"يا سلااااااام".. "يا ابن اللللللللعيبه".. "هذا أجمل أسيست رأيته في حياتي".. "من أين لك هذا".
تلك التعليقات خرجت من جماهير المنافس أولا. فما بالك بتعليقات جماهير الفريق صاحب تلك اللقطة من الأساس.
انظر بنفسك للقطة وتخيل. تخيل ما قيل عن جوتي.
بالتأكيد لقطة تضعه كأفضل صانع ألعاب في العالم. ولكن هل هو كذلك حقا؟
**
أحببت جوتي، بالطبع كيف لمشجع أن لا يحب لاعب ظهر بقميص النادي المفضل له لمدة 24 عاما أي قد يكون تواجد داخل جدران هذا النادي قبل مشاهدات العديد من المشجعين الآن لأي مباراة لريال مدريد والحديث هنا عن خوزيه ماريا جوتيريز هيرنانديز أو ببساطه "جوتي" الذي يحتفل اليوم بعامه الـ40.
في مثل هذا اليوم من عام 1976 ولد جوتي واليوم يحتفل بعيد ميلاده الـ40 وFilGoal.com يحتفل معه أيضا.
إذا نظرت لمشوار جوتي ستجد أنه كان أحد أمهر لاعبين فريق الجلاكتيكوس وكان ينافس زيدان "مهاريا" وأحد أبرز ناشئين ريال مدريد على مدار التاريخ فاز بأكثر من 15 لقب مع النادي من بينهم ثلاثة شامبيونز ليج.
لكن إذا عدنا أكثر من 10 سنوات للوراء لن تجد هذا الإجماع خلال فترته كلاعب.
وفاءه للنادي لم يكن عليه خلاف ولكن السؤال الدائم هل تحبه ام تكره؟
كمشجعه لريال مدريد كانت هناك فتره كروية، لا أعرف فيها الإجابة. هل أحب جوتي أم اكره؟ هل هو لاعب عبقري أم مجرد موهبة مهدره؟
كنت تقلق عندما تشاهده أساسيا وبمركز مختلف كل مره، من لاعب وسط المدافع للاعب وسط مهاجم وحتى كمهاجم صريح.
كان دائما عكس التوقعات، إذا توقعت تألقه أحبطك وإذا توقعت إحباطه فأجئك بتألقه، فهو حتى الآن أكثر بديل أحرز أهداف في تاريخ النادي.
"كنت أريد أن أصبح نجم روك اند رول" - جوتي
إذا قمنا برصد أفضل 10 محترفين في تاريخ ريال مدريد فجوتي لن يدخل قائمة الـ20 من الأصل.
يشعرك بأنه لا يلعب كرة القدم لأنه يحبها ولكنه يلعبها لأنه يجيدها.
جوتي في نصف ساعة قد يقدم ما يفعله آخرون في موسم كامل فمن ينسى مباراته أمام إشبيليه ودخوله لتحويل هزيمة فريقه لانتصار في 25 دقيقه.
دخل بديلا لراؤول جونزاليس وصنع ثلاثة أهداف شبه مؤكده لزملائه وثلاثة انفرادات خلف دفاع إشبيليه ليساهم جوتي في فوز ريال مدريد بأحد أغرب وأصعب ألقاب الليجا 2006/2007.
جوتي كان يشعرك بأنه لاعب كرة قدم من وحي خيال المخرج السينمائي تيم برتون.
مليء بالغموض وكرة القدم التي قدمها أغلب الوقت تكون غير متوقعه وبعض الأوقات معقده لحد يدفعك للجنون وأخرى بسيطة بشكل مستحيل.
فأداء جوتي الكروي كان يعكس شخصيته فهو لا يعرف معنى الخط المستقيم.
كم لاعب وسط تلقى الكرة على حدود منطقة الجزاء وهي مرتدة من محاول هجومية فاشلة، وفكر في التسديد أو تمريرها لأحد المدافعين لبدء هجمة أخرى؟
ولكن هذا ليس جوتي. الذي في لحظة صفاء ذهني هجوميه قرر إعادتها مره أخرى بالكعب ليجعل زيدان منفردا أمام المرمى مره أخرى ويضرب خط دفاع كامل منتظر بدء عملية التحضير الجديدة للهجمة.
لم يكن الأفضل على الإطلاق ولم يكن الأقوى. لم يكن الأسرع ولكن كرة القدم التي كان يقدمها جوتي كانت تجعلك تثق بقرارته ولكن مشكلته كانت إنه لا يريد المزيد.
لا يريد المزيد من المجهود لا يريد المزيد من الأهداف لا يريد مزيد من الوقت، فهدف واحد ضد يوفينتوس على سبيل المثال يكفي، فنص ساعه تألق تكفي وكان من السهل إخراجه من تركيزه سواء بتقارير صحفيه أو مشاكل شخصيه وغيرها.
لكن مع شعوره باقتراب نهاية وقته داخل ريال مدريد ومع دخول موسمه الأخير قرر أن يطلق سحره مره أخرى.
18 عاما لم يفز ريال مدريد على ملعب الريازور وثلاث هزائم متتالية من بينهم هزيمة بهدف عكسي. الأمر تحول إلى عقده وأصبح في حاجة للمسه من ساحر أو لعبه من جوتي.
هدف تقدم جرانيرو فسده هدف الديبور من ركلة جزاء، ولكن ظهر جوتي منفردا أمام مرمى ارانزوبيا في ذلك الوقت وبدلاً من أن يحرز هدف حل العقدة قرر أن يساهم في صناعته فقط.
أعاد الكره بالكعب من على حدود منطقة الجزاء إلى بنزيمة ليحرز هدفا للريال مدريد لا يتذكره فقط مشجعي ريال مدريد ولكن الكل يستمتع به حتى اللحظة.
ولأن الذكريات السيئة ليست شرطا في حب لاعب أو فريق، أصبح جوتي بتألقه في الأوقات الحاسمة وإصراره على البقاء في ريال مدريد بعد استمراره لفترة ليست بالقصيرة على دكة البدلاء، وحتى رفضه لعرض كبير من ميلان وفقا لحديث فلورنتينو بيريز ودفاعه عن النادي بعد اعتزاله، صنعوا منه أيقونه خاصة لجماهير ريال مدريد.
والآن هو يدرب فريق تحت 19 عاما لريال مدريد وربما يظهر مره أخرى على مقاعد الفريق الأول.