"أتلتيكو فريق صعب، لكننا عرفنا كيف نلعب المباراة ودافعنا جيدا وانتصرنا.. ليس من السهل الفوز في الكالديرون" هكذا تحدث مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان بعد انتصار فريقه على أتلتيكو مدريد 3-0 في الجولة 12 للدوري الإسباني.
فوز ريال مدريد جعله يتصدر الليجا برصيد 30 نقطة بفارق 4 نقاط عن برشلونة، فيما توقف رصيد أتلتيكو مدريد عند النقطة 21 في المركز الخامس.
كيف أتى الفوز الكاسح؟ هذا ما سنوضحه..
الاستخدام السليم لرونالدو
هل تعلم لماذا يقارن رونالدو بميسي؟
الأهداف هى السبب، أهداف رونالدو الغزيرة وتسجيله لأكثر من 50 هدفا في الموسم منذ موسم 2010-2011 سبب تلك المقارنة.
منذ بداية الموسم وأداء رونالدو في تراجع، الإصابة والإرهاق وعدم وجود شكل هجومي واضح لريال مدريد تسبب في غياب البرتغالي عن المشهد. لا أهداف لا مقارنة، إذ أن مهار ميسي لا يضايها سوى أهداف رونالدو.
ولأن رونالدو لا يستسلم، عاد إلى الساحة بثلاثية في شباك الخصم الذي فشل ريال مدريد بالانتصار عليه في اخر 6 مباريات بالدوري، أتلتيكو مدريد، عودة يساهم فيها مدربه زيدان بشكل كبير.
كيف؟
منذ أن تولى زيدان تدريب ريال مدريد يعتمد على طريقة 4-3-3، بتواجد رونالدو في مركز الجناح الأيسر وجاريث بيل على الجناح الأيمن وبنزيمة مهاجما، هكذا تكون الخطة على الورق، وفي الملعب يحدث تبادل في المراكز بين الثلاثي، يدخل رونالدو ليكون مهاجما ويأتي بنزيمة يسارا ويظل بيل يمينا أو يذهب رونالدو لليمين ويأتي بيل لليسار وتستمر المداورة أثناء المباراة.
مؤخرا أصبح بنزيمة يعاني من ثقل الحركة بسبب كثرة الإصابات، ومع قلة دقة المراوغات لرونالدو ومعانته أيضا من الإرهاق للمشاركة في أغلب المباريات بالموسم، أصبح البرتغالي يعاني على الجناح الأيسر، السرعة والقوة لا تساعده في التغلب على حصار المدافعين له على خط الملعب، وبنزيمة لا يساعده في تبادل المراكز.
وما زاد الطين بلة هو الأسلوب الدفاعي الذي يتبعه زيدان مع الفريق؛ رونالدو أصبح لديه مهام دفاعية، مما يعني المزيد من الجهد البدني والبعد عن مناطق الخصم.
في الدربي لم تظهر كل تلك الأمور السلبية التي كانت تؤثر على رونالدو وعلى ريال مدريد، لأن زيدان اعتمد عليه في عمق الملعب وليس على الجناح أو على خط الملعب.
رونالدو بات أقرب للمرمى، لا يدافع، يتحرك بحرية أكبر دون أي واجبات معينة، لأنه محمى من باقي أعضاء الفريق، إذا أخطأ في تحرك ما لن تحدث ثغرة في دفاع ريال مدريد، الفريق كله يمرر له ويحصل على فرص أكثر للتسجيل. رهان ناجح من زيدان على أفضل من يحول أنصاف الفرص لأهداف في الفريق.
منطقة جزاء أتلتيكو مدريد كانت أكثر الأماكن التي لمس فيها رونالدو الكرة.
وعلى العكس، لم يلمس رونالدو الكرة على الإطلاق داخل منطقة جزاء ليجانيس في المباراة السابقة لمباراة أتلتيكو مدريد.
ربما يرى المشاهد أن أهداف رونالدو كانت سهلة أو حالفه فيها الحظ، لكن رونالدو ومنذ بداية الموسم بدا وأنه نسى كيف يسجل من الأساس.
زيدان جعل رونالدو يلعب براحة أكبر في الملعب، تماما مثل ما فعله لويس إنريكي مع ميسي في برشلونة، أصبح لديه حرية أكبر في الملعب، محمي براكتيتش وسيرجي روبيرتو ومن خلفهم بوسكيتس، يتحكم هو في توزيع اللعب وصناعة الأهداف، ليس لديه ما يقيده في الملعب.
تلك النقطة كانت السبب في نجاح زيدان في إدارة المباراة.
الاستفادة القصوى من بيل
جاريث بيل لعب على يسار الملعب؛ فصنع هدفا وخلق فرصتين للتسجيل، أي أنه حقق في المباراة ما حققه في مباراتي ليجانيس وديبورتيفو ألافيس، هكذا ظهر رقميا.
وبعيدا عن لغة الأرقام فتواجد بيل بدلا من رونالدو على الجناح الأيسر ساهم في اعتماد ريال مدريد على المرتدات بشكل أفضل، بسبب سرعة بيل وتفاهمه مع إيسكو، فأصبحنا نجد الفريق الملكي يصل لمنطقة جزاء أتلتيكو مدريد بـ3 أو 4 لمسات، كرة الهدف الثالث خير دليل على ذلك.
وهو ما كان يفتقده ريال مدريد بتواجد بيل على الجانب الأيمن.
نحو كثافة دفاعية أكبر
ساهم تحرر رونالدو من أي واجبات دفاعية في الانتشار السليم لريال مدريد في الملعب، وقدرته على الوقوف خلف الكرة لمنع أتلتيكو مدريد من خلق مساحات للتسجيل، الأمر الذي نجح فيه زيدان وفشل سيميوني في حله.
رباعي الدفاع يتمركز حول منطقة الجزاء، بيل وفاسكيز والتزام دفاعي يسارا ويمينا، كوفاسيتش بجوار مودريتش مع إيسكو = غلق المساحات.
النقطة التي لا تقل أهمية عن تواجد رونالدو أقرب لمرمى أتلتيكو مدريد تمثلت في كيف يتصرف الفريق عندما يمتلك الكرة.
مشكلة ريال مدريد في الدربي في السنوات الأخيرة كانت في طريقة اللعب، وهى مشكلة أغلب الفرق التي واجهت أتلتيكو مدريد في الأونة الأخيرة. نهاجم؟ أتلتيكو صعب اختراقه دفاعيا. ندافع؟ لن ننتصر.
زيدان هاجم أتلتيكو في الدربي الأول له، لكنه فشل في الوصول للمرمى وخسر، في الدربي الثاني ترك لهم الكرة لكنه تعادل.
في المباراتين لم يعرف زيدان كيف يلعب مع أتلتيكو مدريد، لكنه أجاد الإجابة أمس.
لن نترك لأتلتيكو مدريد الاستحواذ، لكننا سنلعب جميعا خلف الكرة، ونحن نعلم ماذا سنفعل بها حين نمتلكها.. لذا ظهر ريال مدريد يدافع أغلب الوقت لكنه حصل على النسبة الأكبر للاستحواذ، الذي خسره في نهائي دوري أبطال أوروبا.
الفضل في ذلك يعود لإيسكو ومودريتش وكوفاسيتش.. القدرة على التمرير –الجرئ أحيانا- والمراوغة معا كانا السبب في تفوق ريال مدريد في معركة نصف الملعب.
زيدان أشاد بالثلاثي بعد المباراة وأكد أنهم كانوا سبب التفوق.