في عيد ميلاده.. مبوما الصاروخي الذي واجه العنصرية بالأهداف

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 - 14:15

كتب : أمير عبد الحليم

مبوما

إنبوما. إمبوما. مبوما .. لا يهم الاسم، المهم أن صاحب القميص رقم 21 في منتخب العالم في بلاي ستيشن 1 كان له تسديدة صاروخية لا ترد.

من كان يلعب بمنتخب العالم في لعبة "Winning Eleven 3" الشهيرة في مصر بـ"اليابانية" كان يعتمد على تسديدات المهاجم الأسمر صاحب القميص رقم 21 من خارج منطقة الجزاء التي تقتل أي دفاع.

واليوم 15 نوفمبر، يحتفل الأسد الكاميروني بعيد ميلاده الـ46.

باتريك مبوما هو نجم منتخب الكاميرون ومنتخب العالم في اللعبة وصاحب القميص رقم 21. سرعته 8. وتسديدته 9.

هناك من كان يطلق عليه "إنبوما" أو "إمبوما" بسبب الطريقة التي كان يقول بها المعلق اسمه بعد كل تسديدة يطلقها بقدمه اليسرى.

من هو مبوما؟

هاجرت عائلة مبوما من الكاميرون إلى فرنسا وهو لايزال يبلغ من العمر عامين، وهو ما منحه بداية مميزة لمشواره مع كرة القدم.

يقول مبوما: "عائلتي تحملت عناء السفر 5000 كيلو متر إلى فرنسا، ففي بداية السبعينات كان الأمر مكلف ماديا والفرصة هناك كانت أفضل لوالدي ووالدتي على المستويين المهني والاقتصادي".

بدأ مبوما مشواره مع كرة القدم في فرنسا من خلال باريس سان جيرمان الذي لعب في فرق ناشئيه. قبل أن يبدأ المشاركة مع الفريق الرديف في 1990.

لعب مبوما مع رديف سان جيرمان 36 مباراة سجل خلالهم 29 هدفا، ليقرر نادي العاصمة عام 1992 منحه فرصة أكبر بإعارته لشاتورو من أجل اكتساب مزيد من الخبرة.

ولمدة موسمين، نضج مبوما مع شاتورو، كان الأول في دوري الدرجة الثانية قبل الهبوط للدرجة الثالثة. ولكنه لم يتوقف عن التسجيل، فسجل معهم 22 هدفا في 48 مباراة.

عاد مبوما عام 1994 مرة أخرى إلى سان جيرمان ولكنه لم يلعب كثيرا. فشارك في 8 مباريات وسجل هدفا، وأنهى الموسم متوجا بكأس فرنسا.

ثم قرر سان جيرمان إعارته مرة أخرى، وهذه المرة إلى فريق ميتز الذي لعب معه 17 مباراة مسجلا 4 أهداف، ومتوجا بكأس الدوري.

مرة ثانية عاد مبوما إلى سان جيرمان، ولكنه لم يحظ بفرص كثيرة للعب. ليقرر ترك فرنسا في 1997 متجها إلى اليابان في انتقال غريب.

لكن يبدو أنه كان موفقا في اختياره، فانضم مبوما إلى جامبا أوساكا الذي سجل معه 29 هدفا في 34 مباراة، لينهي الموسم هدافا للدوري وأفضل لاعب أيضا.

ولم يستمر في اليابان إلا موسم واحد فقط، ليخطف أنظار كالياري الذي قرر ضمه في صيف 1998.

وفي موسمين مع الفريق الذي كان صاعدا للدوري الممتاز، سجل 22 هدفا. وكان هداف كأس إيطاليا في موسمه الثاني.

ورغم نجاحاته مع كالياري، إلا أن مبوما اعترف بأنه تعرض لمواقف عدائية بسبب عنصرية جماهيره "أذكر أنني عانيت في العديد من المباريات من العنصرية على يد جماهير كالياري الذي كنت أدافع عن ألوانه، وبدلا من أن أغادر الملعب أو أبدأ في الصراخ، ركزت كل اهتمامي على تسجيل الأهداف، وكانت هذه الأخيرة كافية لإسكات تلك الأصوات المغرضة".

كان مبوما في طريقه للانتقال إلى هيلاس فيرونا، حتى صرح جيامباتيستا باستوريلو رئيس النادي "يجب أن تصبر على ضم لاعب أسود إذا كان يشجعك هؤلاء الجماهير" .. وهي التصريحات التي أثارت جدلا كبيرا في إيطاليا، لتتوقف الصفقة.

انتقل مبوما إلى بارما عام 2000، ولعب معهم موسما ونصف مسجلا 5 أهداف، وفي النصف الثاني من موسم 2001-2002 عاش النجم الكاميروني تجربة جديدة في إنجلترا بإعارته لسندرلاند.

ولعب في الدوري الإنجليزي 9 مباريات مسجلا هدفا.

كانت هذه أخر محطات مبوما في أوروبا، ليلعب لأول مرة في إفريقيا مع فريق الاتحاد الليبي موسم 2002-2003.

ويتحدث مبوما عن خطوة الانضمام للفريق الذي كان يمتلكه الساعدي القذافي: "كان يتوجب على كل لاعبي الفريق تمرير الكرة للساعدي القذافي، كما يمنع منعاً باتاً على لاعبي الفريق الخصم محاولة قطع الكرة من أمامه".

وقرر مبوما اختتام مسيرته في اليابان، حيث مثل فريقي طوكيو فيردي وفيسيل كوبه قبل الاعتزال في مايو 2005.

شاهد ماذا يفعل مبوما بيسراه:

أسد متوج

"والدي كان حارس مرمى في الدوري الكاميروني وكان يمتلك ألبوم صور لتصدياته حيث كان أصدقائه يسمونه ( القرد ) بسبب قصر قامته وسرعة رد فعله، ولذلك كبرت وأنا مهتم بالكرة الكاميرونية. وعندما تقليت استدعاء من منتخب الكاميرون لم أفكر في انتظار فرنسا". هكذا يكشف مبوما لماذا لعب للكاميرون ولم يلعب لمنتخب فرنسا.

بدأت مسيرة مبوما مع الكاميرون عام 1995، ومن وقتها لعب 57 مباراة مسجلا 33 هدف. وشارك في بطولتي كأس العالم 1998 و2002. وسجل هدفين في المشاركتين.

وتوج مع الأسود بكأس الأمم الإفريقية 2000 و2002. وكان هدافا للبطولتين.

وكان إنجازه الأكبر مع منتخب الكاميرون، بالتتويج بذهبية أوليمبياد سيدني 2000 بعدما قاد الأسود لقهر إسبانيا في المباراة النهائية بركلات الترجيح. حيث كان هدافهم في البطولة.

وفي هذا العام، توج مبوما بجائزتي الكاف وبي بي سي لأفضل لاعب في قارة إفريقيا.

لايزال يتذكر الكثيرون هدفه المبهر في مرمى فرنسا في المباراة الودية في أكتوبر 2000 .. والتي دفعت المعلق للصراخ "باتريك Magic مبوما".

وقال مبوما عن الهدف الرائع: "شاهدت هذا الهدف مئات المرات، وجدت نفسي في وسط الطريق بين الكرة والمرمى ولم يكن لدي الكثير من الحلول".

وسجل مبوما هدفا في شباك منتخب مصر في ربع نهائي كأس الأمم 2002 قبل التتويج بالبطولة.

أين هو الآن؟

عمل مبوما معلقا ومحللا للمباريات في بعض الشبكات التليفزيونية.

وكشف في حوارات سابقة أنه يعمل على الحصول على رخصة تدريبية ليبدأ مشواره مع الكرة من خارج الخطوط.

التعليقات