فادي أشرف

المباراة الـ100.. زيدان في طريقه لكسر "قاعدة مارادونا"

لماذا لا نهتم بما يكفي بوصول الفائز بدوري أبطال أوروبا زين الدين زيدان لاعبا ومدربا لمباراته الـ100 في قيادة ريال مدريد؟
الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 - 16:37
زيدان

لماذا لا نهتم بما يكفي بوصول الفائز بدوري أبطال أوروبا زين الدين زيدان لاعبا ومدربا لمباراته الـ100 في قيادة ريال مدريد؟

"ليس كل لاعب كبير يمكنه أن يكون مدربا كبيرا"، لا شك أنك سمعت تلك العبارة بطرق مختلفة إلى أن تحولت إلى "كليشيه" مهم في قواعد "عرف كرة القدم" غير المكتوبة.

الأمر في الحقيقة تمت دراسته سواء بشكل أكاديمي أو بشكل عملي.

سيان بيلوك، وهي باحثة حاصلة على درجة الدكتوراة في علم النفس الرياضي، وتدرس حاليا في جامعة شيكاجو، تقول في تدوينة لها بعنوان "اللاعبون الأفضل قلما يكونون المدربون الأفضل" إن إحدى الدراسات تؤكد أن خيار اتجاه التدريب بعد الاعتزال بالنسبة للاعبين الأفضل هو الخيار الأسوأ.

ملخص تلك الدراسة حسب بيلوك هو أنه مع تأدية اللاعب لرياضته بشكل أفضل تقل قدرته على شرح ما يفعله بشكل كبير فبالتالي لا يصبح مدربا جيدا بنفس درجة إجادته للعبة.

تلك الدراسة اعتمدت على أحد أساطير رياضة الجولف في الثلاثينيات، الأمريكي رالف جولدال، والذي اكتسح اللعبة في أوائل ومنتصف تلك الحقبة حتى ألف كتابا تعليميا بعنوان "حسن طريقتك للعب الجولف" عام 1939، بعدها لم يفز بأي بطولة.

التطبيق العملي يشرحه لنا مدرب أسترالي غير مشهور يدعى جيمس جالانيس، وهو يشغل حاليا منصب المدير الفني لأحد فرق دوري السيدات في أمريكا كما أنه مدير العمليات في مركز تعليمي للمدربين يدعى "Universal Soccer Academy" حيث يقول إن اللاعبين الأقل مهارة يقضون وقتا أطول في "التفكير" في تحسين أدواتهم داخل الملعب، في الوقت الذي يعتمد فيه اللاعبون المهرة - أو لاعبي الطراز الأول إن جاز التعبير – على مهارتهم وقدراتهم البدنية ولا يقضون الوقت الكافي للـ"تفكير" في طرق ممارسة اللعبة أو الخطط أو ما شابه ذلك.

يمكننا أن نطلق على الأمر "قاعدة مارادونا"، هل هناك من هو أعظم من دييجو في لعب كرة القدم؟ الإجابة غالبا لا، ولكنه كمدرب قاد الأرجنتين لواحدة من أسوأ كؤوس العالم التي لعبتها في 2010 قبل أن يدرب لفترة في الخليج العربي.

لكل قاعدة شواذ بالتأكيد، يوهان كرويف كان لاعبا عظيما ومدربا أسطوريا وضع حجر الأساس لمشروع برشلونة بشكله الحالي.

ولكن إن تحدثنا عن الألفية الجديدة، فالمدربون الذين يحكمون الحقبة الحالية هم بيب جوارديولا ودييجو سيميوني الذين كلاعبي كرة لم يقتربوا من مكانة زيدان اللاعب، ولاعبون هواة سابقون مثل جوزيه مورينيو وأرسين فينجر ورافا بنيتيث بجانب بعض المدربين الذين لم يتركوا بصمة تذكر كلاعبين مثل يورجن كلوب أو خورخي سامباولي.

ومع وصول زين الدين زيدان لمباراته الـ100 كمدرب لريال مدريد، نرى في مسيرته أنه من المدربين القلائل الذين كانوا من لاعبي الطراز الأول وحصلوا على دوري أبطال أوروبا في الألفية الحالية، الاستثناء لهذه القاعدة يؤكد النظرية هو "أستاذ" زيدان، كارلو أنشيلوتي.

في حوار سابق مع "ماركا" قال أنشيلوتي في تفسيره لنجاح زيدان "عندما تبدأ كمدرب تصبح الكاريزما هامة جدا. حقيقة أنك تحصل على احترام زائد لما فعلته في الماضي، هذا ما حدث مع زيدان. بعد ذلك، كل يوم يصبح امتحانا، اللاعبون ينظرون لك ويسمعونك ولكن إن فقدوا هذا الاحترام سيكرهك اللاعبون وستسوء الأمور".

إذا يا كارلو، الكاريزما أم المعرفة هي الأهم؟

يقول أنشيلوتي: "بالنسبة لي، المهم هو كيفية التواصل مع اللاعبين".

الأمر نفسه أكده زيدان في تصريحات تعود لفبراير الماضي حيث قال لمجلة "GQ Espana" في إطار قصة صحفية بعنوان "زيدان في المرآة" .

يقول زيدان: "أعتقد أني أعلم متى أتحدث مع اللاعبين وأعتقد أني أعلم ما يريدون، وفي أي لحظات يحتاجون فيها وجودي. أحيانا، وجودي بجانبهم يبدو كافيا. ليس عليك أن تقول كلاما كثيرا حول مشاكل معينة. التواصل الجيد هو أن تعلم متى تصمت. أنا أعلم كيف أفعل ذلك".

التعامل من نجوم بحجم وشخصية كريستيانو رونالدو قد يكون صعبا، ولكن صاروخ ماديرا نفسه يقول "تواصل زيدان معنا رائع. لا تسألني لماذا ولكن لدينا تواصل أفضل معه، زيدان منح المران طاقة إيجابية واقترب كثيرا من اللاعبين".

أحد أعظم "فلاسفة" كرة القدم وأنجح مدربيها، كارلوس بيانكي، وضع من قبل 10 قواعد لتكون مدربا ناجحا جميعها تتعلق بالسلوك خارج الملعب.

باختصار، قال بيانكي إن أمور مثل الاهتمام بالمجموعة قبل الأفراد واحترام اللاعبين بهدف جني الاحترام منهم والبساطة والدقة والتواضع ونكران الذات والحصول على ثقة اللاعبين وبثها فيهم مرة أخرى هي مفاتيح النجاح كمدرب.

على الأغلب لن تتاح لنا الفرصة لمعايشة زيدان خارج الملعب، ولكن يمكن استخراج تلك الخصال من أداء زيدان اللاعب، الأمر كان بسيطا ودقيقا بشكل مبهر مع زيزو، كما أنه كان يؤدي بشكل ثابت ومستمر في الملعب معظم فترات لعبه، مع لمحات من التواضع ونكران الذات يمكن استنباطها من عدم شكوى أي منافس أو زميل له من غروره أو ما شابه.

الحكم على تجربة زيدان المدرب يبدو أمرا غير ناضج بعد 99 مباراة فقط في وظيفة من الممكن أن تكون الأصعب في العالم وسط اتهامات دائمة بمساندة الحظ والقرعة له في فوزه التاريخي بدوري الأبطال الحادي عشر بعد 14 عاما من حسمه للتاسعة بهدفه التاريخي في باير ليفركوزن، ولكن الدلائل تقول إن زيدان يبدو في طريقه لكسر "قاعدة مارادونا".

Tweets by @FadyAshraf