كتب : محمود مصطفى
يعيش ميلان إنطلاقة هي الأفضل في السنوات الست الأخيرة، خمسة انتصارت وتعادل وهزيمتين ومشاركة روما في المركز الثاني خلف المتصدر يوفنتوس.
ولم يختبر نادي الشمال الإيطالي بداية أفضل للموسم منذ المرة الأخيرة التي فاز فيها بلقب الدوري تحت قيادة ماسيمليانو أليجري في 2011.
رحل أليجري ليحصد الألقاب مع يوفنتوس فيما تعاقب على ميلان خمسة مدربين من بعده لم ينجح أحدهم حتى في الوصول بميلان إلى المشاركة الأوروبية إلا أن الأمور قد تكون في طريقها للتغير مع المدرب الحالي فينتشنزو مونتيلا.
تعاقدات أقل وثبات خططي
قدم المدرب الشاب في تجربته الأكثر استمرارا مع فيورنتينا نموذجا لبناء الفرق والاعتماد على اللاعبين الشباب بشكل أساسي مع دعم أصحاب الخبرات وتعاقد خلال ثلاثة أعوام مع 30 لاعب جدد بهم دماء الفريق وقاده من المركز الثالث عشر في الدوري إلى المشاركة الأوروبية في ثلاثة مواسم متتالية والوصول إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي ونهائي كأس إيطاليا.
تسلم مونتيلا ميلان بعد موسم قاد فيه الفريق كل من سينيسا ميهايلوفيتش وكريستيان بروكي وشهد تذبذبا في المستوى وخطط متغيرة إضافة إلى ضعف الإلتزام التكتيكي من جانب اللاعبين.
لم يكن بمقدور مونتيلا تغيير وجه الفريق منذ الموسم الأول كما فعل في فيورنتينا في ظل عدم اتمام صفقة بيع النادي بالرغم من الإعلان عن توقيع عقود مبدئية بين سليفيو بيرلسكوني مالك النادي ومجموعة من المستثمرين الصينيين.
تعاقد ميلان منذ قدوم مونتيلا مع لاعبين فقط هما جوستافو جوميز وخوسيه سوسا واستقدم لاعبين على سبيل الإعارة هما ماريو باساليتش من تشيلسي وماتياس فيرنانديز من فيورنتينا.
ثبت مونتيلا خطة (4-3-3) منذ بداية الموسم بالرغم من تلقي ميلان هزيمتين في أول ثلاث مباريات كما اعتمد قواما أساسيا للفريق وهو ما قدم لميلان تفاهما أكبر بين اللاعبين وشكلا يمكن تمييزه في الملعب لفريق يلعب كرة هجومية يعتمد فيها على جناحين صريحين ورأس حربة كلاسيكي ككارلوس باكا ويدعمهم من خط الوسط لاعبين ذوي نزعة هجومية مثل جياكومو بونافينتورا وسوسا.
مشكلة دفاعية وإصابة
مباراة الجولة السابعة لميلان أمام ساسولو والتي فاز فيها الروسونيري (4-3) ربما هي الأكثر إثارة في الدوري الإيطالي هذ الموسم إلا أنها أوضحت المشاكل الدفاعية التي تواجه مونتيلا.
الثلاثة أهداف التي سكنت مرمى دوناروما تنوعت بين أخطاء فردية من كل من إجنازيو أباتي وجوستافو جوميز وبين خطأ في التمركز من خط الدفاع ككل أمام فريق هجومي النزعة كساساولو. الأخطاء نفسها كانت موجودة في مباريات أخرى لميلان أبرزها الهزيمة بأربعة أهداف لهدفين أمام نابولي.
يعتمد مونتيلا على قلب دفاع أساسي هو أليسيو رومانولي فيما لم يستقر بعد على شريك له متأرجحا بين الباراجوياني جوستافو جوميز والأرجنتيني جابرييل باليتا وكذا الحال على الأطراف حيث لم يستقر بعد على لاعبين أساسيين من بين الثلاثي أباتي ودافيدي كالابريا وماتيا دي شيليو.
مشكلة أخرى أضيفت إلى مونتيلا بإصابة قائد الفريق ريكاردو مونتوليفو في مباراة ساسولو بتمزق في الرباط الصليبي للركبة، بعد خروجه من الملعب حل بدلا منه مانويل لوكاتيلي ذو الـ18 ربيعا ليسجل هدف التعادل بعد تأخر الورسونيري بثلاثة أهداف.
لعب لوكاتيلي المباراة التالية كاملة أمام فيرونا وأدى مباراة طيبة إلا أن صغر سنه قد يكون مدعاة لقلق جمهور ميلان إلا أن وجود دوناروما ذو الـ17 عاما أساسيا في حراسة المرمى للعام الثاني على التوالي إضافة إلى ثقة مونتيلا في اللاعبين الشباب قد يبعث بالطمأنينة في نفوس المتابعين.
التحدي الكبير ونسمات أوروبية
"أشعر بنسمات أوروبا" قالها مونتيلا بعد الفوز على فيرونا في الجولة الثامنة وأضاف "يوم السبت سنلعب أمام يوفنتوس، أحد أفضل الفرق في أوروبا، فهل هو لقاء سيحدد لقب بطولة الدوري؟ بعض الظروف ليست في صالحنا وسنحافظ على تواضعنا".
وأكمل "ميلان لم يلعب في أوروبا منذ وقت طويل، الآن أستطيع أن أرى اللاعبين يبتسمون فهم كانوا يحتاجون للثقة والنتائج الطيبة تساعدهم على ذلك".
ربما لا يزال مبكرا الحكم على موسم ميلان لكن عمل مونتيلا الرائع مع الروسونيري حتى الآن والنتائج الطيبة التي يحققها الفريق تعطي أسابا عديدة للتفاؤل بعودة ميلان للمشاركة الأوروبية.