كتب : أمير عبد الحليم
هل تعرفون تلك القصة التي تكررت كثيرا في الأفلام عن الشاب الذي كون فريقا للانتقام ممن سرقوا منه حلمه؟ محمد صلاح الآن يريد لهذه القصة النهاية السعيدة.
بعيدا عن أي ما مر به صلاح خارج الملعب ليتحول من المقاولون إلى روما، فبالتأكيد الخسارة من غانا 6-1 هي أصعب اللحظات التي مرت عليه في مسيرته مع كرة القدم.
كان تحقيق الحلم على بعد خطوة، تألق صلاح في التصفيات تحت ظل أبو تريكة.
صلاح الذي كان يعيش عامه الـ21 وهو يرى جيان ومونتاري وإيسين يتناوبون على التسجيل في مرمى مصر، وجد من يتجه نحوه ويطلب منه الثبات ثم يذهب إلى الكرة بعد كل هدف ويضعها في دائرة المنتصف.
ولكن صلاح فقد هذا الظل بعد هذه المباراة، ضاع الحلم واعتزل أبو تريكة وتحمل هو المسؤولية مبكرا.
اليوم صلاح بات هو ذلك القائد حتى وإن لم يحمل هذه الشارة، ولذلك هو من سيوجه زملائه للهجوم على دفاع غانا.
هو من سيحصل على النصيب الأكبر من الثناء لو فاز منتخب مصر، وهو من سيتحمل أغلب اللوم لو - لا قدر الله - تكرر السقوط أمام غانا.
لن يجد أبو تريكة الذي يقترب منه ليقول له "لا تحزن، ستصعد أنت بمصر لكأس العالم".
فريق العودة
بعد ضياع حلم 2014، لم يكن طريق صلاح في البحث عن رفاق رحلة العودة سهلا. وغبنا مرة أخرى عن كأس الأمم بعد هزائم "رايح جاي" من السنغال وتونس.
لكن الحال تغير مع المدرب الواقعي الذي جاء من الأرجنتين ليعيش معنا الحلم، وهو أصلا لديه قائمة أحلام طويلة كان قريبا من تحقيقها يوما ما لكن نفسه كان أقصر من الـ90 دقيقة الأخيرة.
هيكتور كوبر الذي ربما يكون أكثر المدربين نحسا في تاريخ كرة القدم وخسر كل نهائي لعبه، جاء ليكون مسؤولا عن حلم نفشل في تحقيقه منذ 1990.
نحن لا نمتلك كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي، ولا نمتلك تكامل منتخب ألمانيا، لذلك كوبر كان واقعيا في التعامل مع هؤلاء الصغار واختار لهم رمزا ينظرون له دائما بانبهار. عصام الحضري.
الحضري الذي عاش الانتقام من كوت ديفوار في 2006 ومن الجزائر في 2010، ربما لديه الكثير ليقصه لهؤلاء الشباب وهو الذي عاش في الملاعب عدد سنوات أكثر من أعمارهم.
هناك شاب آخر عاش ما مر به صلاح بالضبط تقريبا، محمد النني زميل المقاولون وبازل الذي رافقه في كل خطوة وحتى في الـ6-1، تطور هو الآخر وشق طريقه إلى أرسنال.
وجد صلاح رفيقا آخر من زملاء نكسة الـ6-1، عبد الله السعيد الذي خرج من قائمة المباراة وقتها ورث موقع أبو تريكة في الملعب ليكون عقل هذا الفريق.
بالتأكيد، السعيد ليس الأمهر في مصر لكنه الأذكى بمراحل عن أي لاعب آخر، لن يترك الكرة بين قدميه طويلا ليراوغ ثلاثة لاعبين ولكنه قادر على تجاوز نفس الـ3 بتمريرة واحدة للأمام.
وكما كان صلاح هو مستقبل المنتخب، ظهر رمضان صبحي الذي يتحرك بخطوات أسرع من صلاح نفسه عندما كان في سنه.
هذا الثنائي نسخ التعاون بين أبو تريكة وصلاح، ونجح الفريق في مهمته الأولى، وعاد أخيرا لكأس الأمم الإفريقية بأقدام صلاح ورمضان صاحب الـ18 عاما.
وعندما تأزمت الأمور ضد الكونجو، تدخل السعيد عقل هذا الفريق وتجاوز العقبة مع صلاح.
لكن الحلم الأكبر مختلف، لازال هدف هذا الفريق واضحا وهو كأس العالم. وبالضبط مثل الأفلام وربما كما أرادوا فهو لن يتحقق إلا بإسقاط من هزمونا 6-1.
هل سيكون الفرعون المصري جاهزا للاحتفال؟
الصور عدسة: مصطفى عميره
تصميم الرسمة الأولى: محمد صلاح وتنفيذ: أحمد عزت
تصميم الصورة الثانية: محمد محسن