كتب : إسلام مجدي
حينما تولى دييجو سيميوني مهمة تدريب أتليتكو مدريد في 2011، قليلون في العالم توقعوا أنه سوف يمر بفترة ومسيرة رائعة من النجاح مع الروخيبلانكوس.
المدرب الأرجنتيني أصبح أحد أفضل المدربين في العالم في فترة قصيرة، مسيرته التدريبية مع أتليتكو بدأت بعاصفة قوية، وجد أنه يمتلك عدد من اللاعبين الشباب المتميزين وجميعهم كانوا جاهزين ومستعدين لتطبيق فلسفته التدريبة، وبكل تأكيد منحه درجات العمل الذي يطلبه أيا كان، وما حدث تاليا كان للتاريخ.
على الجانب الأخر هناك زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد أسطورة الفريق وبطل دوري أبطال أوروبا على حساب سيميوني، إن كان هناك شيئا مشتركا بين المدربين فهو غريب للغاية.
زيدان طوال مسيرته كلاعب تحصل على 15 بطاقة حمراء لم يكن ذلك القديس، على الجانب الأخر ذلك المدرب الذي يبدو وكأن فريقه يلعب مصارعة المحترفين، فإن سيميوني كلاعب مثل زيدان تحصل على 3 بطاقات حمراء مباشرة و3 بعد الحصول على إنذارين.
بكل تأكيد ألم الخسارة في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فترة قليلة من خسارة نهائي أخر ضد الفريق في 2014، لا شك أن هذا هو ما يؤرق سيميوني حاليا الانتقام الجميل، آخر مرة تقابل الفريقان بعد خسارة الروخيبلانكوس لنهائي دوري الأبطال كانت في سبتمبر 2014 وانتهت بفوز الطرف الأحمر في مدريد بنتيجة 2-1.
لم يتبق الكثير لسيميوني مع أتليتكو مدريد، عقده قد تقلص لينتهي في 2018، وبالتالي هناك هذا الموسم والموسم المقبل، هناك خطوة باقية للحفاظ على الكبرياء والاستمرار في كتابة التاريخ.
حينما تتعرض في فترة قصيرة لخسارتين قويتين مثل ما حدث في 2014 و2016 ضد ريال مدريد، الأمر يكون محبطا للغاية، وهكذا جاء رد سيميوني بعد ذلك "فكرة الرحيل بدأت تطرق باب عقلي، إنه سؤال منطقي حول مستقبلي بعد هزيمة مثل هذه، لكن أشعر بالفخر بلاعبي فريقي".
وتابع "كانت لدينا فرصة لكي نصبح أبطالا لكننا لم نستغل تلك الفرصة، ما هو واضح أنه لا أحد سيتذكر الخاسرين، خسارة نهائيين هو فشل، أنت تفعل كل ما يمكنك فعله، وتحاول ما تستطيع، ثم تخسر نهائيين".
سيميوني وصل لنهائي دوري الأبطال مرتين في 3 أعوام في مرة خسر بنتيجة 4-1، والثانية بركلات الترجيح، لم يتمكن قط من الحصول على انتقامه المرغوب، على الجانب الأخر زين الدين زيدان مدرب جديد تولى المهمة بعد ما يقرب من نصف الموسم في يناير 2016 ليحقق اللقب الغالي، إنها مسألة حظ وسوء حظ، مدرب عاندته الابتسامة ومدرب ابتسمت له الكرة.
جماهير أتليتكو مدريد وإدارة الفريق تعي جيدا أنها تعيش أوقاتا قد لا تتكرر مطلقا منذ ديسمبر 2011، حتى إنريكي سيريزو رئيس النادي قد تحدث عن سيميوني قائلا: "لا يجب أن نفكر فيما سوى نحيا فيه الآن، سيميوني موجود حاليا حيث يرغب في أن يكون، نحن مستعدون إن أتى أحدا للبحث عنه، لكن لا تأتوا من أجل سيميوني".
إنها عقدة إنكار على الرغم من أن الرحيل حتمي إن لم يكن في 2018 وهو الأمر القريب، فسيكون بعدها بموسم وحيد، لا يمكنك أن تجبر أحدا على الاستمرار معك.
على الجانب الأخر زيدان لم يقض 4 مواسم ونصف الموسم مثل سيميوني، إنه لازال في بداية مسيرته المباراة ضد أتليتكو لا تحمل له طابعا خاصا أو تنافسا من نوع ما سوى أنها دربي مدريد لا توجد عداوة شخصية أو شيء يقلق أحد ما من اشتباك المدربين بالأيدي مثل ما يحدث مع جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد وأرسين فينجر مدرب أرسنال.
لعب زيدان ضد سيميوني كلاعبين في 9 مرات فاز زيزو في 3 مرات وفاز دييجو في 4 مواجهات وتعادلا في مواجهتين.
كتيبة دييجو سيميوني تتمتع بقوة بدنية واندفاع قوي للغاية ومواهب هجومية تتمكن من قلب معطيات المباراة بالهجمات المرتدة والسرعة، زين الدين زيدان يجب أن يستعد لمفاجأة سيميوني وإلا لن تعجبه نتيجة المباراة وربما يخسر الصدارة.
قال أيتور لاجوناس محلل قنوات "بي إن سبورتس" قبل المباراة: "أعتقد أننا سوف نرى الاستحواذ بنسب قريبة بين الفريقين، قد يفضل أتليتكو الاستغناء عن الكرة، لكن كلاهما سيكون حريصا على استغلال أي مساحة أمامه وكذلك الأخطاء في خط الدفاع، سيشكل ذلك تغيرا في السيناريو، أتليتكو فاز بالدربيات الأخيرة بواسطة استحواذه على الكرة أكثر من ريال مدريد".
أما فران جوليين محلل صحيفة "ماركا" الإسبانية فكتب "يوجد احترام متبادل بين الفريقين، إلا لو حدث شيئا غريبا وتوترت الأجواء، ستكون مباراة مثيرة ومقفلة، مشابهة للتي رأيناها في ميلان".
نلتقط من فران طرف الخيط مواجهة ميلان في المرة الأولى سيميوني كان حزينا محبطا وربما أراد الانتقام من كارلو أنشيلوتي لكنه كان يعرف أن أتليتكو لازال أمامه فرصة أو اثنين للوصول وقد كان قبل أن يودع البطولة من ربع النهائي ضد ريال مدريد.
ما حدث في دوري أبطال أوروبا على مدار ثلاثة أعوام سيلقي بظلاله الكئيبة على المباراة وبكل تأكيد حتى وإن لم يرغب ريال مدريد في الحصول على الكرة وسيرغب في الخروج بأقصى درجات الأمان، إلا أن أتليتكو سيبحث عن الثأر والثأر فقط، لن يشغل بال كتيبة سيميوني فارق النقاط، فلمن تكون الغلبة؟ لزيدان الذي يأمل في كتابة تاريخ جديد أم سيميوني الذي يرغب في قتل ريال مدريد؟