نعم خسر وادي دجلة أمام المصري بهدف نظيف من خطأ فادح للحارس الدولي عصام الحضري ومن قبله أحمد العش قلب الدفاع، ولكن المباراة بشكل عام شهدت معاناة من جانب فريق أحمد حسام "ميدو" في الشوط الأول خاصة مع الضغط العالي القوي للغاية لفريق المصري تحت قيادة حسام حسن.
ميدو تحدث لـFilGoal.com قائلا "في الشوط الأول واجهنا صعوبة في الخروج بالكرة بسبب الضغط العالي من حسام حسن، لكنمع تغييراتنا التكتيكية في الشوط الثاني أثبتنا لمصر كلها إننا فريق يصعب مجاراته، والنتيجة العادلة للقاء هي فوزنا 5-1".
منذ تولى ميدو قيادة الفريق طبّق طريقة لعب 3-4-3 في مباراته الاولى أمام سموحة و3-5-2 في المباراتين الأخيرتين أمام إنبي والمصري.
بينما لعب حسام حسن بطريقته المعتادة 4-2-3-1.
شهد الشوط الأول إصرارا كبيرا من ميدو على بناء الهجمة بداية من الحارس عصام الحضري على طريقة فرق أوروبا الكبرى، ولكن الفريق عانى من أمرين أولهما ضعف قدرات لاعبي الدفاع والحضري في التمرير والتسلم"وهو ما سنراه في تحليل الهدف" وكذلك الضغط العالي لحسام حسن.
شاهد ركلة مرمى يتمركز الفريق في وسط الملعب وهو امر طبيعي ثم يرتد ثلاثي الدفاع على حدود منطقة الجزاء بشكل عرضي لاستلام الكرة من الحضري وبناء الهجمة والخروج بالكرة على الأرض من الخلف بشكل سليم (هذا الأمر بدأ ظهوره في يورو2016 الأخيرة فكان في ظل ضغط الخصوم يتقدم اللاعبون لوسط الملعب ثم يرتدوا بشكل سريع لاستلام الكرة من الحارس).
وهُنا تمريرة من الحضري لمحمود علاء ثم الضغط على الثنائي ومع ذلك يقوم الحضري الذي يتعرض لضغط من ثنائي من لاعبي المصري بتمريرها له مجددا. (لاحظ الامر يحدث والفريق متأخر في النتيجة لم يغير ميدو من فلسفته).
ولكن نظرا للخلل لدى مدافعي وحارس دجلة بات الأمر كارثيا حتى تسبب في هدف اللقاء الوحيد ليخسر الفريق المباراة.
شاهد هنا الضغط في اليمين ثم ينتقل الحضري بالكرة لليسار ليتم الضغط هنالك ويستخلصها لاعبو المصري وينفرد أحمد جمعة وينقذها الحضري.
وفي هذه الحالة مرر الحضري للعش الذي ارتبك بسبب الضغط وأعادها للركنية لينفذها المصري ويسجل هدف الفوز.
الأمر بالتأكيد بتعليمات من ميدو الذي يريد تطبيق شيء مختلف، لاحظ هنا تمريرات الحضري دائما لخط الدفاع وعلى الأطراف ولا يعتمد على التمرير الطولي إلا نادرا، الحضري هو ثالث أكثر لاعبي الفريق تمريرا بـ41 تمريرة بعد ثنائي الوسط جلال وعرفات.
بينما في مواجهة الشرقية الأضعف كانت تلك هي تمريرات الحضري للكرة كلها طولية.
الفريق فقد الكرة في مناطق وسط ملعبه خلال المباراة 16 مرة بينما فقدها في وسط ملعب الخصم 21 مرة، وهو رقم كبير ففقدان الكرة في وسط ملعبك يعني تعرضك دائما لهجوم مرتد.
أما عن الشوط الثاني فظهرت تغييرات ميدو الرائعة لتقلب الطاولة، مدرب متأخر ويقوم بإخراج أحد ثنائي الهجوم والدفاع بلاعب وسط مهاجم، تغيير يبدو ليس هجوميا ولكنه أحدث الفارق، كيف هذا ؟ دعنا نرى.
حسام حسن يعتمد بشكل كبير على دخول الأجنحة للعمق وتقدم الأظهرة في المساحة على الأطراف خاصة أحمد سالم صافي في اليمين.
ميدو بين الشوطين قرر الدفع بمحمد هلال وتغيير طريقة اللعب إلى 3-4-3 بتواجد هلال يسارا وعرفه مهاجم وعرفات يمينا.
ومع امتلاك الكرة يتقدم الـwing-back السيد سالم مع محمد هلال فيصبح لهما الزيادة العددية في ظل إنهاك لاعبي المصري بدنيا وعدم قدرة الأجنحة على الارتداد السريع.
وبعد مرور 15 دقيقة من الشوط قرر ميدو تطبيق الأمر ذاته في الجبهة اليمنى، يخرج إبراهيم عبد الخالق من الوسط ويشترك كريم ممدوح جناح أيمن ويعود حسام عرفات wing-back ويدخل مصطفى طلعت إلى وسط الملعب.
وتصبح الزيادة العددية أيضا في الجبهة اليمنى عن طريق ثنائية عرفات وممدوح.
مع استغلال الأطراف بهذا الشكل كان أيضا هنالك زيادة عددية داخل المنطقة، وتوالى لاعبو دجلة في إهدار الفرص.
مرت 15 دقيقة أخرى ولم يتغير شئ ليجري ميدو تغييره الأخير ويكتسح الملعب هجوميا، يشرك أحمد حسن مهاجم ثاني على حساب العش قلب الدفاع وتتحول الطريقة إلى 4-2-4.
وهذه خريطة مناطق استلام الكرة للاعبي دجلة توضح تماما استغلال الأطراف بشكل كبير جدا عكس عمق الملعب وخاصة الجانب الأيسر.
ملاحظة أخيرة وهي جملة فنية تكررت في مباراتي إنبي والمصري من نفس الثنائي علاء وسالم وبنفس تمركز لاعبي الفريق بشكل 3-1-4-2، تمريرة طولية من علاء لسالم في ظل تقدم كبير لظهيري دجلة أقصى أطراف الملعب.