كتب : محمود سليم
في مباراة تكتيكية رائعة قدم فريق الإسماعيلي تحت قيادة مدربه أشرف خضر دروسا في كيفية مواجهة فريق الزمالك، على الجانبين الدفاعي والهجومي خاصة الأخير والذي سيحجز مساحة كبيرة من حديثنا في هذا التقرير.
بدأ الإسماعيلي المباراة بشكل مختلف تماما عن مباراته الأخيرة أمام المصري التي خاضها بطريقة لعب 4-3-3، المنافس مختلف لذا لعب الفريق بالـ 4-2-3-1، توظيف مختلف تماما لإبراهيم حسن احد أفضل لاعبي الدراويش اليساري دائما ما يتواجد على الجانب الأيمن ولكن خضر أعطاه الحرية للتمركز في مركز 10 في عمق الملعب خلف المهاجم شكري نجيب، وتواجد توريك جبرين على اليسار ومحمد أبو المجد على اليمين، في وسط الملعب تواجد حسني عبد ربه بجوار محمد فتحي وفي الخلف الرباعي محمد عادل جمعة وسامح عبد الفضيل وشريف حازم وباهر المحمدي، وكان الزمالك ينتهج نفس طريقة اللعب 4-2-3-1 بتواجد ستانلي يسارا وشيكابالا يمينا وحفني في العمق خلف أحمد جعفر.
ولكن ماذا عن خدعة أشرف خضر لاستغلال أطراف الملعب؟ إبراهيم حسن في عمق الملعب يتمركز دائما خلف طارق حامد ودونجا، ومع قيام الزمالك بالضغط تظهر له المساحات على طرفي الملعب خلف الظهيرين المكلفان برقابة جناحي الإسماعيلي جبرين وأبو المجد أي أن الخطأ لم يكن من ناصف أو حسني فتحي، بل المسئول عن تغطية تلك المساحة هو طارق حامد أو دونجا وخاصة الأول فهو الأقرب لإبراهيم.
ناصف الظهير الايسر متقدم خلف أبو المجد الجناح فيتهرب إبراهيم حسن من العمق متجها للمساحة التي تركها ناصف ويتسلم الكرة.
والأمر يتكرر على الجانب الآخر.
هذه كانت الخريطة الحرارية لتحركات اللاعب إبراهيم حسن كلمة السر في الدراويش، ويتضح بشدة تحركاته على الأطراف وفي عمق الملعب في الثلث الهجومي.
لاحظ أيضا أكثر أماكن استلام اللاعب للكرة في المربعات الثلاثة(يمينا ويسارا وفي العمق) للاعبي الوسط الهجومي خلف المهاجم.
تمركز إبراهيم حسن في تلك المساحة خلف حامد ودونجا كانت سلاحا للتمريرات البينية على الأطراف وكذلك التصويب على مرمى الشناوي.
وللتوضيح أكثر، الطبيعي في أغلب المباريات أن المربع في العمق أمام منطقة الجزاء دائما هو أخطر أماكن الملعب، وبالتالي لابد وأن يكون مغلقا أمام الخصم، ولكن هذا ما لم يفعله الزمالك مطلقا فكان أكثر مربع استلم به لاعبو الإسماعيلي الكرة هو ذلك المربع الذهبي كما يصفه خبراء كرة القدم.
أما عن الشوط الثاني فكان اول تغييرات محمد صلاح إشراك معروف يوسف بديلا لأحمد جعفر، وتتحول الطريقة غلى 4-3-3.
واستمر الإسماعيلي في طريقته في بداية الشوط الثاني.
حتى لاحظ أشرف خضر تحول طريقة لعب الزمالك وخوفه من سيطرة القلعة البيضاء على منطقة وسط الملعب، قام بتغيير طريقة اللعب أيضا، عاد توريك جبرين لاعب وسط ثالث وانتقل غبراهيم حسن لليسار.
خريطة تحركات جبرين في كل مكان في وسط الملعب.
نقطة أخرى هامة على عكس الزمالك تماما، قام الإسماعيلي بإيقاف مصدر الخطورة الأكبر في عمق الملعب فقام محمد فتحي برقابة أيمن حفني، وحتى عقب خروج الأخير راقب ستانلي عند سقوطه لوسط الملعب.
مباراة كبيرة قدمها الدراويش وكان فيها لاعبو وجهاز الزمالك بعيدين عن مستواهم.