على الورق الفريق الذي يدربه جوزيه مورينيو يكون دائما سلبيا دفاعيا لا يقدم كرة قدم ممتعة وحينما يتم انتقاده دائما حول عدم أخذ المبادرة الهجومية، لكن هل هذا صحيح؟
عند سؤاله عما إذا كان سيغير تشكيله قبل إحدى المباريات لركن الحافلة جاء رد مورينيو الذي نقلته صحيفة "جارديان" الإنجليزية "ركن الحافلة ليس له علاقة باللاعبين الذين يختارهم المدرب، بل له علاقة بالطريقة التي يلعب بها الفريق".
وأضاف "بإمكانك اللعب بـ6 أو 7 أو 8 لاعبين دفاعيين ويصبح فريقك هجوميا" تلك هي خطة مورينيو دائما.
في فبراير 2014 حينما واجه تشيلسي نظيره مانشستر سيتي وفاز بنتيجة 1-0، لعب مورينيو بطريقة 4-3-3، تلك الطريقة معروف عنها أنها هجومية وهذا أيضا اعتقاد خاطئ لكن ليس هذا موضع توضيحه، نحن هنا للحديث عن مورينيو حينما يلعب بـ4-3-3.
في تلك المباراة قام مورينيو باستبعاد أوسكار صانع ألعابه من الخطة، ولعب بالثلاثي ديفيد لويز ونيمانيا ماتيتش وراميريز سانتوس، لعب بثلاثي في الوسط لتطبيق طريقته الدفاعية 4-3-3.
أيضا ضد ميدلزبره في سبتمبر 2004 لعب بطريقة 4-3-3، والتي أصبحت من خصائص تشيلسي في تلك الفترة، فرانك لامبارد تألق في دور لاعب الوسط الذي يتقدم من الخلف إلى داخل منطقة جزاء الخصم ليسجل 13 هدفا في ذلك الموسم.
مورينيو يعتمد على 3 لاعبين في وسط الملاعب يشكلون جدارا دفاعيا قويا لاستبعاد أهم لاعب في الخصم وعزل المهاجم عن الفريق وتشتيت ثنائي الارتكاز.
مورينيو غير أسلوبه إلى 4-2-3-1 في ريال مدريد ثم تشيلسي بعد ذلك، والحال ذاته حاليا مع مانشستر يونايتد المدرب البرتغالي يلعب بلاعب وسط دفاعي ثم لاعب من الصندوق للصندوق مع حرية أكبر من اللاعب الذي جانبه، كنا نرى هذا النموذج في تشابي ألونسو وسامي خضيرة وفي بعض الأحيان كان يشارك لاسانا ديارا لمنح حاجز دفاعي أكبر، وفي تشيلسي كان الثنائي نيمانيا ماتيتش وسيسك فابريجاس.
أما هذا الثنائي كان يأتي 3 لاعبين في الوسط للدور الهجومي في النادي الملكي كان كريستيانو رونالدو ومسعود أوزيل وآنخيل دي ماريا، وفي تشيلسي إيدين أزار وأوسكار وويليان.
لنعد إلى الماضي القريب وتحديدا أخر مباراة لعب فيها مورينيو ضد فينجر بطريقة 4-3-3، وانتهت المباراة بنتيجة 0-0 وقتها كان الهتاف الشهير من الجماهير بأن تشيلسي ممل وجاء رد المدرب البرتغالي بـ"الناس يتحدثون حول الأسلوب، لكن ما هذا؟ في بعض الأحيان أسأل نفسي عن مستقبل كرة القدم، ربما سيكون سجادة عشبية خضراء كبيرة من دون مرمى، والفريق الذي يستحوذ أكثر هو من سيفوز بالمباراة، الناس سيحللون الأداء ويبعدون المرمى من الملعب".
أرسنال فريق يفتك بالخصم الذي يترك له مساحات ومورينيو يعرف ذلك جيدا جدا، خاصة وإن كنت تملتك لاعبا مثل مروان فيلايني، صحيفة "جارديان" تحدثت عن تمركز اللاعب الدولي البلجيكي هذا الموسم في صورة.
فيلايني يتمركز بطريقة خاطئة مانحا مساحة للخصم ليخلق المرتدات ويربك الخط الخلفي ويدفعه للتراجع أكثر عن مساحته وبالتالي فأرسنال يمتلك أفضلية هنا.
أضف إلى ذلك أن يونايتد لم يعد يمتلك مهاجما عدا إبراهيموفيتش وروني ليس في أفضل أحواله، ويمر بعدة أزمات أخرها أزمة الخمر مع منتخب إنجلترا.
قد يكون فيلايني جيدا جدا فيما يخص مساندة الخط الخلفي وقطع الكرة والفوز بمعظم الكرات الهوائية، لكن أن تقوم بأهم دور في خطة مورينيو وهو الحفاظ على الكرة واقتطاعها من الخصم والتمركز السليم، هو لا يفعل ذلك على الإطلاق.
حاليا يلعب يونايتد بطريقة 4-2-3-1، حينما يمتلك الكرة بطريقة أشبه بالعشوائية وذلك مرة أخرى بسبب فيلايني الذي يكون متوقفا كليا بينما يفتح بوجبا تمركزه إلى الجهة اليسرى وروني ينضم للعمق ناحية إبراهيموفيتش –إن شارك الفتى الذهبي الإنجليزي- بينما إن شارك خوان ماتا فالإسباني يعرف جيدا أنه ليس بحاجة لإعاقة تحركات إبراهيموفيتش.
مورينيو سيعود لإزعاج فينجر مرة أخرى يوم السبت في الدوري هذه المرة مع الشياطين الحمر وسيجرب بكل تأكيد طريقة 4-3-3 التي تجعل أرسنال يعجز كليا عن التحرك نظرا لأنها تعزل أهم لاعبيه أوزيل، إضافة لعزل المهاجم عن الفريق مما سيجعل محاولاته تذهب سدى، مورينيو يمتلك ضمن مكتبته كتابا عنوانه "إن لم يكن بإمكانه الفوز فلا تخسر". وهذا ما حدث ضد ليفربول.
قال تيري هنري عبر شبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية: "هل يمكن لفينجر أن يفوز على مورينيو في الدوري؟ لا أعلم لكن بكل وضوح مورينيو يفعل شيئا ما تكتيكيا في الملعب يمنع فينجر من الفوز".
فينجر مدرب عنيد للغاية لا يتغير وبالتالي يجعله هذا فريسة سهلة لمورينيو طيلة الـ15 مباراة الماضية هو بنفسه قال ذلك "المهم حينما تكون مدربا أن تركز وهو مالم يتغير فيه طيلة الـ15 عاما الماضية، لا نضع خطة لإيقاف شخص ما، الأمر ذاته بالنسبة لنا في كل مباراة".
وبالتالي إن تم عزل أفضل لاعب في أرسنال هذا الموسم وببعض التشتيت لخط الوسط إضافة لحرمان المهاجم من الفرص، سيعني هذا نتيجة أخرى غير مرغوبة للفريق اللندني ومدربه.
إضافة إلى ذلك فإن مورينيو يحارب فينجر بسلاحه، فالأخير يعرف جيدا أن الهجمات المرتدة هي الأفضل لضرب سياسة الاستحواذ على الكرة، بكل تأكيد مورينيو يترك الكرة كليا لفريق فينجر ويضعه تحت الضغط طوال المباراة خوفا من فقدانها، الأمر ذاته قام به فينجر مرة وحيدة في الدرع الخيرية، لكنه عاد وخسر في الدوري لأنه لم يتمكن من محاكاة نفس النموذج وفضل ألا يبتعد عن هويته التكتيكية.
صرح فينجر في وقت سابق "معظم الأهداف تأتي من الهجمات السريعة المرتدة، تمريرة أو اثنين ثم تسديدة، الفريق الذي يمتلك الكرة يمرر كثيرا بينهم وبالتالي لديهم نسبة نجاح أقل، عليك أن تكون سريعا وجريئا فتستغل الكرة وستصبح ناجحا".
وأضاف "حينما تتمركز في الخط الخلفي وتترك الاستحواذ لخصمك فأنت تجعل العشوائية تسيطر عليه إضافة لحالة من الإحباط، لكي تفعلها بصورة جيدة، على خط الوسط وظهيري الجنب دعمك بصورة قوية، وذلك لصقل قدرة الفريق في المرتدات".
واستطرد "على الجميع أن يترك كبريائه في غرفة الملابس، مهاجمك يجب أن يكون طموحا لكي يأتي للخط الخلفي ومن ثم يسجل الأهداف".
كلها نصائح قدمها فينجر في وقت سابق لكنه وبوضوح لا يطبقها كثيرا خاصة حينما يؤول الأمر لمواجهة جوزيه مورينيو أيا كان الفريق الذي يدربه هذه المرة سيكون مدربا لمانشستر يونايتد وليس تشيلسي.
ستكون المباراة مثيرة للغاية كل مدرب له هدف مختلف، وتكتيك مختلف ووجهة نظر مختلفة، مورينيو يطبق 4-3-3 دفاعية بفكر من فينجر، والأخير يطبق 4-2-3-1 هجومية ويلعب بشكل مختلف، فلمن تكون الغلبة؟