كتب : عمرو عبد المنعم
حلمت منذ طفولتي أن أكون مهندسا، الجميع توقع ذلك نظرا لتفوقي في الدراسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية وحتى الثانوية.
دائما كنت متواجدا ضمن الطلاب والتلاميذ الأوائل والمتفوقين دراسيا، وكنت أحصل باستمرار على جوائز عبارة عن شهادات استثمار بسبب تفوقي.
يستمر معكم FilGoal.com في تقديم سلسلة أنا محمد أبو تريكة.. وهذه الحلقة الرابعة.
طالع الحلقة الأولى من هنا
كل ما يلي ورد على لسان أبو تريكة، ينقله FilGoal.com من أرشيف حوارات قديس الكرة المصرية.
الإعلام لقبني بالفيلسوف اعتقادا أنني كنت أدرس في كلية الآداب قسم فلسفة وهذا الأمر خاطئ.
باستمرار كنت ضمن فريق المتفوقين في المدرسة لنشارك في المسابقات التعليمية بحسب كل منطقة ومحافظة إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية والتحقت بمدرسة كرداسة.
كانت المدرسة بعيدة بمسافة كيلو ونصف عن البيت، لذلك كنت أذهب إلى المدرسة يوميا بالدراجة الخاصة بي عدا يوم الإثنين الذي كان يصادف موعد السوق الأسبوعي في المنطقة ما يسبب ازدحام شديد، لهذا أضطر لعدم الذهاب للمدرسة يوم الإثنين وأجلس بالمنزل واستغل هذا اليوم في المذاكرة.
حاولت كثيرا التوفيق بين الدراسة والتدريبات ولعب الكرة لكني فشلت بسبب تواجدي الدائم في معسكرات طويلة مع النادي أو منتخب الشباب، لذلك شهدت المرحلة الثانوية تغيبي كثيرا عن المدرسة.
وهنا كان دور وليد ابن عمي كبيرا معي لأنه كان يساعدني في الدراسة عن طريق الملخصات الدراسية الذي كان يعدها بنفسه ويزودني بها بشكل مستمر، بالإضافة إلى جلوسه معي كثيرا لشرح بعض الدروس وبحمد الله تمكنت من تجاوز الثانوية وحصلت على مجموع 80%.
نتيجة مكتب التنسيق كلية العلوم جامعة الإسكندرية، لكني تقدمت بطلب لتحويل أوراقي إلى كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة.
أحد زملائي في المدرسة ويدعى أشرف وهو الآن أصبح طبيبا كان دائما ما ينافسني في الدراسة، حتى أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب الدكتور أشرف وأطلقوا علي لقب المهندس محمد.
سمعت مرارا وتكرارا أن الثانوية العامة "بعبع" للطلبة، لكني تعاملت معها بشكل طبيعي جدا مثلما كنت أفعل في المرحلة الابتدائية والإعدادية، كنت اعتمد بشكل كبير على المذاكرة بكثافة في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات، لكني بالتأكيد واجهني صعوبات في بعض المواد.
أحببت مادة الفيزياء وحصلت فيها على درجة عالية رغم أنني لم أستطع تحقيق حلمي بدخول كلية الهندسة، بإذن الله سوف أشجع أحد أبنائي أحمد أو سيف على دخول كلية الهندسة لتحقيق الحلم الذي لم أستطع تحقيقه.
أما بالنسبة للدروس الخصوصية كان بيني وبينها عداوة غير معلومة السبب، خاصة أن الظروف المادية وقتها كانت لا تسمح لأخذ الدروس الخصوصية لأن كل أشقائي كانوا في مراحل التعليم المختلفة وكان علينا أن نراعي هذه الظروف.
كنت متفوق في جميع المراحل التعليمية، وانضممت لمعسكر منتخب الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمر المعسكر لمدة شهر، وبعد عودتي للمنزل كان ينتظرني امتحان في مادة الإحصاء. وقتها كنت في أزمة حقيقية لضيق الوقت نظرا لأنني لم أذاكر أي شيء وفكرت بالفعل في التغيب عن الامتحان.
وقتها جلس معي شقيقي الكبير أسامة الذي يعمل مدرس رياضيات وطالبني أن أتحلى بالهدوء لأستطيع الفهم جيدا، وجلس معي منذ الساعة التاسعة مساء حتى الثانية صباحا يشرح لي المادة، وشرح لي مثالا من كل فصل بشكل جيد لأتمكن من معرفة المنهج بالكامل.
وبفضل الله استطعت الإجابة بشكل جيد في الامتحان وحصلت في النهاية على درجة 48 من 50، وبعد عودتي من الامتحان راجعت الإجابات مع أسامة وأكد لي أنني سوف أحصل على درجة عالية.
الهروب من مسابقة القرآن
في مرحلة الطفولة كنت أذهب إلى "الكُتاب" لأتعلم وأحفظ القرآن الكريم مثل كل الأطفال في أي قرية منذ سنوات، وكان هذا شيء أساسي في جميع المساجد الكبيرة والصغيرة.
ومثل جميع الأطفال في ناهيا كنت أذهب في مسجد مجاور للمنزل وكان الشيخ عبد الحليم الذي يعلمنا حفظ القرآن هو عمي شقيق والدي.
بفضل الله حفظت 10 أجزاء من المصحف الشريف وبعد نهاية كل جزء كانت تقام مسابقة لتسميع ما حفظه الأطفال، وفي إحدى المرات لم أحفظ بشكل جيد فهربت من المسابقة ولم أحضر.
جاء عمي إلى منزلنا ليبحث عني ويعرف سبب عدم حضوري للمسابقة لكني وبصراحة خفت أن يغضب مني فهربت من المنزل حتى لا يراني، وبعد ذلك ندمت جدا على ذلك.
الآن الحمد لله أحفظ القرآن كاملا.