لماذا لم ينضم حسام غالي لقائمة المنتخب الوطني؟ هل اختياراتك فنية أم تأديبية ؟ لماذا لا ينضم حسام باولو هداف الدوري خلال الموسم الماضي والجاري بصفة مستمرة؟ ولماذا ينضم حمادة طلبة بصفة مستمرة؟ أين شيكابالا ؟
أسئلة طُرحت مئات المرات على الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني، في كل مؤتمر وقبل كل معسكر، ودومًا كانت إجاباته واحدة "ليس هناك أي أمور شخصية واختياراتي فنية بحتة، وباب المنتخب مفتوح للجميع".
أي عنوان ذلك الذي نبحث عنه ليتصدر مواقعنا، ويصل به "الترافيك" لعنان السماء! حتى لو كان السؤال مكررا وبالتبعية يكون الخبر مكررا والخاسر هو القارئ والمشاهد والإعلام نفسه الذي ينحدر إلى الهاوية.
كوبر اشتكى على الملأ من تكرار هذه الأسئلة التي لا جدوى منها، وفي الخفاء تحسر على حال الإعلام.
أي إعلام هذا الذي ينتقد منتخبا حينما يفوز بحجة الأداء غير المقنع وينتقده أيضا حتى لو خسر وكانت الخسارة مصحوبة بأداء فني جيد، ونحن كمصريين نحلم بالصعود حتى لو دون أداء أو فوز وسننتقد أيضا هذا الصعود السهل والمستحيل، أي إعلام هذا الذي يرفع رمضان صبحي إلى القمة ويتوجه بطلاً رفع رأس مصر لمشاركته أساسياً في مباراة، وهو نفسه الإعلام الذي يفبرك ويؤكد اقتراب عودة صبحي لمصر لجلوسه احتياطياً.. أي إعلام هذا الذي نرى في عناوينه ما ليس في متونه ومضامينه.
اعتراف.. نحن في مصر تعودنا على السلخ قبل الذبح حتى يظل (المصدر)، في خانة الدفاع عن نفسه ومنصبه، والتبرير لأفعاله وقراراته ومُطالب بتقديم تقرير للصحف ووسائل الإعلام عن عدد أنفاسه، ونظل نحن نكتب وننتقد ونُنظِّر، إلا من رحم ربي.
هيكتور كوبر أرجنتيني لا يعرف جيدًا طبيعة العداوة التاريخية بين مصر وإسرائيل، وبالنسبة إليه إفرام جرانت هو مدير فني لمنتخب منافس كأي مدير فني لمنتخب منافس آخر، ولذلك علينا أن نتعامل معه وفقًا لهذه المُعطيات دون غيرها، وعلينا التركيز في الملعب فقط، لأنه السبيل الوحيد للفوز على غانا واستكمال مسيرة السعي وراء حلم المونديال.
كيف نهزم النجوم السوداء؟
كوبر سيخوض المباراة بنفس الخطة التي واجه بها الكونجو 4-2-3-1، لكن من المتوقع أن يُغلق مدرب غانا مساحات اللعب وكافة الثغرات أمام النج م الأول للفراعنة محمد صلاح، ولذلك على كوبر أن يُباغت غانا بتغيير مُربك، وهو الدفع بمحمد صلاح كمهاجم صريح بدلًا من باسم مرسي، ومن خلفه الثلاثي عبد الله السعيد ومحمود تريزيجيه ورمضان صبحي، مع خيار إراحة رمضان والدفع بوليد سليمان حتى يستطيع ثنائي الطرف مواجهة ظهيري غانا عبد الرحمن بابا وهاريسون أفول.
هذا الرباعي الهجومي سيمنح مصر أفضلية ويتيح أمام كوبر نفسه حلولا عديدة، فالمباغتة بصلاح ستربك حسابات المنافس الغاني، الذي يُجهز (كماشة) لصلاح، ومن ناحية أخرى ستمنحه قوة القادمين من الخلف الذين يصعب مراقبتهم، وعلاوة على ذلك سيكون باسم مرسي بديلا خطيرا، حيث أنه في حال لعب باسم لن يكون هناك بديل نظرًا لإصابة "كوكا"، وعدم اقتناع كوبر بحسام باولو.
وإذا بدأ كوبر بهذا الرباعي الهجومي فعليه التأمين الدفاعي بشكل يجعل شباكه لا تقبل أهدافا من ناحية ومن ناحية أخرى يكون الارتداد ايجابياً باستغلال سرعات الثلاثي صلاح ورمضان وتريزيجيه، لذا فوجود أحمد فتحي ضرورياً على حساب عمر جابر، نظراً لاندفاع جابر الهجومي في ظل وجود لاعب اندرلخت فرانك اوتشومبونج، مع الدفع باللاعبين المميزين بطول القامة أحمد حجازي وعلي جبر في قلب الدفاع وعلى اليسار محمد عبد الشافي، ويكون الثنائي محمد النني وطارق حامد هما مفتاح الفوز عن طريق التركيز على قطع الكرة قبل وصول مهاجمي غانا لعلمنا جميعًا بوجود نقطة ضعف في دفاع الفراعنة، هى البُطء.
وذلك يفرض على النني وحامد عدم التقدم لقطع الكرة من الأمام حتى لا يتركوا مساحات بينهم وبين خط الدفاع كالمساحة التي تركها حسام غالي خلفه خلال مباراة نيجيريا، وسمحت للهجوم النيجيري بالتقدم بسهولة نحو مرمى الشناوي، وكاد أن يُطيح بأحلام المصريين في العودة لأمم أفريقيا لولا الإنقاذ التاريخي للمقاتل حمادة طلبة.
على دفاع ووسط المنتخب المصري تكوين مثلثين لتأمين مرماه، الأول يضم أحمد فتحي وعلي جبر وطارق حامد، والآخر يجمع عبد الشافي وأحمد حجازي ومحمد النني، وبهذه المثلثات سوف تتغلب الكثرة الدفاعية على أي مهارة غانية، ولا ننسى أن حراسة المرمى ستكون في يد الأسطوري عصام الحضري الذي سوف يُعطي الثقة للجميع.