"أنا على استعداد لكي أموت من أجله" مارادونا يتحدث عن فيدل كاسترو
توفي الزعيم الكوبي التاريخي، دون أن يستطع مارادونا الدفاع عنه، فالوفاة كانت طبيعية، ولم تكن بفعل فاعل أو بسبب حرب أو معركة يستخدم فيها "دييجو" أكتافه القوية -التي طالما ساعدته في لعب الكرة والعراك أيضا.
العلاقة بين الزعيم اليساري واللاعب الأفضل في تاريخ الأرجنتين كانت وطيدة للغاية، فتأثر مارادونا بكاسترو، لدرجة أنه وشم وجه كاسترو على قدمه اليسرى التي سحرت كل مشاهدي كرة القدم، وكأنها رسالة من مارادونا أن سحر وتأثير فيدل لا يقل عن سحره، بل يزيد.
اللقاء الأول: هل سبق لك وأن تحدثت لموسوعة؟
في 28 يوليو عام 1987 التقى مارادونا بملهمه لأول مرة، في كوبا، في لقاء استمر 5 ساعات، تحدثا فيها عن كل شئ.
"التقيت بمشاهير عدة، داخل عالم كرة القدم أو خارجها.. لكن شخص واحد فقط ترك لدي انطباعا لم يتركه أحدا سواه، ولن يصل أحد على الإطلاق لمستواه، كاسترو ولا أحد غيره".
إعجابه بالزعيم الكوبي كان سبب معرفته لكل شئ، وكأنه موسوعة شاملة بحسب وصف مارادونا، فهل سبق وأن تحدث لموسوعة؟ هذا الشعور اعترى "دييجو" أثناء حديث مع كاسترو.
"كاسترو أخبرني شئ أدهشني للغاية، فقد كان يمارس كرة القدم وهو صغير، ولعب جناحا أيمن لفريقه"
"أتذكر أنني قلت له: الجناح الأيمن؟ الأيسر يليق بك أكثر فيدل" في إشارة من مارادونا إلى يسارية الزعيم الراحل.
صفات مشتركة: الحماس والإيمان من أجل الوطن
"كاسترو لديه حماس شديد، ولديه إيمان أيضا؛ هذا يفسر لنا كيف وصل لتلك المرتبة.. كاسترو يعمل وكأنه 10 جنود يمتلكون 3 بنادق".
ومثلما كان كاسترو يعمل بحماس وإيمان من أجل كوبا؛ عمل مارادونا بحماس وإيمان من الأرجنتين.
يتذكر مارادونا كيف كانت تصفيات التأهل لمونديال 86 مرهق للغاية، السفر من نابولي إلى الأرجنتين، لعب التصفيات، العودة لنابولي، ثم يتكرر الأمر مرات عديدة، ومعه تتكرر محاولات نابولي لمنعه من السفر خشية من الإصابة، لكن يرفض كل التهديدات؛ ويلعب من أجل الوطن.
الوطن الذي جعل مارادونا يقسم بروحه أنه لن يخرج مهزوما من أرضية الملعب أمام إنجلترا، انتقاما لمن فقدوا أرواحهم في صراع الأرجنتين والممكلة البريطانية على جزيرة فوكلاند.
مارادونا الذي يرى كاسترو وكأنه 10 جنود، يراه العالم وكأنه فريق بأكمله بعدما دمر إنجلترا في ربع نهائي المونديال.
العودة للحياة: مشيئة الرب وفضل كاسترو
سيطر الإدمان على مارادونا؛ فزاد وزنه وساءت حالته.. 38% فقط من وظائف جسده تعمل.
المرضى في المصحة لا يعرفون أن هذا السمين الراقد في سريره هو مارادونا، لا يعرفون على الرغم من أنه يقول لهم: "أنا دييجو لاعب الأرجنتين السابق".
تحدث الأطباء مع مارادونا بشأن حالته.
الموت قادم يا دييجو.
هنا قرر مارادونا أن يتوقف عن التعاطي، والذهاب للعلاج في كوبا.
من 2000 وحتى 2004 في مصحة "كوينكي-كوكال" في مملكة الزعيم الكوبي كانت كفيلة بأن يطلق مارادونا الإدمان طلاق كاثوليكي.
"الرب جذبني من قميصي وقال لي: ليس الآن، لن تمت الآن"
"أنا مدين لكاسترو، لأنه سبب في بقائي في الحياة، وأعطاني الفرصة للعيش أكثر مع عائلتي".
مارادونا لن يرى فيدل مرة أخرى، لكنه سيشعر بالإعجاب به في كل مرة يرى صورته أو يقع صدى إسمه على أذنه، كما كان يشعر في كل مرة يقابل فيها أباه الروحي.
"لقد تعلمت منك الكثير، لكن الشئ الأهم الذي تعملته أثناء صداقتنا الصادقة الودودة منك كان الولاء، الولاء الذي لا يقدر بثمن"
أحببت فيدل للغاية"
المصادر:
فيلم مارادونا للمخرج الصربي إيمر كوتشتيركا
فيلم "يد الله"
كتاب أنا مارادونا
خطاب مارادونا لفيديل في 15 يناير نقلا عن صحيفة ماركا الإسبانية.