نجحت مساعي شركة ريدبول أخيرا في الوصول إلى ألمانيا كرويا وإفتتاح فرع جديد لسلسلة أنديتها في أمريكا والنمسا والبرازيل وغانا وكان التركيز على نجاح هذا الفرع الذي سيلعب في أحد الدوريات الكبرى يوما ما.
استغرق البحث ثلاث سنوات للوصول إلى المكان الصحيح للإنطلاق منه فمدينة لايبزج بدون نادي في الدرجات العليا منذ فترة بعيدة وناديها ساشسين يعاني ماديا وفنيا على حد سواء فكان القرار بالإنقضاض وشراء النادي المحلي.
انتهت الخطوة الأولى وهي إيجاد نقطة البدء بعد ذلك جاء التفكير في إستراتيجية النادي، الشركة النسماوية التايلاندية، التي تنتج مشروبات الطاقة ذائعة الصيت، تمتلك الكثير من الأموال ولكن مستقبلا لا يمكن منافسة أموال الخليج وبالتأكيد شراء النجوم سيكون صعبا لنادي في الدرجة الخامسة.
كان ذلك يعني مزيدا من الاموال لشراء نجوم الدرجات الأدنى كل فترة وإعادة بيعهم في حال تحقيق النجاح والتعاقد مع غيرهم مما كان سيشكل إرهاقا على خزينة النادي وسيجعله بلا هدف ومعرضا للتفكك في أي لحظة.
وقع الاختيار على المستقبل، سنبني فريقا من المواهب الصغيرة من مختلف أنحاء أوروبا وهؤلاء من السهل جلبهم وبعد بضعة أعوام سيكون هؤلاء القوام الأساسي للفريق الذي سيحقق الحلم ويظهر في البوندسليجا.
الفريق احتاج إلى موسم في كل من الدرجة الخامسة والرابعة والثالثة ليتأهل إلى الدرجة الأعلى وفي الدرجة الثانية حقق المركز الخامس في موسمه الأول وصعد إلى الدرجة الأولى في الموسم التالي.
أول موسم للفريق في الدرجة الأولى بقوامه الشاب نجح في تصدر الدوري بعد 11 جولة بدون خسارة وبثالث أقوى هجوم بتسجيله 23 هدفا ورابع أقوى دفاع حيث لم تسكن شباك الفريق سوى تسعة أهداف.
ونجح شباب لايبزج، متوسط أعمار الفريق 23.3 عام، في إنطلاقتهم بقيادة المدرب رالف هاسنهوتل في التغلب على بروسيا دورتموند وتحويل خسارته أمام باير ليفركوزن إلى فوز بثلاثة أهداف لهدفين خارج ملعبه ليتصدر البطولة منفردا مستغلا سقوط بايرن ميونيخ أمام بروسيا دورتموند بالأمس.
ومنذ 2012 والإدارة الرياضية للفريق في يد الألماني المخضرم رالف رانجنيك والذي يدير كذلك "فرع النمسا" ريد بول سالزبورج رياضيا وهو المسئول الأول عن المخططات الحالية والمستقبلية للفريق.
لم يخرج من خزينة النادي سوى 88 مليون يورو منذ نشأة الفريق في 2009 وحتى الآن للتعاقد مع لاعبين وكانت أغلى صفقات النادي هي صفقة الغيني المتألق نابي كيتا والتي بلغت 12 مليون يورو وهي نفس سعر صفقة التعاقد مع الجناح الاسكتلندي أوليفير بوركي الملقب بجاريث بيل الجديد.
في ألمانيا تنقسم الآراء حول لايبزج.. البعض يعتبره نادي الشركات الخاصة التي جاءت لتقتل متعة الكرة الألمانية وتقصي الأندية الجماهيرية والبعض الآخر يعتبر لايبزج مشروعا يجب دعمه وإنتظار نتائجه لاسيما أن الفريق يعتمد على جذب المواهب الشابة وتطويرها وإعطاءها الفرص الكاملة ولم يمارس، حتى الآن، أي أشكال دخول كرة القدم من بوابة الأموال الجاهزة.