لا يوجد نموذج للعودة من بعيد أفضل من مباراتي ليفربول ضد ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا، ومانشستر يونايتد ضد بايرن ميونيخ في نهائي نفس البطولة عام 1999.
الزمالك وضعه مختلف إنه لم يخض مباراة من شوطين تحدد البطل، لكنه يخوض مباراتين تحددان من البطل، مع الوضع في عين الاعتبار أن مواجهة خصم على ملعبك في مباراة نهائية تضعك في المقدمة رغما عنك حتى لو لعبت بـ9 لاعبين ضد 11 لاعبا.
الدعم الجماهيري موجود، وعلى اللاعبين أن يعرفوا جيدا أن تلك المباراة يجب أن تكون معركة بقاء بالنسبة لهم، لا مجال للتراجع أو التخاذل، بذل الجهد المضاعف واللعب بقوة على كل كرة والإيمان بأن العودة دائما ممكنة لأنها من قوانين كرة القدم. لا توجد نتيجة مستحيلة لا يوجد في كرة القدم سوى الممكن طالما الكرة في قدميك والمرمى أمامك والخصم يمتلك نفس الفرص.
لكي يحقق الزمالك العودة المنشودة عليه أن يضع أمام عينيه 3 نصائح أضعها بين أيديكم
بإمكاننا أن نحصي أندية حتى موعد المباراة تمكنت من تسجيل عدد من الأهداف في لقاء الإياب لكن توقفت عند هدف وحيد ولم تتأهل.
الزمالك نفسه حدث له الأمر ذاته منذ عام كاد أن يتأهل لنهائي الكونفدرالية، لولا احتياجه لهدف وحيد وهو مالم ينجح الفارس الأبيض في تسجيله.
على جانب أخر قد نرى أرسنال فهو خير مثال على تلك النقطة تتوقف معه تذكرة التأهل على هدف لم يسجل.
أرسنال كان يخوض لقاء الإياب في ألمانيا وعلى ملعب بايرن، لعب بدافع الكبرياء واستعادة الكرامة بعد الخسارة على ملعبه في لقاء الذهاب بنتيجة 3-1، وبالفعل نجح في تسجيل هدفين وفشل في تسجيل الثالث، نظرا لحالة التسرع الشديدة التي عانى منها اللاعبين خلال اللقاء ورغبتهم في إقصاء بايرن من ملعبه خاصة والتأهل كان على بعد هدف وحيد.
أيضا حدث الأمر ذاته لريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا إذ أنه خسر في الذهاب بنتيجة 4-1 وفي لقاء الإياب كان على بعد هدف وحيد في إسبانيا من التأهل.
ريال مدريد في تلك المباراة تواجد داخل منطقة جزاء بروسيا دورتموند، وفرصة تلو الأخرى لم يسجل سوى هدفين وكان على بعد هدف من التأهل، ريال مدريد فشل في المحافظة على إيقاعه وبالتالي فشل في تسجيل الهدف الثالث فقط استخدم أفضلية لعبه المباراة على ملعبه ووسط جماهيره، بالطبع عاد دورتموند ووقف وقاوم ريال مدريد ليتأهل لنهائي البطولة.
النصيحة: لا تتوتر أو تتسرع أمام المرمى عليك استغلال أنصاف الفرص في مباراة مثل هذه، عليك أن تضغط منذ اللحظة الأولى وتحافظ على إيقاع اللعب لا مجال لإهدار الفرص أو الابتعاد عن التركيز.
في بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس عام 1984-1985 فاز برشلونة بنتيجة 4-2 في لقاء الذهاب بإسبانيا على ميتز الفرنسي.
الجميع كان يستهزئ بالفريق الفرنسي، في لقاء الإياب فاز ميتز بنتيجة 4-1 ليصبح المجموع 6-5.
في بطولة دوري أبطال إفريقيا ونهائي عام 1976 واجه هافيا الغيني نظيره مولودية الجزائر وفاز في الذهاب بنتيجة 3-0، وفي لقاء الإياب قام الفريق الجزائري بقلب الطاولة كليا وفاز بنتيجة 3-0 لتصل المباراة لركلات الترجيح ويفوز بنتيجة 4-1.
النصيحة: لا تفكر في الفوز بنتيجة كبيرة فكر أولا في تسجيل 3 أهداف التي تجعلك تتعادل مع مباراة الذهاب، بعد ذلك فكر في تأمين خط دفاعك ثم محاولة تسجيل الهدف الرابع، لا تغفل لحظة عن تأمين الخط الخلفي طوال المباراة فأي سقطة ستعني توديع الحلم.
في نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 في مباراة مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ عاد الفريق الإنجليزي في غضون دقائق بعد تأخره بهدف ليحول النتيجة إلى 2-1 ويتوج بطلا.
عقب المباراة مباشرة كان سير أليكس فيرجسون مدرب يونايتد ممسكا لرأسه غير مصدق لما حدث وصرح قائلا :"لا يمكنني تصديق ما حدث، كرة القدم!".
هناك عودة أخرى تاريخية وستظل محفورة في الأذهان، إنها مباراة ليفربول ضد ميلان في نهائي دوري الأبطال عام 2005 بإسطنبول.
في الشوط الأول تقدم ميلان بنتيجة 3-0، وفي الشوط الثاني تعادل ليفربول، لتصل المباراة لركلات الترجيح ويحسمها الحمر لصالحهم.
على الرغم من معاناة ليفربول في تلك المباراة في التعامل مع كاكا لاعب ميلان في ذلك الوقت والتمركز الدفاعي السيء في الشوط الأول، تغير الحال كليا في الشوط الثاني، حتى ستيفن جيرارد، في ذلك الوقت وصفته الصحافة الإنجليزية إنه كان بوجهين في تلك المباراة.
النصيحة: الشخصية في الملعب والرغبة في تحقيق الفوز واستعادة الكبرياء من شروط العودة، إضافة إلى إنها كرة القدم لا يوجد في قاموسها مستحيل، يجب أن يتواجد 11 مقاتلا في الملعب يؤمنون بأن المستحيل سهل للغاية وكل شيء ممكن.