
فيم كان يفكر كليبر سانتانا؟ قائد شابيكوينسي رحلته كانت طويلة في الملاعب: بين البرازيل واليابان وإسبانيا توجت باللعب لأتليتكو مدريد مجاورا نجوما كدييجو فورلان وسيرجيو أجويرو وخوسيه أنطونيو رييس.
متوسط الميدان صاحب الـ35 عاما كان متألقا في مباراة الخميس أمام سان لورنزو، تقارير الإعلام بعد المباراة قالت إن أداء سانتانا الأنيق قاد شابيكوينسي إلى النهائي.
لم يمنع إرهاق المباراة سانتانا من الاحتفال مع زملائه بالفوز وقد يكون مشواره الطويل مر بخاطره تلك الليلة قبل أن يعود إلى منزله ليستريح ويستعد للقاء أتليتكو ناسيونال.. "خطوة أخرى نحو المجد وأستريح".
ساعتين بعد الموعد
بعد التغلب على سان لورنزو واجه النادي مشكلة، لكي تلعب نهائي المسابقة القارية وفقا للوائح يجب أن تكون سعة استادك أكبر من 45 ألف متفرج.
استاد كوندا الصغير الذي يتسع لأقل من 23 الف متفرج لن يستطيع استضافة إياب النهائي وبالتالي سيذهب الفريق إلى خارج مدينته للعب المباراة.
أصيبت الجماهير بالإحباط ولكن فرحة الوصول للنهائي أكبر، ولكن هذه لن تصبح أسوأ ما يحدث لشابيكوينسي.
للسفر إلى مدينة ميديين الكولومبية، لمواجهة أتليتكو ناسيونال، كان قرار إدارة النادي هو الذهاب على متن طائرة شارتر (طيران عارض) لكن السلطات البرازيلية قبل ساعات من موعد الرحيل رفضت الأمر مطالبة الفريق باستقلال طائرة تجارية.
بعد ساعتين من الموعد، أقلعت طائرة الفريق أخيرا من مطار ساو باولو. الرحلة إلى مديين تستغرق أكثر من 8 ساعات.. رحلة شابيكوينسي إلى المجد توقفت قبل موعدها بدقائق في كولومبيا.