كتب : إسلام مجدي
أوزيبيو ساكريستان كان الرجل الذي أسندت إليه مهمة الأخذ بيد فريق برشلونة ب من المستوى السيء الذي يعيش فيه، لعب لما يقرب من 7 أعوام ثم 5 أخرى كمساعد لفرانك ريكارد في الفترة من 2003 وحتى 2008.
فور توليه المهمة قالت صحيفة "ماركا" الإسبانية إن فريق برشلونة ب قد فقد الروح والصلابة نظرا للجدال بين اللاعبين مما جعلهم يشهدون مواسم كارثية، إضافة لمعارك في غرفة الملابس، والعنوان كان كاتالونيا بالكامل تتحدث عن الأزمة.
وفي 2011 رحل لويس إنريكي عن الفريق لتولي مهمة تدريب روما نظرا لأن المدرب الإسباني أصبح جاهزا لمواجهة العالم تاركا خلفه إزيبيو الذي يعلم بأنها مهمة صعبة للغاية.
لقد كان الأمر واضحا ساكريستان لديه تراوري وهاليلوفيتش وجريمالدو وكابتوم ضمن أسماء من المتوقع أن تصبح كبيرة للغاية في المستقبل، بعد فترة قصيرة مع سيلتا لم يبد أبدا أنها مهمة سهلة مع شباب القطب الثاني في إسبانيا.
لم يحقق ساكريستان الثبات والانضباط المطلوب بين لاعبيه، على عكس إنريكي وقبل جوسب جوارديولا غادر النادي الكتالوني مقالا بسبب سوء النتائج أخرها كان خسارة بنتيجة 4-0 من ريال زاراجوزا.
في مرتين خلال موسمه الأخير مع برشلونة ب أخبرته الإدارة في تصريح مقتضب نقلته صحيفة "آس" الإسبانية :"إما أن تفوز أو ترحل عن الفريق".
فاز مرتين وخسر في الثالثة فرحل في فبراير مقالا بعد إنهاء عقده مع النادي الكتالوني، وفيما بعد تحدث جوسيب ماريا بارتوميو عن إقالته قائلا إن تلك الإقالة لم يكن سببها النتائج فقط.
وصرح بارتوميو قائلا :"المهمة لم تكن الفوز، لقد كان أداء اللاعبين هو السبب".
لكن مشكلة شباب برشلونة لم تحل، معركة الصراع مع الهبوط الفكرة الكاملة كانت البيئة السلبية المحيطة التي أصبحت أقوى من أي مدرب بينت اللاعبين والتي بدأت تنمى بشكل ما إلى الفريق الأول بأن النادي بدأ يفقد مواهبه، خاصة وأن ذلك الموسم الذي أقيل فيه لم يكن مسموحا لبرشلونة بضم لاعبين نظرا لأزمة الحرمان من الفيفا بإبرام الانتقالات.
شكت جماهير برشلونة في قدرات إزيبيو وتساءلوا دوما عن قدراته خاصة فيما يتعلق بتطوير المواهب الشابة وهو عماد الفريق، إضافة إلى قدرته على التمسك بتقاليد وأسلوب النادي فيما يخص الارتقاء لتدريب الفريق الأول مثلما حدث مع جوارديولا وإنريكي مثلا.
جانب أخر يعيب شخصية إزيبيو وهي أنه ليس مشهورا مثل من سبقوه لا بأسلوب معين أو بشكل معين، إضافة لتساؤلات الصحافة دوما عن شخصيته وقوته.
جماهير برشلونة كانت تتمنى تولي أوسكار جارسيا لمهمة قيادة برشلونة ب خلفا لإنريكي في 2011 لكن فجأة تولى إزيبيو، خاصة وأن جارسيا يتبنى كليا طرق كرويف في لعب كرة القدم حسب وصف صحيفة "ماركا"، وعمل كمساعد للمدرب الهولندي الراحل في تدريب منتخب كتالونيا في الفترة من 2009 وحتى 2010.
لكن إدارة برشلونة لم تكن معجبة كليا بكرويف وطريقته حسب وصف صحيفة "جارديان" البريطانية مما منح إزيبيو الوظيفة بسهولة ومن دون منافسة قوية.
مع برشلونة ب لعب 150 مباراة فاز في 58 وتعادل في 35 وخسر 58، لكنه نجح في الحصول على مهمة جديدة هي تدريب ريال سوسيداد في نوفمبر 2015.
إقالة ديفيد مويس كانت قادمة لا محالة على الرغم من فوزه على برشلونة إلا أنه لم ينجح في ترك بصمة واضحة، ليكون إزيبيو المرشح الأول لتولي مهمة الفريق لا سيما وأنه لم يتولى أي مهمة منذ إقالته في شهر فبراير من ذلك العام.
وصرح فور توليه المهمة "أنا فخور للغاية وأتشرف بقيادة ريال سوسيداد، أشعر بالحماسة والتحدي لتولي المهمة وأن أحيا لحظات جميلة".
وأضاف "الفريق لديه كل الظروف المتطلبة لكي ينمو ويتطور، الآن علينا أن نعمل وأن نصل للمستوى المطلوب".
التحدي الأكبر في مسيرة إزيبيو هل هو مدرب ناجح أم لا؟ ريال سوسيداد من سيقرر فريق وفي الدرجة الأولى يمر بنفس ظروف برشلونة ب، يرغب في لعب كرة قدم متميزة وهجومية.
أول مواجهاته كانت ضد إشبيلية ونجح في أن يفوز بها بنتيجة 2-0، لكن على الجانب الأخر لم تكن كل الأمور وردية، مباراته التالية كانت ضد برشلونة وفي كامب نو ضد فريق موتور من الخسارة بملعب أنويتا إضافة لثأر شخصي مع مدرب تكرهه الجماهير فخسر بنتيجة 4-0.
لكن دوما هناك فرصة للانتقام دوما تستطيع الفوز طالما ستواجه برشلونة على ملعب أنويتا، هكذا ستكون فرصتك 50:50، وفي أبريل 2016 لاحت الفرصة لإزيبيو.
هدف رائع من ميكيل أيارزابال ضمن الفوز بنتيجة 1-0 واسترداد الكرامة من برشلونة وترسيخ العقدة طويلة الأمد أكثر للفريق الكتالوني ضد لويس إنريكي في معركة مدربين كلاهما تولى نفس المهمة في ظروف مختلفة.
صرح عقب المباراة "لدينا لاعبين كبار وقلت ذلك منذ وصولي للنادي وأظهرنا ذلك مرة أخرى، حاولنا تكرار نفس المستوى الذي قدمناه ضد إشبيلية في نوفمبر وفعلنا ذلك في أبريل، لقد ساعد جميع اللاعبين في الفريق على الفوز".
وأضاف "لن نتحدث عن برشلونة أفضل التركيز على جميع الأشياء الجيدة لدي هنا في سوسيداد، ضغطنا بصورة جيدة وفي مراحل مختلفة من المباراة، ثم عدنا للدفاع لقد كانت مباراة متميزة وأداء رائع من اللاعبين".
نجح إزيبيو في إنقاذ فريقه من فخ الهبوط ووعد بموسم جديد قوي يبدأ خلاله بنفسه ببناء القواعد الجديدة له وللفريق وبالفعل استقر الفريق عما كان عليه في الماضي.
خلال الموسم الجاري يحتل سوسيداد المركز الخامس برصيد 22 نقطة فوق أتليتكو مدريد بنقطة وفاز في 7 مباريات وتعادل في مباراة وخسر 4 أخرين.
أصبح لسوسيداد شخصية مع إزيبيو لكن مجددا يحين وقت الاختبار الصعب مواجهة على أنويتا ضد برشلونة واجهه مرتين خسر مرة وفاز مرة، والآن فرصة ثالثة لإثبات ذاته وقوة شخصيته.
صحيفة "ماركا" تحدثت عن المباراة أكثر من مرة واختارت عنوان "كابوس الأنويتا" لما يقرب من العقد لم يفز برشلونة على ذلك الملعب ضد ريال سوسيداد، وأخر فوز للفريق الكتالوني على نظيره الباسكي في سان سباستيان كان في مايو 2007، وفي أخر 6 مواجهات بين الفريقين في الدوري فازت كتيبة "أنويتا" في خمسة مباريات وتعادل الفريقان في واحدة.
فهل يستمر ابن كتالونيا الضال في انتقامه من برشلونة وتجاهله للحديث عنه بفوز جديد لترسيخ العقدة؟ أم أنه حان لإنريكي ورجاله أن يكسروها أخيرا؟