دربي الغضب والجنون.. هل يصبح فجرا جديدا لميلان وإنتر؟
الأحد، 20 نوفمبر 2016 - 10:27
كتب : إسلام مجدي
في فترة الثمانينات ومنتصف الألفية الجدية كان ميلان أحد أكبر الأسماء في أوروبا يكفي أن تسمع أنه سيواجه خصما ما وتعرف أن الشيطان الإيطالي الأحمر سيحطم خصمه بسهولة.
كنا نرى مدربين أسطوريين يتولون مهمة قيادة الفريق، أرييجو ساكي ثم فابيو كابيللو وكارلو أنشيلوتي، كان الفريق يقدم كرة قدم لا مثيل لها وأوروبا بالكامل تشهد لما كان يقدمه.
لكن بعد ذلك سياسة انتدابات غريبة للغاية وبعض الاختيارات السيئة للمدربين قادت الفريق لثقبا أسود تاه فيه بين حلقات الزمن، إحباط تلو الأخر للجماهير التي انتظرت عودة العملاق لكن دون جدوى.
أخيرا اعترف سيليفيو بيرلسكوني رئيس النادي أن الفريق يجب أن يعود وقام ببيعه بعد دوامة أزمات مالية غريبة دخل فيها بلا طائل.
وظهرت رؤية جديدة في الجانب الأحمر من ميلان، شباب جدد مثل جيانلويجي دوناروما ومانويل لوكاتيلي، كلاهما مشجعين لميلان قبل أن يكونا لاعبين له، إنهما يقودان الموجة الجديدة لحالة التفاؤل بين مدرجات سان سيرو مع مدرب جديد هو فينشينزو مونتيلا.
الجانب الأزرق من المدينة لم يكن في أفضل حال إن لم يكن أسوأ، بعد النجاح الساحق مع جوزيه مورينيو اختفى تماما إنتر ميلان من على رادار كبار أوروبا، واكتفى بمشاحنات اللاعبين مع الجماهير ليتصدر عناوين الصحف.
لم تعد الأفاعي مخيفة ولم تصبح ذات هيبة بل مجرد فريق يقاتل في وسط الجدول لبلوغ إحدى المسابقات الأوروبية، قيمة الفريق الكبيرة كانت في نفس الثقب الأسود مع ميلان فقط سفينة إنتر تأخرت بضعة أعوام.
إن نظرنا للكرة الإيطالية بشكل عام حاليا فهي تفتقر دوما لشيء ما، دربي العاصمة لاتسيو ضد روما أين ذهبت شرارة نيرانه؟ لكننا لسنا هنا للحديث عن ذلك الدربي بل عن دربي مدينة أخرى هي ميلان.
سواء ميلان أو إنتر كلاهما عملاق في أوروبا وحقق سلسلة نجاحات سطرت في كتب التاريخ، بينهما فازا بـ36 بطولة دوري و12 بطولة كأس إيطاليا و10 بطولات دوري أبطال أوروبا وخمسة بطولات سوبر أوروبي و5 بطولات إنتركونتينتال و3 بطولات كأس اتحاد أوروبي وبطولتي كأس عالم للأندية، إننا نتحدث عن تاريخ لا ينسى في أوروبا لفريقين من مدينة واحدة.
حينما نهض يوفنتوس ليصبح عملاقا في إيطاليا كان كل من ميلان وإنتر في ثبات عميق ليسا موجودين للدفاع عن اللقب، عملية تحول غريبة شهدته الكرة الإيطالية في فترة قصيرة للغاية بسبب حالات من التخبط الإداري وإهدار المواهب والسعي وراء الاستثمار بطريقة خاطئة.
رغم كل تلك الأهوال لازال دربي ميلان واحدا من أفضل المباريات التي ترغب دوما في مشاهدتها أيا كان اللاعبين أو المدربين أو الحالة، إنه الشيطان الأحمر ضد الأفاعي دربي الجنون والغضب.
لسوء الحظ فقد فقدت كرة القدم تلك الشرارة التي كانت تشعل الدربي، لم تعد المشاعر تتحرك حينما تسمع أن إنتر سيواجه ميلان، تتحول شيئا فشيء لتصبح مباراة عادية، بحاجة لإعادة إحياء، الكرة الإيطالية بحاجة لعودة واحد من أبناءها من الثقب الأسود الذي تاها فيه لكي تعود مرة أخرى، تاريخيا كان الدربي قتالا ملحميا تتابعه حتى لحظاته الأخيرة واليوم تعرف أن هناك مباراة بينهما بالصدفة.
قال أدريانو جالياني "يبدو هذا الدربي مختلفا مقارنة بكل ما سبقه، خاصة من ناحية الاهتمام والتذاكر والمدرجات، إنه تطوير جديد لملكية النادي".
هذا صحيح وبكل تأكيد فهذا الدربي قد يكون الأخير بنسبة 99% لسيلفيو بيرلسكوني كمالك لميلان بعد تصريحات كارلو تافيكيو الأخيرة بأن الفريق سوف يباع للمجموعة الصينية في شهر ديسمبر، إضافة لذلك فهذه المباراة هي الظهور الأول لسيلفيو بيولي كمدرب جديد لإنتر بعد إقالة فرانك دي بور.
حتى أندريا بولي لاعب وسط ميلان لاحظ ذلك وقال :"بعد كل تلك السنوات الصعبة المليئة بالمشاكل والتي لن أقوم بإحصائها الآن، قد تكون تلك هي المرة الأولى التي نعيد فيها بناء مجموعة مترابطة قوية، نحن على الطريق الصحيح ويجب أن نستمر في ذلك المسار".
في الجانب الأخر من المدينة كانت تلك نظرة ماسيمو موراتي رئيس إنتر السابق عن المباراة "عادة تغيير المدربين يجلب حظا جيدا في الدربي، والفوز يكون حليفا للمستضعف، لكنها ليست وظيفة سهلة لبيولي، إنه سيخوض مباراة صعبة للغاية، لكنه مدرب ذكي وقادر على دفع تشكيلته لتقديم أفضل مستوى".
ديتريو ألبرتيني لاعب ميلان السابق تحدث عن المباراة من وجهة نظره أيضا وقال "حينما يكون هناك تغييرات فلا يعد ذلك فشلا للمدرب الذي تمت إقالته، بل أيضا ناقوس خطر للاعبين بالكامل".
وأضاف "حينما تقوم بتغيير ما فأنت تبدل الحال، لذا إنتر لديه أفضلية لأنه لديه مدرب جديد واللاعبين يرغبون في إثبات أنفسهم".
لكن يبدو أن الجميع تناسى أنه حينما عاد مانشيني لتدريب إنتر في نوفمبر 2014 كان الدربي أولى مبارياته وانتهت المباراة بنتيجة 1-1.
في أخر خمسة أعوام سيطر يوفنتوس على إيطاليا كليا، هيمن على الجميع حتى وإن خسر عدة مباريات فإنه في النهاية يفوز بالحرب وبسهولة شديدة.
وبعد أعوام عديدة من التنافس في وسط الجدول، ميلان وإنتر سيتنافسان في الدوري هذه المرة على الكبرياء ربما الأهداف مختلفة الطرف الأحمر يرغب في مواصلة السباق ونتائجه الجدية، أما إنتر يرغب في الاستفاقة لكن الهدف وحيد وهو الكبرياء.
من دون سباق على اللقب وأسماء كبيرة في الطرفين قد يبدو الأمر أن الجماهير قد تخلت عن الدربي في الأعوام الأخيرة، لكن هذه المباراة هي الفرصة الأخيرة لإثبات أن هناك جودة في الطرفين بإمكانها استعادة الثقة المفقودة.
الدربي المقبل سيكون بمثابة الفجر الجديد لكل فريق كل بطريقة مختلفة، ميلان والرغبة في العودة مع جيل من الشباب مثل أليسيو رومانيولي وماتيا دي شيليو ودوناروما ولوكاتيللي، وإنتر الذي يرغب في بداية جديدة مع مدرب جديد أملا في العودة من الثقب الأسود.