دوايت يورك .. السفاح المبتسم

في 3 ديسمبر 1987 كان صاحب الـ16 عاما المراهق المدعو دوايت يورك يحاول أن يشق أقدامه نحو الملعب، في ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف أن يورك سيكون له شأن أخر على الإطلاق.

كتب : إسلام مجدي

الجمعة، 04 نوفمبر 2016 - 10:44
دوايت يورك

في 3 ديسمبر 1987 كان صاحب الـ16 عاما المراهق المدعو دوايت يورك يحاول أن يشق طريقه نحو الملعب، في ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف أن يورك سيكون له شأن أخر على الإطلاق.

مجرد فتى في الـ16 من عمره تتجه إليه الأنظار في ترينداد وتوباجو والمنتخب الوطني يحاول ضمه في اقرب فرصة لأن أوروبا ستطارده، كان يلعب لفريق سيجنال هيل كومب.

في نهائي الكأس كان سيجنال هيل قد فاز بالدوري، وفي نهائي الكأس واجه واحدا من أكبر أندية ترينداد وهو جرين ماشين، وبالفعل فاز فريق الفتي يورك بنتيجة 2-1، وبالطبع سجل ليترك علامة واضحة وتأكيدا على أنه سيصبح له شأن، وانضم للمنتخب الوطني.

عام 1989 كان جرهام تايلور مدرب أستون فيلا وفريقه في رحلة إلى جزر الكاريبي وهي منطقة شمال المحيط الأطلنطي في البحر الكاريبي والتي تتضمن دولا تحيط بها المياه حاول المدرب في ذلك الوقت إعداد كتيبة الفيلانز لمواجهة فريق يسمى سيجنال هيل كومب.

يورك كان يلعب لذلك الفريق غير المعروف الذي سيواجه أستون فيلا وديا، وأعجب تايلور كثيرا بما قدمه يورك في تلك المباراة وعرض عليه فترة معايشة في أستون فيلا.

بعد ذلك حصل يورك على عقد ليلعب لأول مرة في دوري الدرجة الأولى ضد كريستال بالاس في 24 مارس 1990 وخسر فيلا أمام الفريق اللندني.

في تلك الفترة كان يورك يلعب كجناح أيمن وبالتحديد من 1989 وحتى 1995 حتى تلك الفترة لم يكن قد قدم الأداء المنتظر منه بعد سجل 36 هدفا في 6 مواسم خلال 154 مباراة لعبها بكل المسابقات.

برايان ليتي تولى مهمة قيادة أستون فيلا في موسم 1994-1995 وفي الموسم التالي حول يورك لمركز المهاجم الصريح لتتحول مسيرته تماما ويصبح أحد أبرز مهاجمي الدوري الإنجليزي الممتاز.

قال تومي دوكرتي في 1991 "إن تمكن لاعبي أستون فيلا من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز فأنا ماوتسي تونج" وفي 1996 كان يورك لاعب أستون فيلا الأبرز ووصل الفريق للعب في الدوري الإنجليزي والذي أضاف له مزيدا من الضغط في الملعب، وشارك في نهائي كأس الرابطة في نفس العام وبالتحديد يوم 24 مارس ضد ليدز يونايتد الفريق الذي كان مكتظا عن أخره في تلك الفترة بالأسماء المتميزة واللاعبين الدوليين أصحاب الخبرات.

وفي تلك الليلة وبعد 9 سنوات من نهائي كأس في ترينداد وتوباجو، هذه المرة النهائي في إنجلترا ضد ليدز الكبير، فاز أستون فيلا بنتيجة 3-0 وبالطبع مثل تلك الليلة في ديسمبر، سجل يورك، وكان ذلك هو التتويج الثاني له بعد الفوز بنفس البطولة في موسم 1993-1994.

تولى جون جريجوري مهمة تدريب أستون فيلا في 1998، قال إن فريقه لن يبيع يورك إلا إن قام مانشستر يونايتد بمنحه أندي كول، بعد ذلك قال يورك بنفسه إنه يرغب في مغادرة فيلا بارك.

كيف رد جريجوري؟ قال:"كنت سأطلق الرصاص على يورك فقط إن كان لدي مسدسا في مكتبي".

لم يلعب يورك في موسم 1998-1999 سوى مباراة وحيدة لأستون فيلا ضد إيفرتون وبالتحديد يوم 15 من ذلك الشهر، ولم يقدم شيئا يذكر لأنه أرغم على الاستمرار، لكنه في النهاية انضم للشياطين الحمر بمبلغ 12.6 مليون جنيه إسترليني.

لم يخفى الأمر على أحد تيدي شرينجام الذي ضمه يونايتد من توتنام في 1997 لم يكن الخيار المثالي أو الشريك المتميز الذي يبحث عنه فيرجسون بجانب أندي كول، إذ أنه في موسمه الأول سجل 14 هدفا في 41 مباراة.

فقط بعد انضمام يورك تم تهميش دور تيدي تماما، يورك كان جائعا لتحقيق المجد ووجد مع يونايتد ما كان يبحث عنه تماما كما لو كانت اللحظة المناسبة تماما لفعل كل شيء، في موسم 1998-1999 كان كل شيء ممكن في مانشستر وبالتحديد الطرف الأحمر من المدينة.

في أول مباراة له في حياته على ملعب كامب نو ضد برشلونة في دوري أبطال أوروبا في نوفمبر 1998، ذلك الملعب الذي يتسع لجميع سكان ترينداد وضد لاعبين مثل لويس فيجو وريفالدو وجوسيب جوارديولا ومدربهم كان لويس فان جال.

قال يورك عن تلك المباراة "قال لنا سير أليكس فيرجسون قبل المباراة في تلك الليلة اذهبا أنت وكول وهاجما برشلونة".

كانت تلك المباراة حاسمة للغاية ليونايتد صاحب الوضع المتأزم في الجولة الخامسة من دور المجموعات، لديه بايرن ميونيخ وبرشلونة وبروندبي، يونايتد كان قد تعادل في أول مباراة ضد برشلونة في أولد ترافورد بنتيجة 3-3، ثم تعادل مع بايرن ميونيخ بنتيجة 2-2، وفاز ذهابا وإيابا على بروندبي.

وضع المجموعة كان صعبا للغاية وجميع الأندية قريبة من بعضها في النقاط، يورك يتسلم الكرة من روي كين ويتبادل التمريرات مع أندي كول لتسكن الكرة شباك برشلونة في كامب نو، سجل هدفين في تلك المباراة التي انتهت بنفس نتيجة الذهاب 3-3.

معجزات يونايتد كانت مستمرة طوال ذلك الموسم، لكن أعظم لحظة على الإطلاق في مسيرة يورك حسب وصفه أيضا كانت في 26 مايو 1999 نهائي دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ.

قال يورك "المباراة كانت مشوقة للغاية وقوية نفس الحال مع مباراة الإياب ضد يوفنتوس، لم نخلق فرصا تهديفية محققة طوال اللقاء، لكن كل ذلك تبدل خلال الوقت المحتسب بدلا من الضائع".

ليلة ساحرة ليونايتد سجل تيدي شرينجام وأولي جونر سولسكاير سجلا، وقال يورك "لم أنم ليومين متتاليين كانت فرحة لا تنسى".

توج يورك في موسمه الأول مع يونايتد بدوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الإنجليزي الممتاز، سجل 29 هدفا في 51 مباراة بكل المسابقات.

فيما بعد صرح سير أليكس فيرجسون قائلا:"دوايت يورك استجاب سريعا لما تغير حوله، لقد كان رائعا منذ يومه الأول في يونايتد، لا يحدث هذا كثيرا، لقد كان استثنائيا، الأمر عادة يتطلب وقتا للتكيف وهو أمر طبيعي، خاصة إن أتيت من خارج إنجلترا يصعب عليك التكيف لكن ذلك لم يحدث معه".

في الموسم الثاني توج بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز مع يونايتد وسجل 23 هدفا في 47 مباراة بكل المسابقات.

موسمه الثالث مع يونايتد لم يكن بذلك النجاح، فقط هاترك لا ينسى في شباك أرسنال والتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الثالث على التوالي، ومع قلة مشاركاته انتشرت تقارير تشير إلى أن سير أليكس فيرجسون قد فقد شغفه بيورك وطريقته خصوصا بعد شائعات ارتباطه بالعارضة البريطانية كاتي برايس وبالتالي ابتعد اللاعب كثيرا عن مستواه، ليرحل إلى بلاكبيرن روفرز بمبلغ 2 مليون جنيه إسترليني، بعد أن سجل لمانشستر يونايتد 64 هدفا في 188 مباراة بكل المسابقات.

لم يستمر يورك كثيرا مع بلاكبيرن فقط موسمين من 2002 وحتى 2004 قبل أن يرحل إلى بيرمنجام سيتي لموسم، خلال ذلك الموسم مثل منتخب ترينداد وواجه نظيره البحرين، طوال الوقت وأبناء وطنه يتهمونه دوما بأنه يمنح فريقه الأفضلية على منتخب بلاده، كان عليه أن يثبت العكس يوما ما وقد حان ذلك في 16 نوفمبر 2005.

تأهل منتخب ترينداد لأول مرة لكأس العالم في 2006، المباراة الفاصلة كانت ضد البحرين، لم يكن يعتقد أحد في بلاده أن يورك يصلح كقائد، لكنه اكتسب احترام الجميع وصنع هدف الفوز الوحيد.

صرح يورك قائلا :"أنا من صنع الهدف، أهل وطني لا يعتقدون أنني أصلح كقائد، أظهرت أن بإمكاني ذلك، مباراتنا الافتتاحية كانت ضد السويد في دورتموند بألمانيا وصلنا لكأس العالم".

بعد انتهاء فترته مع سيدني، طلب روي كين زميله السابق في مانشستر يونايتد ومدرب سندرلاند في الفترة من 2006 وحتى 2008 أن ينضم إليه وبالفعل لبى النداء فور تلقيه، وتوجا سويا بلقب دوري الدرجة الثانية، بعد رحيل كين عين كلا من يورك ونيل بايلي كمساعدين لريكي سبراجيا المدرب الجديد وبعد ذلك تم إنهاء عقد دوايت في نهاية موسم 2008-2009 ليعتزل "السفاح المبتسم" كما كانت تسميه الصحف الإنجليزية آنذاك.

عاش مسيرة كروية حافلة أهمها سر التناغم الكبير بينه وبين أندي كول فما كان سره؟

قال أندي كول "لماذا؟ لا نعلم فجأة وجدنا أننا متفاهمين تماما، نفهم بعضنا سريعا جدا، وهو ما جعل صداقتنا أفضل، نحن نقيضان تماما، لكن بشكل ما أكملنا بعضنا البعض بطريقة ما، استمعت كثيرا بشراكتي مع يورك، وكأننا نفكر في الفكرة نفسها وننفذ سويا الأمر كان رائعا استمتعنا بكل تلك الأعوام واللحظات سويا".